خبير تطوع يقدم استراتيجية لمواجهة الاحتراق في العمل التطوعي

في جلسة حوارية تطوعية استضافتها مدينة جدة، دقت قيادات ومتطوعون ناقوس الخطر حول ظاهرة ”الاحتراق النفسي“ في العمل التطوعي، مؤكدين أن الشغف بالعطاء قد يتحول إلى عبء نفسي يستنزف طاقة الأفراد ويؤثر على استدامة العمل الخيري ما لم يتم التعامل معه بوعي وحكمة.

وخلال اللقاء الذي حمل عنوان ”هل يمكن أن نحترق ونحن نعطي؟“، أوضح المختص في مجال التطوع، بندر القحطاني، أن الاحتراق النفسي ليس حكرًا على بيئات العمل التقليدية، بل يصيب المتطوعين بنفس الحدة، مشيرًا إلى أن آثاره السلبية تتجاوز الصحة النفسية للفرد لتمس جوهر أدائه وقدرته على مواصلة العطاء بنفس الجودة والحماس.

استمرارية العطاء

وأرجع القحطاني أبرز مسببات الاحتراق إلى الضغوط المتراكمة وغياب التوازن الصحي بين الجهد المبذول وفترات الراحة الضرورية، بالإضافة إلى ما قد يشعر به المتطوع من نقص في الحوافز أو تراجع في الشغف بمرور الوقت. وشدد على أن الوقاية تبدأ من داخل المنظمات التطوعية نفسها عبر تبني استراتيجيات واضحة ومدروسة.

ولفت إلى أن المحافظة على استمرارية العطاء ترتبط بقدرة المؤسسات على توفير بيئة عمل صحية، وتعزيز ثقافة الدعم النفسي والمعنوي، وتدريب القيادات على الرصد المبكر لعلامات الإرهاق لدى فرقهم. وأكد أن توفير مسارات للتطوير الشخصي والمهني للمتطوعين يلعب دورًا محوريًا في تجديد شغفهم وتحفيزهم على المدى الطويل.

وأكد على أن الاستدامة الحقيقية في العمل التطوعي لا تقاس بحجم الإنجازات فقط، بل بالاهتمام بالثروة الحقيقية لأي عمل إنساني، وهم المتطوعون، وضمان سلامتهم النفسية والمعنوية ليبقى وهج عطائهم متقدًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *