وضع ”الدليل الإرشادي للتعامل مع مشكلات الصحة النفسية“، خارطة طريق واضحة للتعامل مع أفكار
إيذاء الذات والانتحار لدى الطلاب، مستهدفاً تمكين الكادر التعليمي من التدخل الفوري والمنهجي. وذلك في خطوة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المدارس.
وقدم الدليل آلية تدخل دقيقة تهدف إلى تمكين الكادر التعليمي من تقديم الدعم الفوري وتجنب العواقب المأساوية.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لنتائج المسح الوطني السعودي للصحة النفسية، التي كشفت أن معدل انتشار التفكير في الانتحار بلغ 9,4%.
مناقشة الطلاب
وشدد الدليل على حقيقة علمية، مفادها أن سؤال الطالب مباشرة عن هذه الأفكار لا يغرسها في ذهنه، بل على العكس تماماً، قد يمثل الفرصة الوحيدة له للتحدث عن معاناته وطلب المساعدة. ويهدف هذا التوجيه إلى كسر حاجز التردد لدى المعلمين والموجهين، وتشجيعهم على المبادرة بتقديم الدعم النفسي الأولي.
ولتمكين الكادر التعليمي من تحديد الحالات التي تتطلب استجابة فورية، حدد الدليل 15 علامة تحذيرية تشير إلى وجود خطر وشيك. ومن أبرز هذه العلامات التهديد الصريح بإيذاء النفس، والتعبير عن اليأس الشديد، والبحث عن وسائل لتنفيذ ذلك، بالإضافة إلى الانسحاب الاجتماعي المفاجئ، أو الحديث المتكرر عن الموت.
مسار منهجي لمكافحة إيذاء الذات
ووضع الدليل مسار تدخل منهجي يعتمد على تقييم مستوى الخطورة لضمان استجابة سريعة ومنظمة. ففي الحالات ”عالية الخطورة“، يتم تفعيل خطة طارئة تشمل تعيين ”مدير للحالة“ لمتابعتها، والتواصل الفوري مع ولي الأمر، ورفع تقارير دورية كل أسبوعين. أما في الحالات ”منخفضة الخطورة“، فتخضع للمتابعة المستمرة وإعادة التقييم، مع إشراك ولي الأمر في الخطة العلاجية.
ويهدف الدليل من خلال هذه الإجراءات المنظمة إلى تزويد الكادر التعليمي بالثقة والمعرفة اللازمة للتعامل مع واحدة من أصعب الأزمات النفسية، مؤكداً أن كل إجراء صحيح يتم اتخاذه في الوقت المناسب يمكن أن يسهم بشكل مباشر في إنقاذ حياة طالب.