عندما يشتعل سيخ الشاورما

ضجّت شبكات التواصل بقصة مرتبطة بعلامة تجارية تختص في تقديم وجبة الشاورما، وخلف القصة أن موظفا سعودياً نشر مقطعاً يقول فيه أنه تعرض لفصل تعسفي من وظيفته في الشركة، والمتسبب في هذا الفصل هو رئيسه المباشر في العمل من غير السعوديين؛ واستمرت التداعيات على مدى الأسابيع الماضية، والنيران وإن هدأت لأيام، تستعر من جديد بفعل رمي الحطب على الجمر الكامن أسفل الرماد.
بمراقبة سريعة لما يجري، لدي خمس همسات وهي،
أولاً: رجوت ألا تنتظر الشركة تدخل مؤثرين لحثّها وتشجيعها على إعادة الموظف السعودي إلى عمله، فعند فقدان السعودي لوظيفته يستاء ملايين السعوديين ويبدأون في التعبير بكل أريحية ووضوح عن استيائهم، وهنا تبدأ مشكلة قد لا تنتهي وأول المتضررين هي العلامة التجارية، وبالتالي تتضرر قيمتها الاقتصادية للوطن؛ وربما نتساءل عن دور مختصي وزارة الموارد البشرية في توضيح ملابسات مثل هذه الحالات التي تقع لسعوديين، وحتى تصويبها، لكن لم نجد شيئا حتى الآن!
ثانيا: فصل الموظف يشير إلى وجود خلل في الحلول الإدارية المطروحة لإعادة توظيف طاقات رأس المال اليشري السعودي حسب القدرات والشغف، فمن لا يحقق مستهدفات الشركة في منافذ البيع (مثلًا)، ربما يحقق مستهدفاتها في اللوجستيات أو التوريد والتوزيع أو مهام المساندة الإدارية وغير ذلك.
ثالثًا: قلنا مراراً أن حسابات التسويق يجب أن تعمل ضمن سياسات واضحة، فالتهاون بالمحتوى التسويقي قد يشعل حروبا نارية، وإلقاء الزيت على النار ليس من الحكمة في شيء؛ وعلى مديري حسابات التسويق في شبكات التواصل أن يكونوا على قدر المسؤولية والنضج والأمانة.
رابعًا: وإن كان القصد خيراً من بعض المؤثرين، إلا أن ربط الوطنية بعلامة تجارية وأمور محل خلاف لن يساعد، بل على العكس، سيما وأن الموضوع شائك من الأساس، فالموظف السعودي مفصول على يد غير سعودي، وصافرات الإنذار انطلقت باكراً.
خامسا: هناك درس مهم خلف المشهد، ويرتبط بالقطاع الخاص الذي بدأ فعليا في سد حاجة عدد هائل من السعوديين والسعوديات للوظائف، حيث استوعب 2.91 مليون سعودي، ولكن هذا مقابل 10 ملايين غير سعودي تقريباً، وهنا يجب النظر جديا لدراسة أوضاع القطاع الخاص، والوقوف على مسببات هذا التفاوت المهول في نسبة الإشغال، والتأثير السلبي المتعلق به.
abdullahsayel@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *