بديل محرز المؤقت.. عقل دنماركي أم جناح هولندي أم لمسة إسبانية هادئة؟

بين ثلاثة أسماء يضع الأهلي يده على الخيار الذي سيُمسك طرف القميص الأخضر في غياب رياض محرز خلال كأس أمم إفريقيا، الفكرة واضحة: لا يريد النادي نجماً يُغيّر المشروع، بل قطعة «جاهزة فورًا» تغلق الفجوة على الجناح وتضمن نفس الجودة في القرار واللمسة الأخيرة. من هنا يبدأ القياس.

توماس يورغينسن يقدّم الحل من زاوية مختلفة: جناحٌ؟ لا. لكنه الجسر الذي يُبقي المنظومة تُطعم الجناحين بلا توقّف. لاعب وسط شاب يُتقن كسر ضغط الخصم باللمسة الأولى والتمرير العمودي القصير، يرفع سرعة الصعود من الخلف ويُبقي الكرة حيّة في الثلث الأخير. في أيام غياب محرز، عندما ينخفض عدد الحلول الفردية على الخط، يحتاج الأهلي إلى عقلٍ يُضاعف عدد الكرات «القابلة للتسديد» لرفاقه؛ وهذا بالضبط ما يفعله يورغينسن: يقلّل الفوضى، يُنظّم الإيقاع، ويعوض نقص المراوغة بزيادة جودة الوصول. رهانه أن البديل التكتيكي قد يكون أهم من البديل الشكلي.

على الطرف المقابل يقف سامي أوسيا وهو يلوّح بأقصر طريق لتعويض محرز: جناح بحدّة مواجهة مباشرة، يطلب الكرة في القدم، يفتح الملعب عرضاً، ويعرف طريقه إلى العمق بلمسة تُربك الظهير وتجرّ قلب الدفاع خارج منطقته. قيمته الكبرى في «التحويل السريع» من امتلاك الكرة إلى مواقف 1 ضد 1، وفي الركض بلا كرة على القائم البعيد ليكمل العرضيات المتأخرة؛ مواصفات تجعل أثره فورياً مع فريق يخلق كثيراً على الأطراف. غياب محرز يهبط بعدّاد المراوغات والتمريرات الحاسمة من الجهة ذاتها؛ أوسيا يعيد هذه النسبة إلى مكانها الطبيعي ويُبقي الخصم مشغولاً بعرض الملعب لا بعمقه فقط.

ويبقى ديفيد ميلا خيار المدرسة الإسبانية: لمسة هادئة، تمركز ذكي بين الخطوط، وتدوير سريع يمنح الأهلي «طرفاً يفكر» أكثر مما يندفع. ليس جناحاً استعراضياً، لكنه جناح صانع لعب؛ يستلم في أنصاف المساحات، يربط الوسط بالطرف، ويضبط الإيقاع في دقائق توتر المباراة. قيمة هذا النوع تظهر حين يريد الأهلي الحفاظ على الاستحواذ في مناطق الخصم ومنع التحولات العكسية، تماماً كما يفعل محرز عندما يهدأ بالكرة ويختار التمريرة التي تُبقي الفريق عالياً.

عند جمع الخيوط الثلاثة يتضح معيار الحسم: الأهلي لا يبحث عن اسمٍ أكبر، بل عن أثرٍ أسرع. إن أراد النادي تعويضًا مباشرًا لطبيعة محرز الهجومية فالمنطق يقود إلى سامي أوسيا: جناح صريح، يخلق التفوق العددي على الخط ويُنتج فرصًا من المراوغة والتحرك الثاني. وإن فضّل الجهاز الفني تعويضًا تكتيكياً يحافظ على جودة الخروج بالكرة ويُغذي الأطراف كي لا يشعر المهاجمون بفارق الكرات الواصلة، فـ توماس يورغينسن هو «العقل البديل» الذي يصون المنظومة طوال فترة الغياب. أمّا إذا أراد الأهلي نسخة هادئة من الجناح صانع اللعب تُقلل المجازفة وتُبقي الفريق في نصف ملعب الخصم، فـ ديفيد ميلا يمنح هذا التوازن دون أن يطلب تعديلات كبيرة على الخطة.

القرار في النهاية ليس «من الأفضل؟» بل «ما الذي نحتاجه في شهر البطولة؟». إن كانت الأولوية نقاطًا سريعة ومباشرة من الجهة اليمنى، فاسم أوسيا يتقدم خطوة. إن كانت الأولوية ثبات المنظومة وزيادة جودة التغذية للأطراف والمهاجم، فالأفضلية تميل نحو يورغينسن. وإن رغب الأهلي في جناحٍ يلعب بعقل صانع الألعاب ويحافظ على الاستحواذ العالي، فميلا خيار منطقي. ثلاث حلول لفراغ واحد… والاختيار الذي يوقّع عليه الأهلي سيخبرنا كيف يريد أن يعبر فترة غياب محرز: بسرعة الجناح، أم بعقل الوسط، أم بلمسة إسبانية تُبقي الإيقاع تحت السيطرة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *