بدأ الكثير من الناس يفكرون في أن الذكاء الاصطناعي «AI» والبطالة موضوعين مترابطين بشكل متزايد في السنوات العشر الأخيرة، خاصة في حساسية تأثير الذكاء الاصطناعي في الاستغناء عن العنصر البشري في أداء المهام، حيث تثير التقنيات الذكية تساؤلات عديدة حول مستقبل العمل وفرص التوظيف للكثير من البشر حول العالم. يحاول البعض الموازنة بين فائدة الذكاء الاصطناعي وتأثيره في إنهاء الاعتماد على الإنسان في الصناعة من حيث السرعة والدقة والجودة. للذكاء الاصطناعي علاقة قوية بالتشجيع على الابتكار البشري وتحسين التعلم واستدامة المنافسة. والأفضل أن نفكر ايجابياً في الكثير من الجوانب التي سأتطرق لها في السطور القادمة. لقد أثير هذا الموضوع على مستوى قمة دافوس.
يعد الذكاء الاصطناعي أسرع من الذكاء البشري البطيء وهذا يوفر الوقت والجهد والمال. يتميز العقل البشري بالإبداع مقارنة بالذكاء الاصطناعي المحدود الابداع. يتكيف الإنسان ذاتياً مع الظروف، بينما لا بد من تدريب وبرمجة الذكاء الاصطناعي على ذلك. يعقي العقل البشري بما حوله ويتعامل بمرونة وتكيف عالي بعكس الذكاء الاصطناعي الذي لا يعي ما حوله. لا يوجد عواطف ومشاعر لدى الذكاء الاصطناعي خلاف الذكاء البشري العالي المشاعر والعواطف الإنسانية. الذكاء البشري عميق الفهم والمعاني بينما الذكاء الاصطناعي عكس ذلك فهو سطحي غير عميق لكن بالإمكان برمجته في هذه الناحية في المستقبل مع التقدم التكنولوجي والتقني.
يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة ملايين البيانات في ثوانٍ، بينما البشر أبطأ بكثير ويتعبون ويشعرون بالملل من كثرة وطول التفكير. يتميز الذكاء الاصطناعي بالدقة في إنجاز مهام معينة مثل حالة مرضية من خلال الأشعة والصور الطبية ويمكن أن يتفوق على الأطباء. يمكن للذكاء الاصطناعي تخزين كميات هائلة من المعلومات لوقت طويل واسترجاعها بسرعة ودقة عالية عند الحاجة لها. لا يتعب أو يكل أو يمل أو يشعر بالحاجة للنوم، حيث يمكنه العمل 24 ساعة دون توقف. وللعلم، فإن الذكاء البشري يتميز بالوعي بالذات والمشاعر أو العاطفة والمرونة والتكيف والفهم الحقيقي.
يساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة الوظائف الروتينية بحوالي 70% أي أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على أغلب الوظائف الروتينية. ويمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ المهام المتكررة الروتينية بسرعة وكفاءة وجودة عالية، مثل إدخال البيانات، وخدمة العملاء، والعمليات الصناعية. هذا يؤدي إلى تقليص الحاجة للعمال في هذه الوظائف، ما يزيد من خطر البطالة على وظائفهم لسهولة تنفيذها. ويمكن استبدال الوظائف منخفضة المهارات، حيث أن الكثير من الوظائف التي لا تتطلب مهارات معقدة يمكن أن تُستبدل بالروبوتات أو البرمجيات الذكية «مثل وظيفة المحاسب في البقالات ومصانع السيارات وسائقي الشاحنات مع تقنيات القيادة الذاتية»، فقد رأينا سيارات الأجرة من غير سائق بشري في بعض الدول.
التفاؤل مطلوب بأن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف في مجال إدخال البيانات في النظام وتحليلها وتفسيرها لصانع القرارات. يساعد الذكاء الاصطناعي على نمو التوظيف في الشركات وتحسين جودة العمل واختيار الموظف المناسب في المكان المناسب وبالتالي زيادة عدد الوظائف في مجالات أخرى. تقوم بعض الشركات بالاستثمار في إعادة تأهيل الموظفين في الوظائف الروتينية بتدريبهم لاكتساب مهارات جديدة تتماشى مع التحول الرقمي في قطاع الأعمال الخاصة.
التعليم والتدريب المستمر في المجالات التي لا يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي وتوفير البرامج التعليمية التي تركز على المهارات العالية في المجال الرقمي والتفكير النقدي والابتكار. التشجيع على قطاعات الاعمال الناشئة في مجال ريادة الاعمال ما يساعد على الابداع والابتكار. لا شك أن للحكومة دور في دعم الشركات الناشئة بتمويل الشركات والتدريب المتخصص المناسب.
alyaum2018@gmail.com