لاتكن الضحية التي ابتسمت وهي تسرق !!

في زمن أصبح فيه كل شيء متاحا بضغطة زر، وفي عالم تبدو فيه الخدمات المجانية وكأنها هدايا من السماء.
يخفي هذا الكرم الرقمي ثمناً باهظاً تدفعه أنت دون أن تشعر!!
إنه ثمن الخصوصية، ثمن هويتك الرقمية، ثمن وجودك الافتراضي..
ماذا تعرف الشركات عنك؟ مع كل موافقة سريعة على شروط الاستخدام، ومع كل كبسة على زر «أوافق» أو «سماح» تفتح بوابة لا نهائية لرحلة جمع البيانات لصورك وموقعك الجغرافي واهتماماتك حركاتك وسكناتك على الإنترنت حتى مواعيد نومك واستيقاظك.
كلها تتحول إلى نقاط بيانات يتم تحليلها وبيعها وربما استغلالها لتوجيه قراراتك.
المستخدم هو المنتج، منصات التواصل الاجتماعي ليست مكانا للتواصل فقط، بل هي مزارع عملاقة لحصد المعلومات.
تطبيقات الصحة والرياضة لا تهتم فقط بنبضك وعدد خطواتك بل تجمع أدق تفاصيلك الجسدية والنفسية.
محركات البحث تحفظ ما تبحث عنه اليوم لتتنبأ بما ستحتاجه غدا.
الخدمات المجانية لم تعد مجانية !! بل أصبحت صفقة غير معلنة
أنت تعطي بياناتك وتأخذ خدمة
ولكن في الحقيقة أنت أصبحت السلعة المعروضة للبيع !!
عندما تصبح البيانات اداة للسيطرة
الأكثر خطورة إن هذه البيانات لا تستخدم فقط للإعلانات، بل تتسلل إلى خياراتك الاجتماعية والإقتصادية والنفسية وتوجهاتك الفكرية وتؤثر على مزاجك.
تقرر لك ماذا تشتري ومتى وأين .. بل وربما من تحب وتكره.
لقد أصبحت عبداً للبيانات دون أن تعلم.
هل أنت حقا المتحكم؟ قد يظن البعض أن هذه مبالغة ولكن الواقع يقول إن بعض الشركات تعرف عنك أكثر مما يعرفه أقرب الناس إليك.
فهل ما زلت تعتقد إنك مجرد مستخدم؟
أم أنك مجرد رقم في قاعدة بيانات ضخمة، يتحرك بناء على خوارزميات لا يراها.
ختاما..
في عالم تحكمه الخوارزميات، وتديره مزارع البيانات يصبح الجهل خطرا والوعي سلاحاً.
افتح عينيك جيدا قبل أن تضغط على زر الموافقة، راجع ما تمنحه من معلومات
اساأل نفسك قبل كل تحميل
ما هو الثمن الحقيقي؟
لا تفرط بخصوصيتك مقابل خدمات مؤقتة.
ولا تكن ضحية في زمن يربح فيه من يعرف أكثر.
ضع حدودا رقمية، وتعلم كيف تحمي نفسك، ولا تنس أن أغلى ما تملكه ليس هاتفك، بل خصوصيتك وهويتك الرقمية.فلا تسلمها لمن لا تعرف.
moad_aziz@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *