الأمن السيبراني.. حماية الأخبار ومصادرها

في عصر التكنولوجيا الرقمية الحديثة وانتشار الإنترنت، أصبح تدفق المعلومات والأخبار سريعاً بشكل غير مسبوق، هذا التقدم التقني أصبح واقعاً يلقي بظلال تأثير على مجمل تفاصيل حياتنا اليومية وما نتعامل معه من خدمات وكذلك ما نستقيه من معلومات بات الحصول عليها متاحاً على مدار الساعة، وبصورة عاجلة وفورية، وبالحديث عن المعلومات والأخبار علينا أن ندرك بأن هذا التقدم أمر يعكس ضرورة وجود آليات تضمن أمان الأخبار ومصادرها من التحديات والهجمات التي قد تتعرض لها في عالم تتسارع فيه وتيرة الأخبار، ومع تفشي مخاطر الإنترنت، تبرز الحاجة الملحة لتقنيات تحمي المعلومات من التهديدات والهجمات الإلكترونية. إذا لم نتخذ التدابير المناسبة لحماية الأخبار، فإن احتمالية تعرضها للسرقة أو التلاعب ستظل مرتفعة، مما يؤثر سلباً على مصداقيتها.
قارئ الأخبار يحتاج اليوم إلى معلومات موثوقة ليتمكن من الاستفادة منها، وهذا يعزز ولاءه للمؤسسات الإعلامية ويزيد من مستوى الثقة بين الجمهور والمصادر الإعلامية، خاصةً عندما تُنشر المعلومات بدقة ودون تحريف. من هنا، يبرز دور الأمن السيبراني في حماية الأخبار ومصادرها.
يُعتبر الأمن السيبراني من الأساليب الأساسية لحماية الأنظمة والشبكات والبرامج في المؤسسات، بهدف التصدي للهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة البيانات أو تعديلها أو إتلافها؛ لذا يُعد الأمن السيبراني عنصراً حيوياً يجب أن تحظى به المؤسسات والأعمال بأهمية كبيرة، وقد ظهر الأمن السيبراني مع انتهاء الحرب الباردة، حيث بدأ مصطلح «الحرب السيبرانية» بالظهور، والذي أصبح محورياً مع اعتماد الدول على الكمبيوترات في مؤسساتها.
تزايدت الاختراقات السيبرانية على المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء بشكل ملحوظ، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة الهجمات بنسبة 43%، بمتوسط 2314 هجوماً لكل مؤسسة أسبوعياً، هذا الوضع يعرض الأخبار الناتجة عنها للتضليل، خاصة تلك التي تتعلق بالأوضاع الدولية، من الضروري أن يتمكن الصحفيون من حماية مصادرهم من التهديدات المتزايدة، مما يستلزم ضرورة إنشاء بيئة سيبرانية فعّالة للتصدي لتلك الهجمات.
يمكن للصحفيين استخدام تقنيات مثل التشفير والشبكات الخاصة الافتراضية لحماية هوية مصادرهم، كما تعد الأخبار الزائفة من التحديات الرئيسية في عصر التحول الرقمي، حيث يعتمد الأمن السيبراني على تقنيات مثل تحليل البيانات للكشف عن صحة الأخبار، يتطلب الأمر تحديث البرمجيات والمواقع المستخدمة بشكل دوري لتفادي الثغرات، والاستعانة بخبراء الأمن السيبراني لتعزيز الأمان ومراقبة الأنظمة.
بلا شك، أدى التطور التكنولوجي إلى زيادة التحديات المتعلقة بالقرصنة المعلوماتية، يجب أن تكون المؤسسات على دراية بأهمية الأمن السيبراني، وأن تكون مستعدة للاستثمار في التكنولوجيا والتدريب وتوظيف الخبراء لضمان حماية الأخبار والمصادر، مما يسهم في الحفاظ على دقة المعلومات ونزاهة الإعلام بشكل عام.
يمكن للصحفيين استخدام تقنيات مثل التشفير والشبكات الخاصة الافتراضية لحماية هوية مصادرهم، كما تعد الأخبار الزائفة من التحديات الرئيسية
kkholoudamohammed@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *