وش قصدك؟

al.shehri.k@hotmail.com
لو خُيِّرت بين أن تجتمع مع شخص وتحادثه وجهاً لوجه، أو تتواصل معه صوتياً، أو يكون التواصل معه نصياً؛ ما هو الخيار الأقرب لك، ولماذا؟

غالباً ما ستكون الإجابة تميل إلى اختيار التواصل النصي، لأن الاختباء خلف الأحرف سهل جداً؛ كمن يضحك بضحكة من سطرين، وواقعياً لم تتحرك عضلة واحدة من وجهه! لكن قد تكون مسببات هذه الضحكة إما مجاملةً لحفظ الود، أو هي ضحكة داخلية لم يستطع الكسل أن يترجمها جسدياً!

ورغم الراحة التي تعطيها النصوص، إلا أن أغلب المشاكل في هذا النوع من التواصل ناتجة عن سوء فهم من هذه المحادثات، فلا تستغرب ممن يفكر مرتين كيف يكتب سؤالاً يستوضح فيه عن مقصد الشخص الأخر، فهل يكتبها مذيلة بعلامة استفهام، أم يكتب جملة استفهامية، كـ (وش قصدك؟) أو (وش قصدك) فأي الصياغتين أسلم؛ إلا لو كان مقصدك سلّ السيف وبدء معركتك، فخيارك حينها واضح؛ بعلامة الاستفهام.

الاستخدام الخاطئ لعلامات الترقيم؛ يدمر بعض العلاقات أو يجرحها، لأن نفسية قارئ المحادثة هي التي تقود التفسير غالباً، لا النص نفسه؛ فتجد من يرتعد غضباً من محادثةٍ ما، مع أن الطرف الأخر قد كتبها بحسن نية، وقد لا تكون بحسن نية فقط، بل بإيجابية عالية، وقد ينتظر رداً جميلاً منه.

الأدهى والأمرّ، أو قد يكون عند بعضهم “الجلطة” من يرسل علامة استفهام دون أن يكتب معها أي نص! هنا يخرج (سعيد صالح) رحمه الله من داخلك مستفسراً: “هو فين السؤال؟” قد يكون الأخر مستعجلاً، ورأى أن العلامة تفي بالغرض، والمفروض أن تكون صيغتها واضحة للطرف الأخر؛ فلماذا يضيع وقته لكتابة الجملة! وبالأصح، كيف لك ألا تفهمني مباشرة!

بعضهم، حتى إن كان ضليعاً في طريقة المحادثة النصية الصحيحة، إلا أن ميزانه قد يخُنْه عندما لا يكون الطرف الأخر ممن يهتم إلى صورته أو اسمه لديه؛ لأنه ليس مميزاً، عميلاً، أو ذو مصلحة محتملة، حتى يفرقع أصابعه وذهنه، ليكتب بطريقة صحيحة، لا مجال فيها للفهم الخاطئ.

وبعضهم الآخر، التزم في المحادثات النصية، أن يستخدم التسجيل الصوتي، ليظهر للطرف الأخر بحاله الحقيقية التي هو عليها أثناء تواصله معه، حتى لا يجعل للشك أو سوء الفهم مجال بينهما.

لا تحكم على الرسائل كأنك تقرأ مشاعر، بل هي كلام فقط، ولو وددت الاستفسار أكثر والايضاح، اسأل: وش قصدك؛ فبعضهم حرفياً يعتقد أنه يُجَوِّد المحادثة معك، ليظهر بمظهر الكاتب المحترف لتمدحه، لا كما تظهر بالمشاعر، كأنه يهاجمك.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *