كثير من الشباب يملكون الكثير من العناصر الايجابية التي تحفزهم نحول بلوغ النجاح، مثل الحماس، وربما فكرة مميزة، ولكن بالمقابل يفتقرون إلى أهم عنصر في طريق النجاح، ألا وهو : «التخطيط».. فالفكرة وحدها لا تكفي، والتفاؤل وحده لا يُثمر، ما لم يُبنَ على أسس واضحة ومدروسة.
البدايات لا تتطلب فقط أن تحلم بها، فالحلم وحده لا يكفي، بل تتطلب أن «تعقلها وتتوكل».. وأن تعزز آمالك وطموحاتك وتمنياتك بالأفعال والأسباب والعناصر اللازمة لتكون البداية ناجحة وتسير بك نحو الوصول إلى الهدف المنشود، ادرس فكرتك بعناية، راجع أهدافها، قيّم سلبياتها وإيجابياتها، اعرف جمهورك، منافسيك، ومواردك. لا تجعل من التوقعات غير الواقعية بوصلة قراراتك، ولا تترك المساحة للمجهول يوجه مستقبلك.
النجاح غاية يتمنى الجميع بلوغها ولكن ليس كل منا يسعى بالجهد الكافي واتخاذ الأسباب في سبيل تحقيقها.. فالنجاح لا يأتي عبر التخيلات ولا الحماس المؤقت، بل من الإيمان بالله ثم العمل الجاد. التفاؤل مطلوب، وحسن الظن بالله عز وجل أساس، لكنه لا يعني تجاهل الأسباب أو القفز على الواقع. ومن المؤسف أن البعض يختلق الأعذار قبل أن يبدأ، ويضع العراقيل بيده، ثم يتساءل: لماذا لم أنجح؟
الوقت عامل مهم وكل لحظة تفقدها دون اتخاذ خطوة فعلية إلى الأمام سيكون لها انعكاس على نتائجك، فحين تتأخر في الانطلاق بسبب التسويف، أو تتراجع بسبب الخوف، فإنك تعطي الفرصة للشك أن يتسلل، وللفرص أن تضيع.. كل تأخير دون سبب حقيقي، هو فرصة نجاح فوتّها على نفسك.
لذلك، لا تبدأ مشروعك قبل أن تخطط له، ولا تتوكل دون أن تعقلها، ولا تزرع في أرض لم تختبر تربتها. اجتهد، تعلم، خذ بالمشورة، وابدأ بخطوة محسوبة، وستجد أن الله لا يضيع تعب من أحسن النية والسعي.