من وحي الخيال

من يشاهد المسلسلات الخليجية بدقةٍ متناهية في السنوات الأخيرة، لا بد أن يكون قد لاحظ قبل بداية الحلقات تلك العبارة المكتوبة: «هذا العمل من وحي خيال الكاتب، ولا يمت للواقع بصلة، وإذا كان هناك أي تشابه، فهو محض صدفة!»..
لكن، لو تأملنا الحقيقة المطلقة، فالخيال ما هو إلا جزءٌ من الواقع. فلو لم يكن موجودًا، لما تجمل ما نعيشه! الخيال يشبه السكر مع الشاي، أو الحليب مع القهوة؛ يكمل أحدهما الآخر.
أكاد أجزم أن غالبية قصصنا، حين نتحدث عنها، تكون قصيرة. لكن الكلام الزائد، التوقعات، الاستفسارات، والتحليلات الخيالية، هي التي تُكمل التشويق، تُنجح الإثارة، وتُحقق المتعة! وأصلًا، من خصائص الكاتب المبدع أن يمتلك خيالًا فيه شيءٌ من المبالغة الطفيفة، لأنها تُضيف إلى نصه جمالًا وروعةً في الأسلوب.
عندما نشاهد المسلسلات، نحن لا نتابع قصة كاتب يزعم أنها من وحي خياله فحسب، بل نتابع ما يُشبه قصصنا في الواقع، ما يحكي عن هموم الحياة، ويُظهر ما فيها من خيرٍ وشر. ولا أعتقد أن المسلسلات الدرامية ستتوقف يومًا طالما الحياة مستمرة. تعلمون لماذا؟ لأنها مليئة بالقصص، الحكايات، والسوالف التي لا تنتهي عند حدٍ معين.
ولا يقتصر التمثيل على أفكارٍ جديدةٍ وحديثةٍ فحسب، بل ربما يستعين بعض الكتاب بقصصٍ من عبق الزمن الماضي، ليكشفوا لنا كيف كان الناس يعيشون حياتهم ببساطةٍ وعفوية.. وهذا لا يعرفه إلا من طال به العمر، ولا يزال بيننا في هذه الحياة. فلو حكى لك عن ذلك الزمن، سيتذكر معه أجمل أيام شبابه وعمره.
ختامًا: الخيال عربةٌ لا يمكن أن تتقدم على حساب حصان الواقع!
kingksa9954@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *