أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن سماء الوطن العربي ستشهد بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 حدثاً فلكياً لافتاً يتمثل في اقتران هلال القمر لشهر ربيع الأول مع كوكب المريخ، في مشهد يمكن متابعته بسهولة بالعين المجردة على الأفق الغربي في حال صفاء الغلاف الجوي.
وقال “أبو زاهرة” إن الظاهرة تبدأ مع حلول الظلام التدريجي، حيث يظهر الهلال قريباً من الأفق الغربي فيما يجاوره كوكب المريخ كنقطة حمراء لامعة مميزة، مشيراً إلى أن المشهد يستمر لفترة قصيرة قبل أن يغيب الجرم السماويان معاً.
وأضاف: “رغم أن القمر والمريخ يبدوان متجاورين للعين المجردة، إلا أن بينهما في الواقع ملايين الكيلومترات”.
وأوضح أن رصد الهلال الجديد هذه الليلة يمنح فرصة لمتابعة بداية الشهر القمري (ربيع الأول)، في حين يبرز المريخ الذي يعد من أكثر الكواكب سهولة في التمييز بفضل لونه الأحمر البرتقالي.
واعتبر أن اقترانه مع الهلال يشكل مرجعاً بصرياً جميلاً وفرصة رائعة للتصوير الفلكي، لافتاً إلى أن إدخال عناصر طبيعية أو عمرانية في إطار الصورة – مثل المآذن أو الجبال أو الأشجار – يضفي بعداً فنياً على التوثيق.
وأشار أبو زاهرة إلى أن هذه الظاهرة تسلط الضوء على الفرق بين التفسيرات العلمية الدقيقة للظواهر السماوية وبين المعتقدات القديمة التي كانت تربطها بخرافات وأساطير.
وأكد أن الاقتران يمكن متابعته بسهولة بمجرد النظر نحو الأفق الغربي بعد الغروب، فيما يساعد استخدام المناظير أو الكاميرات ذات العدسات المتوسطة والعريضة على زيادة وضوح التفاصيل.
ونصح باختيار موقع مكشوف من الجهة الغربية بعيد عن المباني المرتفعة ومصادر التلوث الضوئي، ما يمنح رؤية أوضح للهلال الرقيق وللمريخ المجاور له.
واختتم رئيس الجمعية الفلكية بجدة تصريحه قائلاً: “إن اقتران القمر بالمريخ يذكرنا بجمال السماء وروعة الحركات السماوية المنتظمة التي تحكمها قوانين فيزيائية دقيقة، كما يمثل وسيلة لتعزيز الثقافة الفلكية وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالعلوم”