mal3nzzi@gmail.com
كل الأحزاب التي انهارت مثل حزب البعث بشقيه العراقي والسوري والميليشيات التي هزمت مثل حزب الله وحماس، كانت تتسيد الشجر العالي وتتغطرس وترتكب جرائم وحماقات تحت شعارات تضليلية وبنت شبكات محسوبيات ومصالح وتطبيل منافقين وتتاجر بالقضايا وأرواح الناس.
حزب البعث كانت شعاراته القومية كرامة الأمة العربية الخالدة، وتحت هذا الشعار جرى إذلال شعوب العراق وسوريا وارتكبت عداوات بحق الشعوب العربية الأخرى.
وحزب الله تحت شعار الإسلام وتحرير فلسطين ارتكب حماقات وجرائم بحق الشعوب العربية وفي مقدمتها الفلسطينيين، وبنى شبكة أخطبوطيه تمارس الجريمة وغسل الأموال وتصنيع وتجارة المخدرات، وأسس شبكة إعلامية وجند إعلاميين لتبييض الجانب المظلم.
ومنظمة حماس رفعت شعار تحرير فلسطين، وأيضاً ارتكبت جرائم متنوعة وأسست شبكة علاقات مع كثير من الخارجين على القوانين. وربطتها إيران بشبكات حزب الله والحوثيين. واستخدمت إيران الدم الفلسطيني وحماس لتعزيز مصالحها القومية ودعم ومفاوضاتها مع الغرب. وواضح أن حماس قررت بيع سكان غزة وتقديمهم قرباناً للمصالح الإيرانية. لأن إيران قبل أن تتلقى هزيمة موجعة من إسرائيل وأمريكا، كانت تخشى، مثل إسرائيل، تقدم حلول السلام في المنطقة. لأن السلام يحرر قضية فلسطين من المتاجرين المنافقين، ويهدد وجود الميليشيات الإيرانية، وفي مقدمتها حماس، ويجعلها عاطلة بلا عمل. فإذا بدأ السلام تصبح حركة حماس بلا مهمة وتنهار إماراتها في غزة، ويفقد المنتفعون مصالحهم ولن يتمكن اثرياء حماس من مواصلة كنز الأموال والمتاجرة بالقضية.
وتدور شكوك عما إذا كانت إسرائيل تعلم بنية حماس، ويبدو أنها قررت القضاء على حماس وحزب الله معاً، بعد أن خدماها طويلاً، لهذا قيل إنها خففت الإجراءات الأمنية قبل 7 أكتوبر 2023، لتسهيل عملية حماس، لتتخذها ذريعة للقضاء على حماس وتدمير غزة وإعمال القتل الوحشي بالمدنيين.
اسقطت إسرائيل حزب الله من الشجرة، وبقيت حماس معلقة بغصن واحد، وتتخذ من الغزاويين رهائن، لمقايضة حياتهم ببقائها، وسلامة قادتها. وهذه هي الحقيقة، فحماس تضحي بسكان غزة. فلا يعقل، لا عقلاً ولا ديناً، أن حماس تحتفظ بثلاثين إسرائيلياً ليقتل مقابلهم 61 ألف غزاوي وجرح 152 ألف آخرين.
*وتر:
الأوهام تتبدد كغيوم صيف لافح..
تجار القضايا الظلاميون الرخيصون،
يتلاشون بسطوع شمس النهار..
ومناضلو المنابر يقتاتون الخيبة
وتحتقن دماء الأبرياء في حناجرهم المولعة باللغو