كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن ملامح مشروع لائحتها الفنية الجديدة لأعلاف الأحياء المائية، والتي تضمنت مجموعة من الاشتراطات الصارمة التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في سلامة وجودة قطاع الاستزراع المائي. وتأتي هذه الضوابط، التي طُرحت للنقاش العام، لتضع صحة الإنسان والبيئة في مقدمة الأولويات.
حظر كامل على استخدام مسحوق الدم
ومن أبرز ما ورد في اللائحة، فرض حظر كامل على استخدام مسحوق الدم أو أي من منتجاته في تصنيع أعلاف الأسماك والروبيان، إلى جانب منع استخدام أي محفزات للنمو.
ووضعت اللائحة حدودًا قصوى لمتبقيات المضادات الحيوية، في خطوة تهدف إلى ضمان وصول منتجات سمكية آمنة وصحية للمستهلك النهائي.
المعالجة الحراررية وحظر التدوير الذاتي
وفي إطار تعزيز الأمن الحيوي ومكافحة الأمراض، ألزمت اللائحة المصانع بتطبيق معالجة حرارية للمكونات الحيوانية المائية عند درجة حرارة لا تقل عن 80 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة، لضمان القضاء على الميكروبات ومسببات الأمراض.
وحظرت اللائحة ممارسة ”التدوير الذاتي“، أي منع تغذية أي نوع من الأحياء المائية بأعلاف تم تصنيعها من مسحوق أسماك من نفس النوع المستزرع، وذلك لمنع انتشار الأمراض داخل المزارع.
وشددت الاشتراطات على ضرورة أن تكون الأعلاف صديقة للبيئة، بحيث تتميز بدرجة ثبات عالية في الماء ولا تتسبب في تلوثه.
وأكدت على أهمية نقاء المنتج، حيث يجب أن يخلو تمامًا من أي مواد غريبة كالأحجار أو الزجاج أو المعادن، أو أي مظاهر للفساد مثل التعفن، مع وضع حد منخفض جدًا لوجود بقايا الحشرات لا يتجاوز 0,25% من الوزن الجاف.
ضوابط التعبئة والتغليف
كما لم تغفل اللائحة الجوانب اللوجستية، حيث فرضت متطلبات دقيقة للتعبئة والتغليف في عبوات محكمة لا تتفاعل مع المنتج، بالإضافة إلى ضوابط صارمة لعمليات النقل والتخزين في بيئة جيدة التهوية وبعيدة عن الملوثات، لضمان الحفاظ على جودة الأعلاف حتى وصولها إلى المزارع.
ودعت الهيئة المستثمرين والخبراء والمهتمين إلى المشاركة بآرائهم وملاحظاتهم حول هذه الاشتراطات عبر منصة ”استطلاع“، تمهيدًا لاعتمادها بشكل نهائي، بما يخدم استدامة صناعة الاستزراع المائي ويعزز تنافسية المنتج الوطني.