على مكتبها، جلست الطاقة تتأمل إنجازاتها، وأتاها العطاء ليفتح صناعة تتجسد في استثمار لا يتكرر.
النباتات، تخفي داخل أوراقها الخضراء أطنانًا من الأموال التي لا تشبه العملات البشرية؛ بل تمنح الهواء طاقةً نقية تعزز صحة الجسم؛ فعندما تُزرَع في تربة مناسبة، وتتغذى على سمادٍ متطابق مع احتياجاتها مع ارتوائها من الماء العذب سيكون استخراج العطاء من النبات انجازًا رائعًا، وبين النسمات تتطاير حبوب لقاحها لتبدأ حكايةً جديدة يكون ختامها ثمارًا حلوة المذاق، وأزهارًا آسرة الجمال، وأكد العطاء بأن توفير ما تريده سيكون للفواكه، والخضار طعمٌ أجمل.
الحيوانات، من البدائيات، والبكتيريا حتى الحوت الأزرق مع اختلاف بيئاتها، وتباين وسائل معيشتها، ونوع طعامها، فالتنقيب عن عطاء الحيوانات يعتبر استخراجًا علميًا بين أيدي الطبيعة، فعلى الرغم من شعار البقاء للأقوى الذي يقود سلسلة الغذاء؛ فإن لدى هذه المخلوقات عطاءً استثنائيًا، ففي أحد المقاطع تبنّت دجاجةٌ مجموعةً من القطط الصغيرة، وأكد العطاء أن عطاء الحيوانات ليس فقط من خلال تناولها كطعامٍ يمنح الفوائد الغذائية.
بين الناس يجري البحث عن العطاء من خلال استنباط الطاقة المفيدة من خلال استخدامها في الخير، فيصنع المتخصصون في الصيدلة أدوية تعالج أمراض الآخرين، أو تخفف عنهم الألم، ولا يبالغون في سعرها؛ لضمان وصولها إلى الجميع، ويبتكر المهندسون أبنيةً ممتازةً خالية من المشاكل ليتسنى للناس السكن فيها بلا خوفٍ، أو قلق، ومع كل تخصص تتدرج المسؤوليات لضمان نشر المعرفة، وبهذا تصل الحقوق لأصحابها، وتكون البيئة في أمانٍ من تداعيات التجارب التي تتسرب منها غاياتٌ مجهولة المصير، ولكل إنسانٍ حكايةٌ يكتبها، ويرويها عندما يكبر، ويترجم أحلامه واقعًا دون أن يترك جرحًا ينزف بصمت في طريقه.
BayianQs03@outlook.sa