حين يقودك التخطيط إلي سمو النفس

في عالم تتزاحم فيه المشاغل وتتسارع وتيرة الأيام، يبقى السمو غاية ينشدها كل من يريد أن يعيش حياةً راقية المعنى، متزنة الهدف، بعيدة عن العشوائية والتشتت. والسعي نحو هذا السمو لا يتحقق صدفة، بل يحتاج إلى تخطيط واعٍ يجعل لكل جانب من جوانب الحياة رسالة واضحة وغاية سامية.
التخطيط هنا ليس مجرد ترتيب لمهام يومية، بل هو بناء متكامل يشمل الصحة، والرياضة، والمظهر، والعلم، والتربية، والعلاقات، وحتى أوقات الترفيه والرحلات. ولكل جانب، نضع هدفًا نابعًا من النية الصادقة لابتغاء مرضاة الله، حتى تصبح أعمالنا اليومية جسورًا نحو الحسنات بغير عناء.
النية… جوهر السمو.. عندما نحافظ على صحتنا بنية شكر الخالق، ونمارس الرياضة لنقوي الجسد الذي ائتمننا الله عليه، ونسعى لطلب العلم لننفع أنفسنا والناس، فإننا نرتقي من مستوى العادة إلى مستوى العبادة. وحين نربي أبناءنا على القيم، أو نصل أرحامنا، أو نحسن إلى من حولنا، فإننا نزرع بذور السمو في حياتنا وحياة من نحب.
حتى لحظات الترفيه يمكن أن تتحول إلى طاعة، إذا ارتبطت بنية التأمل في خلق الله، أو إدخال السرور على القلوب، أو توثيق الروابط الأسرية.
قائمة للسمو.. أمام عينيك دائمًا.. دوّن أهدافك وضعها في مكان تراها فيه كل يوم: على مكتبك، أو على حائط غرفتك، أو في هاتفك. واجعل السعي نحو تحقيقها عادة يومية، ولو بخطوة صغيرة. فالتدرج يصنع الأثر، والمواظبة تبني سموّ الحياة.
السمو لا يأتي بالصدفة، بل هو ثمرة تخطيط، وإخلاص نية، واستثمار واعٍ لكل لحظة من العمر. ومع الصدق في التوجه، يصبح كل ما نفعله – من أصغر التفاصيل إلى أعظم الإنجازات – طريقًا يقرّبنا من الله ويرفع حياتنا إلى أفق أسمى.
smo.nafs@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *