صفقات وأزمات معلّقة.. وقرارات حاسمة غير متوقعة

لم يتبقَ سوى أيام قليلة على إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي (10 سبتمبر)، والأنظار كلها تتجه نحو الأندية الأربعة الكبرى لمعرفة كيف ستدخل مع صافرة النهاية إلى موسم جديد يَعِد بالكثير من الإثارة.

الأهلي – يايسله واستقرار مدروس مع مكاسب مالية

الأهلي يخوض موسمه الثالث على التوالي مع المدرب الألماني ماتياس يايسله، وهو ما يمنحه استقرارًا فنيًا نادرًا في الدوري. في الصيف الحالي، ركّزت الإدارة على تعزيز العمق المحلي بضم صالح أبو الشامات من الخليج، وعبدالإله الخيبري من الرياض، ومحمد عبدالرحمن من الاتفاق، إلى جانب الفرنسي إنزو ميلوت الذي خطف الأضواء في كأس السوبر.

الأهلي أيضًا يترقب صفقة محتملة مع إكسكوييل بالاسيوس من ليفركوزن كخيار بديل عن كيسيه، كما يفاضل بين ثلاثة أجنحة لتعويض غياب محرز في كأس إفريقيا: يورغينسن، أوسيبيا، ميلا. ورغم امتلاك الفريق لثنائي قوي في قلب الدفاع (إيبانيز – ديميرال)، إلا أن الإدارة تفكر في التعاقد مع قلب دفاع محلي إضافي.

العوائد المالية

الأهلي استفاد ماليًا من بيع عدد من نجومه هذا الصيف:

فيرمينو إلى السد القطري – نحو 7 ملايين يورو.

غابري فيغا إلى بورتو – نحو 16 مليون يورو.

ألان سان ماكسيمان إلى كلوب أمريكا – نحو 11 مليون يورو.

أليكسندر إلى أتلتيكو مينيرو – نحو 6.8 مليون يورو.

هذه الإيرادات منحت الإدارة مرونة مالية لدعم خطة التوازن بين الاستقرار الفني والتدعيمات.

النصر – جيسوس يبدّل الضفة ويصطدم بمأزق الأجانب

المفاجأة الأبرز كانت انتقال المدرب البرتغالي جورجي جيسوس من الهلال إلى النصر، في خطوة قلبت موازين المنافسة داخل الرياض. ولأجل دعمه، وفرت الإدارة صفقات أوروبية ثقيلة:

كينغسلي كومان (بايرن ميونخ) – 30 مليون يورو (+5 متغيرات).

جواو فيليكس (تشيلسي) – 30 مليون يورو (+20 متغيرات محتملة).

إينيغو مارتينيز (برشلونة) – انتقال مجاني.

إجمالي الإنفاق يقارب 60–65 مليون يورو.

لكن النصر يواجه مأزق الأجانب، إذ يمتلك 12 لاعبًا أجنبيًا مقابل 8 + 2 فقط مسموحين في الدوري.
أبرز الملفات:

لابورت: تضخمت قضيته إعلاميًا مع أنباء عن رغبته بفسخ عقده.

أوتافيو: مرشح للخروج بسبب ازدحام الوسط.

جون دوران: تمت إعارته إلى فنربخشة لتخفيف الضغط في الهجوم.

إدارة النصر أمامها قرارات حاسمة قبل 10 سبتمبر لتفادي أزمة تضخم الأسماء.

الهلال – إنزاغي والاكتفاء المبكر

الهلال افتتح صيفه بتعيين الإيطالي سيموني إنزاغي حتى 2027، ثم أبرم صفقات مدوية:

داروين نونيز (ليفربول) – 75 مليون يورو.

ثيو هيرنانديز (ميلان) – 60 مليون يورو.

عبدالكريم دارسي (صفقة محلية).

علي لاجامي (من النصر – انتقال حر).

إجمالي الإنفاق قرابة 135 مليون يورو، ما جعله الأكثر صرفًا في الدوري. ومع ذلك، يبدو أن الهلال اكتفى من السوق، مقتنعًا بقدرة تشكيلته الحالية على المنافسة.

الملف الوحيد المفتوح يتعلق بالثنائي ميتروفيتش ولودي، حيث يفاضل النادي بين بيعهما أو الإبقاء عليهما للمشاركة في كأس النخبة.

الاتحاد – حامل اللقب تحت الضغط الجماهيري

الاتحاد يدخل الموسم بصفته بطل الدوري، لكن مستوياته الباهتة في كأس السوبر فجرت غضب الجماهير. على مستوى التعاقدات:

فيصل الغامدي عاد من الإعارة لتعزيز الوسط.

عبدالرحمن العبسي (حارس – وقع حتى 2029).

مفاوضات جارية لضم صانع لعب أجنبي بقيمة 20–25 مليون يورو.

لكن الضغط الجماهيري يزداد، حتى أن أسماء بارزة مثل فابينهو أصبحت مهددة بالرحيل إذا لم تتحسن المستويات. الجماهير تنتظر “صفقة نوعية” تنعش الوسط وتعيد الثقة قبل إغلاق السوق.

المشهد العام يرسم لوحة متباينة:

الهلال الأكثر إنفاقًا (135 مليون يورو) لكنه أنهى تحركاته مبكرًا.

النصر أطلق صفقات كبرى (65 مليون يورو) لكنه يواجه مأزق الأجانب وملف لابورت.

الأهلي ركّز على التوازن واستفاد ماليًا من مبيعات كبرى، مع استقرار يايسله في موسمه الثالث.

الاتحاد الأقل إنفاقًا لكنه الأكثر تحت الضغط بعد السوبر، ما يضع الإدارة أمام اختبار اللحظات الأخيرة.

ومع اقتراب 10 سبتمبر، تبقى الساعات الأخيرة من السوق حبلى بالمفاجآت التي قد تعيد رسم خريطة دوري روشن للموسم الجديد.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *