نعمتان إذا وضعتا في مكانهما الصحيـح

رسالة الإنسان في الحياة هي صدق الاتجاه والاستقامة ومعرفة الحق وعبادة الله الواحد الأحد، الفرد الصمد. وهذا الاتجاه الصحيح لرسالة الإنسان وأن رب العالمين خلق الزمان والمكان ليستطيع كل إنسان أن يفكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يجحد قال الله تعالى «وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا»، وهنا يأتي شيء فطرى وضعه الله سبحانه وتعالى في الانسان من خلق آدم وهو النسيان والذى يختلف من شخص إلى آخر.
النسيان، وعلى الرغم من أنه صفة نقص للإنسان. ولكنه نعمة كبيرة من الله -عز وجل- على الإنسان، وبالنسيان يستطيع التغلب على المصائب والمشاكل التي يمكن أن تواجه الإنسان في حياته.
بالنسيان نجتاز المصائب والمخاطر ونعيش أيامنا بكل آلامها وأحزانها والقضاء عليها بالنسيان. لذلك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه».
لذلك، يكون النسيان مظهر من مظاهر رحمة الله على عباده في حالة المصائب والأوجاع والألم والشدائد والابتلاءات.
والإنسان إذا لم ينسى ذلك لكانت حياته مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها.
ولذلك نحن أمام قضية خطيرة وهى قضية الذكرى والنسيان في الحياة البشرية، فنجاح الطالب أو الطالبة يكون بمقدار ما يتذكره من علوم التي درسها وما عرفه من المعرفة والعلم. فإن نسى هذه العلوم فتكون الرحلة فاشلة والبعض منا يتطرق إلى أبواب النسيان، منا من يبكى كي ينسى، ومنا من ينام كي ينسى، والبعض منا يضحك كي ينسى، والبعض يسافر كي ينسى، والبعض منا يدرس كى ينسى، ومنا من يمارس الرياضة كى ينسى، ومنا من يخون كي ينسى، وهو أسوأ أنواع النسيان.
النسيان نعمة من الله تساعد الإنسان على تجاوز الألم والحزن والشدائد، ويمنح العقل مساحة جديدة لتجارب جديدة والتحفيز على التقدم.
والجانب الآخر لحياة الإنسان الذكرى لكى تخفى الحقائق عن الآخرين مثل الحب الذى يأتي للإنسان أحيانا دون مقدمات وبعدها نبحث عن النسيان لأنه يكون الدواء.
الذكريات أنواع عديدة، ومن أهمها الذكريات العاطفية وكذلك الذكريات الاجتماعية مثل الصداقات والمناسبات المختلفة وهناك الذكريات الشخصية.
سئل رجل حكيم: ما هو الصعب وما هو القاسي؟ فقال الحكيم: الصعب في الحياة أن تكسب شخصا واحدا وتخسر الكل من أجله، والأشد قسوة أن يتركك هذا الشخص، وتتذكر أنت إنك تركت الكل من أجله. بمنطق العقل نقول ليس هناك نسيان على الإطلاق، بل هناك تغافل فقط حتى يستطيع الإنسان وخاصة عند الفراق سواء فراق الأهل والأحبة والألم والأحزان والهموم.
نحتاج إلى الذكرى لنستمد القوة، ونحتاج للنسيان لنعيش الحياة. كلاهما نعمتان اذا وضعتا في مكانهما الصحيح.
abuazzam888@live.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *