BayianQs03@outlook.sa
على كرسي التطوير جلس الازدهار يتأمل الجدران ليعرف من أيهم سيضع الباب لينطلق في رحلته التغييرية.
جدار البسمة، زقزقة العصافير تبعث التفاؤل لمنظره، وكثيرًا ما تكون بداية النجاح هكذا، ولكن رياح الأيام ترسل بعض النسمات بهدف اختبار الجدوى، فتقع بعض التغييرات أمام أول نسمة، فتأمل الازدهار جدار الدمعة مناظرًا للبسمة، وصوت العاصفة يذكر كل ما سيترتب من مشاكل حول التغيير، وتتناثر الأسئلة حول المصير المحتوم، وفي الحقيقة فبعض هذه المخاوف ليست بهذا الحجم العائلي، وعلى الرغم من هذا فالاستخفاف بها ليس حلًا جوهريًا، وبهذا فلا تتوقف دموع هذا الجدار، ولا تختفي ابتسامة الآخر.
جدار العدسة، تنتشر الأعين في الجدار لتبحث عمَّا بعده من فرصٍ تستحق المجازفة، فقد توجد فكرة قابلة للتنفيذ لكنها لا تجد بيئًة تؤويها، ولكنها قد تتعرض لتغييرات تصل إلى جوهرها، وبهذا تندثر الفكرة بمكانها، وتعود الأعين خائبةً إلى الجدار، وأمامه جدار الثقب الأسود الذي يريد ابتلاع كل ما أمامه، وكأنه معدةٌ لا تشبع أبدًا، ويجب أن تصاب بعسر هضم لتنجو الأفكار من شرها، وتعيش في سلام باستثناء من تحمل بين طياتها أشواك الشر، فتأمل الازدهار الأفكار الجالسة على سكة الانتظار ليكشف سيئات المصدر منهن.
تمكن الازدهار من التقاط ذوات الفكر السيء، ورماهن إلى الثقب الأسود، وشعر الجدار بمغصٍ جعله يتجمد، ولأجل ذلك صنع الازدهار معبرًا بين جدار البسمة، والدمعة، وأدخل الأفكار لاستخلاص حلاوة تغييرها، ومرارته واختار جدار العدسة ليكون الباب، وجعل لجدار الثقب الأسود مسارًا محصنًا ليتعرف فيه من تريد إفساد التغيير، وساعدته المرونة على صناعة الأفكار.
بعد التأمل أصبح كرسي التطوير نواة صناعة الأفكار، وبأيدي المرونة صُنِعَت، وبإبداع الازدهار تخرج بكامل طاقتها.