يمر الزمن خفيفا على من لا يلاحظ. ثقيلاً على من يتأمل.
في كل لحظة نمضيها، هناك شيء يموت.
ربما فكرة. عادة، وربما اسم.
يمر الزمن، تتغير الأسماء.
في حينا القديم، حين كنا نركض حفاة خلف الكرة، كان «سالم» ينادي «سعد»، و»عبده» يلعب «عظيمك سرى».
كان الاسم له جرسه، وظله، وله احترامه.
الاسم في الماضي لم يُخلق ليكون جميلاً فحسب، بل ليحمل وزن العائلة، وذاكرة الجد، وربما بطولة لم نرها.
أما الآن، فكل شيء تغيّر.
لماذا تغيرت حتى أسماؤنا؟!
لأننا لم نعد نحن.
تغير المجتمع، وتبدلت الذائقة.
دخلنا المدن اللامعة، وتركنا الأرياف خلفنا.
صار الاسم مرآة للمكان الذي نريد أن نذهب إليه، لا للمكان الذي جئنا منه ،وهذه مفارقة كبيرة.
الأسماء القديمة كانت تنتمي إلى بيئة واضحة: صحراء، نخيل، خيمة، وبئر ماء.
«ظافر» كان يُقال له مبروك قبل أن ينتصر، لأنه وُلد لينتصر.
و»نويَّر» كانت تحمل في اسمها ضوءا لا ينطفئ، حتى لو ماتت الكهرباء.
صار الاسم حلما أكثر من كونه عنوانا.
التأثيرات التي رسمت هذا التبدّل كانت كثيرة ومنها: الإعلام والدراما. والمسلسلات التي جلبت معها عالما كاملا من الأسماء.
كل أم اليوم تفتح «الإنستجرام» لترى ماذا سمّت صديقتها ابنتها. تصادق «جوجل» وتبحث عن اسم «غير مكرر»، ولو كان معناه غامضا. البعض يرى أن الاسم القديم «عيب»، أو «ثقيل» ولا يصلح للحياة الحديثة .
لكن.. هل كل ما يحدث خطأ؟!
ليس بالضرورة. التجديد سنة الحياة، والأسماء كالأزياء، تتبدل بتبدل الأذواق.
الاسم ليس صوتا. إنه زمن، فلا تفرّطوا في الزمن. نهاية:
أسامينا. شو تعبوا أهالينا تلاقوها
شو أفتكروا فينا. الأسامي كلام. شو خص الكلام. عينينا هني أسامينا
جوزيف حرب
alfaleh222@yahoo.com