عايشين..

من أكثر ما يزعجني عند سؤال غيري عن حاله، تكون الإجابة بـ «عايشين، كل هذه النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، والبعض لا يراها ولا يقدر قيمتها ولا يحمد الله سبحانه وتعالى عليها.
يعيش الإنسان وهو محاط بالكثير من النعم، واستمرار تلك النعم ودوامها تجعل البعض يغفل عنها ولا يشعر بها.
دائماً يميلون إلى الشكوى والتعبير عن استيائهم من مختلف جوانب الحياة. والغريب تركيزهم على السلبيات فقط ويعمون أو يتعامون عن رؤية الإيجابيات في الحياة، بالتأكيد أن للتربية السلبية دوراً كبيراً لهذا السلوك وهذا التصرف، ولربما كان عامل الوراثة من الأسباب ولا أبرئ السلوك المكتسب والضغوط النفسية.
المشكلة عندما ينتشر هذا الداء بين زملاء العمل في المؤسسات والدوائر الحكومية فقل على الدنيا السلام.
التأثير يكون على المعنويات، يحبطها ويشتتها، ويستنزف الطاقات ويؤثر على إنتاجية العمل، عدوى تنتشر بسرعة كفى الله عباده منها.
لين تايلور، ومؤلفة كتاب «ترويض زميلك المستبد في المكتب». تنصح، إذا كنت تعمل عن قرب مع أحد الأشخاص السلبيين المتذمرين، حاول العثور على مصدر المشكلة، ربما «يعانون من عدم الكفاءة، أو الشعور بالوحدة، أو الخوف، أو التعب».
في الكثير من الأحيان عندما يخاف الناس من شيء ما، يلجأون للشكوى والتذمر طريقة للتكيف مع وضعهم. ولذلك، فإن العثور على السبب الجذري للمشكلة ومد يد المساعدة في تخفيف بعض هذه المخاوف، قد يسهم في الحد من التذمر.
يحتاج المتذمرون إلى جمهور يستمع إليهم، لذا إذا لم تمنحهم مجالاً للتعبير عن مشاكلهم، فسيبحثون عن مستمع آخر.
ماكنتاير الأمريكي أستاذ الفلسفة الأخلاقية والسياسية: «إن السماح للمتذمرين بالتنفيس عن غضبهم «لن يساعدهم في التخلص من المشكلة، بل سيعززها»، ولذا يقترح تغيير مجرى الحديث للهروب من محادثة سلبية، فيمكن قول شيء مثل: «أنا أفهم أن هذا أمر محبط جداً، لكنني يجب أن أعود إلى العمل.
للتعامل مع الشخص المتذمر، من المهم الحفاظ على الهدوء، والاستماع إليه باهتمام، وتقديم التعاطف دون الانغماس في سلبيته، مع وضع حدود شخصية وتوجيه المحادثة نحو الحلول.
قد يكون من الصعب جداً إخبار شخص ما بأن شخصيته السلبية تؤثر على عمله وعلى العمل.
يقترح أصحاب الاختصاص، إخبار الشخص أنه بحاجة إلى التحدث معه عن موضوع حساس، ومن ثم السؤال عما إذا كان منفتحاً لإجراء محادثة حول هذا الموضوع.
إذا وصلت لمرحلة بت تفقد فيها السيطرة على الموضوع وأصبح يؤثر على إنتاجيتك، فكر في تصعيد الأمر إلى قائد الفريق.
لماذا التذمر والشكوى والله سبحانه وتعالى أعطانا كل هذه النعم، ولماذا عند السؤال يجيب البعض ب عايششين!! بل يجب الشكر على جميع نعم الله علينا، سواء كانت هذه النعم دينية أو دنيوية، صحية أو مادية، وغيرها، بهذا أمرنا ديننا.
Aneesa_makki@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *