هي حكاية جمهور ينتظر أول صافرة، لكن يترقب أيضًا أول لقطة من المدرج أو الملعب عبر الشاشة. في كل موسم، كان للنقل التلفزيوني حكاية موازية للمستطيل الأخضر: حكاية عدسات تتسابق لالتقاط اللحظة، وتقنيات تتطور، وحقوق تتنقل من يد إلى أخرى. من البث المجاني البسيط إلى الإنتاج العالمي متعدد الزوايا، يروي تاريخ نقل الدوري السعودي قصة صراع بين طموح التطوير ورضا المشاهد.
بدأ عصر الاحتراف في الدوري السعودي موسم 2009، ومعه احتكرت القنوات الرياضية السعودية حقوق النقل المحلي مجانًا، في بثّ اعتمد على معدات متواضعة وعدد محدود من الكاميرات. لكن تلك المرحلة، رغم بساطتها، كانت بداية لتنظيم البث المحلي وتوسيع قاعدة المشاهدين.
في 2014، دخلت MBC Pro Sports بقوة عبر عقد ضخم قُدّر بـ4.1 مليار ريال لعشر سنوات، مع تحسينات في جودة الصورة والإخراج وعدد الكاميرات، إضافة لإطلاق منصة “GoBX” للبث الرقمي. غير أن العقد لم يكتمل، وتوقفت الشراكة بعد أربع مواسم، ليعود الدوري لواجهة البث الحكومي.
بين 2018 و2021، استأنفت القنوات الرياضية السعودية نقل المباريات، مع توسيع عدد القنوات وتحسين التقنيات، لكن المرحلة كانت انتقالية بانتظار تأسيس شركة رياضية متخصصة للبث.
في 2021، تأسست الشركة السعودية للرياضة (SSC)، واستحوذت على الحقوق المحلية مقابل نحو 300 مليون ريال سنويًا. قدمت SSC بثًا مجانيًا بجودة عالية عبر “عرب سات” ومحطات أرضية، مع إتاحة المشاهدة الرقمية على “شاهد” و “GoBX”، وأدخلت تقنيات مثل VAR وكاميرات الاستوديو والجوية.
من 2023 إلى 2025، استمرت SSC ناقلًا محليًا، بينما تولّت SPL Media House بالشراكة مع IMG إنتاج البث الدولي وتوزيعه عبر أكثر من 130 دولة من خلال منصات مثل DAZN وCanal Plus وTencent، مما رفع من حضور الدوري عالميًا.
ومع ذلك، لم تكن تجربة النقل دائمًا سلسة؛ واجه المشاهدون أحيانًا تقطعات في البث خلال مباريات مصيرية، أو إخراجًا فنيًا خذل اللحظات الحاسمة، كما وُجِهت انتقادات لافتقار التعليق الحماسي أو التنوع في الأصوات أكدت هذه الأخطاء أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، بل يجب أن يصاحبها تدريب بشري محترف لضمان تجربة متماسكة ومقنعة.
ومع انطلاق الموسم الجديد، بدأ الدور بـ كأس السوبر السعودي خارج أرض الوطن—in Hong Kong—من 19 إلى 23 أغسطس 2025 وهي البطولة التي تُعد بمثابة المرجع الأول للجماهير للتحقق من جودة إنتاج “ثمانية” عمليًا—فإما أن تفرض نفسها سريعًا كمقدمة لتجربة مشاهدة جديدة، أو تواجه اختبارًا جماهيريًا صعبًا مبكرًا.
والآن، ومع دخول شركة ثمانية (Thmanyah) رسميًا كساعية لتولي حقوق النقل حتى 2031، تبدأ مرحلة جديدة تُعد بمثابة الفصل الأهم في تاريخ النقل التلفزيوني للدوري السعودي. الموسم المقبل ليس مجرد كرة قدم، بل اختبارٌ لجودة البث والالتزام بالمشاهد.