وسط أزقة سوق طرابلس الضيقة في شمال لبنان، تُخلّد ورشة محمد الشعار، آخر صنّاع الطرابيش في البلاد، فنّ صناعة أغطية الرأس التقليدية هذه التي كانت رائجة قديمًا.
بألوان متنوعة بين العنابي والأخضر وحتى الأسود؛ وبزخارف لافتة وتطريزات بشعار الأرزة اللبنانية، أو حتى بتصاميم بسيطة، يُقدّم محمد الشعار، لزبائنه تشكيلة واسعة من الطرابيش.
ويُعرف هذا الرجل الطرابلسي بأنه آخر حرفي يُنتج هذه القبعات التقليدية الموروثة، وهو يحافظ منذ ربع قرن على هذه المهارة التي ورثها عن جده.
إكسسوار رمزي
ورغم أن الطربوش بات في المقام الأول قطعة ذات طابع رمزي أو اكسسوارًا موجهًا للسياح، إلا أن إنتاجه يبقى حرفة أصيلة تتطلب مهارات خاصة، على ما يؤكد الحرفي.
وقد توارثت العائلة هذا التقليد عبر الأجيال، رغم أن محمد الشعار البالغ 38 عاما قد تدرّب على هذه الحرفة في مصر.
يقول الشعار: “عائلتنا تمارس هذه المهنة منذ 125 عاما”، ويوضح “عندما كان أحدهم يريد مغازلة شابة جميلة، كان يميل طربوشه قليلا إلى اليسار أو إلى اليمين، وعندما كان يريد أحدهم إذلال شخص ما، كان يُسقط له طربوشه أمام الناس”.
ويوضح الحرفي الطرابلسي: “اليوم، يكاد الناس لا يضعون الطربوش إلا في المناسبات التقليدية”، وهؤلاء الزبائن هم في الغالب من فرق الغناء والرقص التقليدية، كفرق الدبكة مثلا، أو من المشايخ الذين لا يزالون يعتمرون الطربوش وحوله عمامة بيضاء.
على الرغم من كل شيء، لا ينوي محمد الشعار التوقف عن ممارسة حرفته. ويؤكد الرجل مرتديا زيا تقليديا ومعتمرا الطربوش، أنه يمارس “هذه المهنة بشغف”.