فجر السعودية المتجدد

حين نقول السعودية العظمى، لا ننطقها كتعبير يتيم في فراغ الكلمات، بل كنبض يخرج من قلب أمةٍ صنعت حضورها بالدمع والدم والصبر والعمل، وصاغت مجدها بين كثبان الرمال وضياء المدن الحديثة ، إنها ليست عظمة الألقاب ولا بهرجة الشعارات، بل عظمة تُحسّ حين يلامس ترابها قلبك، وحين ترى كيف تتحول الأحلام إلى حقائق، وكيف تُكتب الحكاية بعرق الرجال ومساندة النساء ودعاء الأمهات وخبرات الاجيال..
السعودية العظمى هي فجرٌ يتجدد كل صباح. فجرٌ يبدأ بنداء المؤذن من مكة والمدينة، ويكتمل في ضجيج المصانع، في صمت المختبرات، في صدى الحفارات وهي تشق الأرض لبناء مدن لا تشبه ما عرفه العالم من قبل. هي وطن لا يتوقف عند حدود الممكن، بل يصنع من المستحيل بداية جديدة.
في هذا الوطن، لا يقاس المجد بالثروة، وإن كانت الثروة أنهاراً لا تنضب ولله الحمد، بل يقاس بقدرة القيادة على تحويل كل قطرة نفط إلى مشروع، وكل فكرة إلى فرصة، وكل إنسان إلى قصة نجاح. العظمة ليست في قوة الاقتصاد وحدها، بل في أن تصنع من قوتك فرصة للآخرين، وأن تبقى ثابتاً كالنخيل لا تنكسر في الريح.
وحين نرفع رؤوسنا ونقول السعودية العظمى، فنحن نتحدث عن دولة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، بين الصحراء التي تحفظ جذورنا، والمدن التي تعانق السماء بأبراجها. عن وطنٍ لا يخجل من ماضيه ولا يرضى أن يُحبس فيه، وطنٍ يكتب تاريخه الجديد بمدادٍ من الإرادة والتجديد.
العظمة أن تكون قادراً على أن تُدهش العالم، لا بسطوة القوة وحدها، بل برحابة الروح. أن تبني علاقاتك مع الآخرين بميزان الحكمة، وتثبت أن الاستقرار ليس أمناً داخلياً فحسب، بل رسالة سلام تمتد خارج الحدود. أن تحمل على عاتقك أمانة الحرمين الشريفين، وتفتح ذراعيك لملايين المؤمنين الذين يجدون في أرضك الطمأنينة والسكينة.
كل ما في السعودية يروي حكاية العظمة؛ من ضوء الشمس الذي يكسو رمالها في النهار، إلى الأفق المضيء بمشاريعها في الليل، من خفقان القلوب في مواسم الحج والعمرة، إلى خفقات الأمل التي يولدها جيل شاب يُصمم أن يضع بصمته على العالم.
العظمة أن يكون لك صوتٌ يُسمع، ويدٌ تُبنى بها الطرق والجسور، وقلبٌ يحنو على الإنسان أيًّا كان، وعقلٌ يُخطط لمئة عام قادمة. ولهذا حين تهمس «السعودية العظمى»، فأنت لا تردد شعاراً، بل تنطق وعداً، وترى مشهداً لمستقبل يتشكل أمامك كلوحة لا تنتهي ألوانها.
السعودية ليست مجرد دولة، إنها قدرٌ يمشي بين الأمم، نورٌ يتوهج في زمن العتمة، وملحمةٌ تُكتب فصولها كل يوم.
ولهذا، سيبقى لقب «العظمى» أقل من حقيقتها، لكنه الأقرب إلى وصفها في عيون أبنائها، وفي عيون العالم الذي يراقبها بدهشة واحترام.
mohalarab75@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *