لا تنساني

يا بُنَيّ، حينما يُبْلِينِي الزمن، ويَفْتَكُ بي المرض، ويأخذُ بعضًا من ذاكرتي. لا تنساني، كما أنا لم أنسَكَ صغيرًا. ارْحَمْنِي وأنتَ كبيرٌ، فمن غيرك يتحمَّلني ويَعطفُ عليَّ؟ وأجرُكَ عند الله مكتوبٌ.
يا بُنَيّ، أنا لم أخترْ هذا المرض، بل الله هو من اختاره لي، لعلمه أنك بوسعك البرُّ بي. تأكَّدْ أنَّ بقدر ما تُحسنُ إليَّ يُحسنُ الله إليك، ويُعوِّضك بأضعاف ما تتخيَّله.
يا بُنَيّ، برُّكَ بي اليوم هي قصةٌ سيرويها لك أبناؤك غدًا. الزهايمر ليس مرضًا فحسب، وإنما انكشافٌ للأبناء في قوة عطفهم ورحمتهم وبرِّهم بوالدهم. وأيضًا، من ناحية أخرى، ينكشف من هو صديقك الصدوق الذي لم يتركك في عزِّ أزمتك. وفي الفترة التي تفقد فيها إحدى حواسك بسبب علتك، يتبيَّن لك نعمةُ أصدقائك أو جحيمُ تزيُّفهم!
الزهايمر.. مرض يمحي الذاكرة تدريجياً وله وقع ليس فقط على من ابتلي به، بل لعل أثره على من يحيطون بالمصاب أبلغ وأعمق، علمياً يعرف مرض آلزهايمر «اختصارًا آلزهايمر» أو خرَف الشيخوخة بأنه مرضٌ تحلليٌ عصبيٌ مزمنٌ، عادةً ما يبدأ بطيئًا ويزداد سوءًا بالتدريج مع مرور الوقت. يُعتبر سببًا لحوالي 60 – 70% من حالاتِ الخَرَف.
يبدأ عادةً بحدوث صعوبةٍ في تذكر الأحداث الأخيرة، ومع تقدم المرض، تظهرُ أعراضٌ تتضمن مشاكلًا في اللغة، وفقدان الطريق بسهولة، وتقلباتٍ في المزاج، وضعفًا في الدافِع، عدم القُدرة على العناية بالنفس، ومشاكلًا سلوكية. مع ازدياد سوء حالة الشخص، فإنهُ غالبًا ما ينسحبُ من بيئة الأسرة والمجتمع. وتدريجيًا، يفقدُ الشخص وظائفه الجسمية، مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
في الحقيقة، هذا المرض كغيره من الأمراض يستدعي التكاتف الاجتماعي لمواجهة تحدياته، ولا يسعني سوى أن أشكرَ وأقدِّرَ من بادر ووضع يومًا خاصًّا لمرضى الزهايمر، لأنهم منَّا وفينا. ومن الأصالة الإنسانية أن نقف معهم صفًّا واحدًا. الحادي والعشرين من سبتمبر نجعله يومًا للإنسانية والوفاء. فلا ننسى من كانوا معنا في صحتهم وعافيتهم، ولا نتركهم وهم في عزِّ مرضهم. والحياة سلفٌ ودَيْنٌ، وما نفعله في غيرنا نراه في أنفسنا، ويَنعكس على رزقنا.

مشاهد مع سماحة المفتي العام – رحمه الله –

رُزئت الأمة السعودية والإسلامية فجر الأول من ربيع الآخر بوفاة علم من أعلامها ونجم علم في الفقه الإسلامي. وبحر في الفتوى. سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية.
وهو العالم الجليل الوسطي، عرفته عن قرب في كثير من البرامج الإذاعية والتلفازية خطيب اعتلى منبر عرفات قرابة الأربعين عاماً، كنت ضمن الوفود الإعلامية المتحدثة والمعلقة على خطب سماحته على الهواء مباشرة.. والذي يراجع خطبه كان يعدها مبكراً ويعيد حفظها على طلابه ويلقيها ارتجالاً في وسط ملايين الحجاج يوم عرفه.
إنه العالم الذي يرأس هيئة كبار العلماء واللجنة المعتمدة في الإفتاء برئاسة البحوث العلمية والإفتاء.. لقد عرف عن سماحته اللطف والعبادة والانتظام في إمامة المسلمين في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.
وهنا لي وقفة مع مشاهد من علاقتي بسماحته – رحمه الله – كما عرفته عن قرب.. فقد عرضت عليه برنامج الإفتاء بالتلفزيون مباشراً فرحب وحضر للأستديو حيث هيأ له الزملاء في الهندسة غرفة للبث المباشر من الجامع وأصبح مع الزميل عبدالكريم المقرن والزميل خالد الرميح.
وله من البرامج الإذاعية العديد. واستمر في مجموعة من البرامج حتى بعدما خف صوته. إلى أن تولت اذاعة القرآن الكريم. إنتاج فتاوى سماحة المفتي العام للمملكة لتعرض بعد الظهر بصورة يومية.
وبعدما عيّنت وكيلاً للوزارة استمرّت علاقتي بسماحته حتى زرته قبل أشهر لنعرض عليه في منزله حديثاً لوكالة الأنباء السعودية يوجّه فيه كلمات إلى رجال التربية والتعليم وأبنائه الطلاب والطالبات، وقد كان لا يقلل من قيمة أي رسالة فيها فائدة للمجتمع. بذل جهده ووقته للأمة كلها.
كان يسألني في كل مرة «سليمان وش عندنا نتكلم عنه اليوم»، كان لايترك دقيقة تفيد عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة إلا ويمنحها جزءً من وقته -رحمه الله-..
قبل وفاته بأسبوع. وافق على أن نشرع في وضع فتاوى لركاب الطائرة وتم تسجيلها بحمد الله. كتب الله ذلك في ميزان حسناته، وغفر الله لنا وله لقد كان متصفا بالسماحة والوسطية والاعتدال. زاهد عابداً.. رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه أعالي الجنان يارب العالمين.
Sulimanm899@gmail.com

ذاكرة مزيفة

في عالم يفترض أن تكون فيه العدالة حصنًا منيعًا، قد تتحول الحقيقة إلى سراب، وتصبح الذاكرة سيفًا يقتل الأبرياء. تبدأ القصة برجل في الحادية والثلاثين من عمره، ناجح في عمله، وخطيبته تنتظر الزواج القريب. قرر أن يقضي معها أمسية هادئة في مطعم أنيق، عشاء جميل وضحكات دافئة، ثم عادا في طريقهما إلى المنزل. كل شيء كان طبيعيًا حتى ظهرت سيارة شرطة أوقفت سيارته. لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون بداية النهاية.
الشرطة اشتبهت فيه لأنه يشبه مجرمًا هاربًا متهمًا باختطاف واعتداء. مجرد تشابه في الشكل ورقم السيارة كان كافيًا لاعتقاله. التقطوا له صورًا وعرضوها على الضحية وسألوها: «من الذي اعتدى عليك؟»، نظرت الفتاة إلى الصور وقالت بتردد: «ربما هذا». كلمة «ربما» لم تعنِ يقينًا، لكن مع مرور الوقت تحولت إلى تأكيد، وفي المحكمة أشارت إليه بثقة قائلة: «هو هذا الرجل». لم يكن يعرفها من قبل، لكنها كانت الشهادة التي أودعته السجن.
قضى عامًا كاملًا خلف القضبان، فقد خلاله عمله وخطيبته ومستقبله. وعندما نجح صحفي في كشف الحقيقة والوصول إلى الجاني الحقيقي الذي اعترف بجريمته، خرج الرجل بريئًا، لكنه خرج محطمًا. قرر مقاضاة كل من تسبب في ظلمه، لكن قلبه لم يحتمل الضغوط، فأصيب بأزمة قلبية قبل موعد المحاكمة بأيام قليلة، ليفارق الحياة في الخامسة والثلاثين. لم تقتله الجريمة، بل قتلته الذاكرة.. ذاكرة لم تكن ذاكرته.
هذه القصة ليست حالة استثنائية، بل هي جزء من مأساة أكبر. تشير الدراسات إلى أن نحو 75% من أحكام الإدانة الخاطئة في الولايات المتحدة كان سببها شهادات شهود العيان، التي اعتمدت على الذاكرة البشرية. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الذاكرة ليست كاميرا تسجل الأحداث بدقة، بل أشبه بصفحة قابلة للتعديل، يمكن أن تتغير مع الوقت أو بتأثير العوامل الخارجية.
لتوضيح ذلك، أجرى علماء تجربة شهيرة عن تأثير صياغة السؤال على الذاكرة. عرض الباحثون على مجموعتين من الأشخاص مقطع فيديو لحادث تصادم بين سيارتين. بعد المشاهدة، طرحوا على المجموعة الأولى سؤالًا يقول: «ماذا كانت سرعة السيارتين عندما اصطدمتا ببعضهما؟» ثم طرحوا على المجموعة الثانية سؤالًا مختلفًا: «ماذا كانت سرعة السيارتين عندما تحطمتا ببعضهما؟» مجرد تغيير كلمة واحدة من «اصطدمتا» إلى «تحطمتا» أحدث فرقًا كبيرًا. الأشخاص الذين سمعوا كلمة «تحطمتا» قدّروا السرعة أعلى بكثير من الذين سمعوا «اصطدمتا»، بل وتخيل بعضهم أن الزجاج تحطم وانتشر في الطريق رغم أن الفيديو لم يظهر أي زجاج مكسور.
هذه التجربة تثبت أن الذاكرة يمكن أن تتأثر بكلمة واحدة، فما بالك بمرور الأيام والضغوط النفسية والأسئلة الموجهة من المحققين؟ الأخطر من ذلك أن هناك تجارب نجحت في زرع ذكريات لم تحدث أصلًا. في إحدى الدراسات، أقنع الباحثون بعض الأشخاص بأنهم تاهوا في مركز تجاري عندما كانوا أطفالًا. لم يكتف هؤلاء الأشخاص بتصديق القصة، بل أضافوا إليها تفاصيل من خيالهم وكأنها حقيقة عاشوها.
المفاجأة أن حتى الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة قوية للغاية، ممن يستطيعون تذكر تفاصيل حياتهم اليومية بدقة مذهلة، ليسوا محصنين ضد تكوين ذكريات خاطئة. المشكلة ليست في قوة الذاكرة، بل في طبيعتها. إنها مرنة وقابلة للتغيير أكثر مما نتصور.
السؤال الذي يفرض نفسه: كم من إنسان فقد حريته أو حياته بسبب شهادة شاهد كان صادقًا في شعوره، لكنه أسير لذكرى مزيفة؟ العدالة لا ينبغي أن تعتمد على ما نتذكره فهي قد تخون صاحبها قبل أن تخون غيره.
في النهاية، ما نحتاجه ليس فقط تطوير أنظمة العدالة، بل إعادة النظر في يقيننا الزائف بذاكرتنا. فكم من القرارات والمواقف في حياتنا نبنيها على أحداث نعتقد أننا نتذكرها بدقة، بينما هي في الحقيقة مجرد أوهام صاغتها عقولنا؟ ربما كلنا ضحايا لصفحة في أدمغتنا يعيد الزمن كتابتها كل يوم.
ahmadsinky@hotmail.com

سرد إنساني لعقد النفس وتشابك العلاقات

في عمق الدراما السعودية المعاصرة، يفتح مسلسل «أمي» نافذة واسعة إلى أعماق النفس البشرية، حيث تتشابك العقد النفسية مع الصراعات الداخلية والخارجية، لتتشكل عبرها هوية الإنسان وعلاقاته بذاته والآخرين. يكشف العمل كيف أن لكل إنسان عقدًا كامنة تبقى كظل لا يفارقه، وإذا لم تُعالج هذه الجروح بوعي وشفاء، تتحول إلى أعباء عضوية تحفر في النفس وتسبب الألم، فتؤذي الذات وتجرح من حولها. وهذه العقد، كما يوضح المسلسل، تنبع في أغلبها من العنف الاجتماعي والأسري، لتكبر مع الوقت وتصبح كمرض مزمن يصعب الهروب منه، محكمة قبضتها على حياة الإنسان.
في هذا السياق، يُقدّم المسلسل قراءة إنسانية وفنية عميقة، تسرد قصة طفلة تغوص في بحر من الألم والمعاناة، وحياة امرأة تحاول إنقاذها من براثن العنف، بينما تسعى في الوقت ذاته لشفاء جروحها النفسية الخاصة. شخصية «مريم»، التي أبدعتها الفنانة العنود سعود، تمثل مركز هذه الرحلة النفسية المتقلبة، حيث تتراوح بين حلم الاستقلال والتحرر، وواقع الأمومة البديلة التي تمنحها دفءً جديدًا ومعنى مختلفًا لوجودها. برقتها وحيويتها، نجحت العنود في تجسيد التحولات العميقة لشخصية تعيش صراعات داخلية متشابكة، تجعل المشاهدين يعيشون معها كل لحظة، ويتعاطفون مع آلامها وأحلامها على حد سواء.
على الجانب الآخر، برز وجه الشر في شخصية «عبيد» التي أبدع في تجسيدها تركي اليوسف، الرجل الذي يمارس استغلاله بلا رحمة، غير مبالٍ ببراءة الطفلة «بسمة» التي تعاني تحت وطأته. وفي مقابل هذا الشر، تجسدت شخصية «سهام» بأداء مميز من رنا جبران، الأم المثقلة بالألم والاكتئاب، التي تظهر بوضوح الصراع النفسي بين القسوة والألم، وتكشف كيف يترك المجتمع بظلاله الثقيلة أثرًا نفسيًا عميقًا على الفرد، ما يجعل شخصية «سهام» متشابكة المشاعر، تتأرجح بين التعاطف والكراهية في نفس الوقت.
المسلسل لا يكتفي بالتركيز على الشخصيات فقط، بل ينسج خلفية اجتماعية واقعية نابضة بالحياة، من خلال تصوير أحياء الرياض القديمة، حيث البيوت البسيطة والشوارع الضيقة تنطق بتاريخ وحكايات الناس، وتقدم صورة حقيقية للمرأة السعودية الحنونة والفتاة الواعية التي تناضل من أجل مستقبل أفضل. ويأخذنا أيضًا إلى الطبيعة الساحرة في جيزان، بجمال جبالها وأجوائها الدافئة، حيث تضيف الخلفية الطبيعية بعدًا حيويًا للعمل، وتكشف عن كنوز المملكة الطبيعية الخلابة التي تفتح أبوابها لكل من يرغب في استكشافها.
ولا يغيب عن العمل بُعد الدولة والمؤسسات الحكومية التي تحرص على حماية الأطفال وحقوقهم، فتسليط الضوء على الإجراءات القانونية والاجتماعية التي تتبعها السعودية للتعامل مع قضايا العنف الأسري، يبرز في سرد المسلسل بشكل واضح.
في الوقت نفسه، يقدم المسلسل شبكة متكاملة من الشخصيات التي تشكل جسر الخير، مثل «مقرن»، والخالة «فاطمة»، والغريبة «نورة» المحامية، والصحفي «عامر»، و»مازن» و»بدرية»، الذين يمثلون الأمل والتغيير، ويضيئون دروب الألم والظلام بنور الرحمة والتسامح، ليؤكدوا أن في قلب المعاناة ينبض الأمل والإنسانية.
يحمل العمل توقيع الكاتب السعودي فاروق الشعيبي الذي أعاد صياغة السيناريو والحوار ليوازن بين الأصالة والحداثة، ويضفي على النص عمقًا إنسانيًا راقيًا. ويقود المخرج التركي جودت مرجان الإخراج، مقدّمًا مزجًا فنيًا بين الحس الدرامي التركي والواقع السعودي، حيث استطاع بمهارته تقديم عمل متجانس يحمل بصمة إبداعية قوية. وعلى صعيد التمثيل، ضم العمل مجموعة كبيرة من النجوم السعوديين والخليجيين، يتقدمهم الطفلة ترف العبيدي التي جسدت دور «بسمة» بإبداع خاص وحضور فني مميز، بالإضافة إلى العنود سعود، رنا جبران، تركي اليوسف، زهرة عرفات، سناء بكر يونس، نايف الظفيري، فايز بن جريس، ريم العلي، همس البندر، أسمهان توفيق، ليلى السلمان، لطيفة مجرن، نذير غليون، وعدد من ضيوف الشرف من بينهم عزيز بحيص وبدر محسن وغادة الملا وجبران الجبران.
أما الموسيقى التصويرية، فقد كانت نبضًا حيويًا رافق كل مشهد، مضيفة عمقًا عاطفيًا يثري التجربة الدرامية، ويجعل المشاهدين يغوصون أكثر في أجواء العمل.
في المحصلة، لا يُعد مسلسل «أمي» مجرد سرد لقصة طفل مضطرب أو عائلة متصدعة، بل هو تأمل إنساني عميق في أعماق النفس البشرية.
ayaamq222@gmail.com

سنبقى نحتفل

قبل أيام تحديدا في الثالث والعشرين من سبتمر الماضي عمت الاحتفالات والأفراح مختلف أرجاء المملكة العربية السعودية وذلك بمناسبة اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين الذي يصادف ذكرى غالية على قلوب الجميع وهي ذكرى توحيد هذه البلاد المباركة على يد الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- لتنعم الأرض ومواطنوها بمسيرة تنمية وازدهار وتطور وريادة استدامت عبر السنين حتى بلوغنا هذا العهد الزاهر الميمون.
نعم لا نزال نحتفل ونفخر معًا بمناسبة تنبض بالفرح وتعكس وحدة مشاعرنا وانتمائنا وترسيخ طِباعنا.. نعم لا نزال نحتفل ونفخر معًا بمناسبة ذكرى يوم الوطن الخامس والتسعين، التي أُعلن فيه قيام المملكة العربية السعودية في يوم وافق الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932 ميلادي، حيث تمت تسمية الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. وفي ظل اعتزازنا وفخرنا بوطننا الغالي، وبأهمية هذه المناسبة العظيمة؛ نستشعر النعم التي تعم البلاد والإنجازات التي حققناها ولا زلنا نسعى من أجل النماء والانتماء.
حمل شعار هذا العام معاني عظيمة تلامس وجدان السعوديين، فهو يختزل الأصالة التي تتجلى في الكرم، والشهامة، والطموح، والاعتزاز بالهوية الوطنية. إن عبارة «عزّنا بطبعنا» ليست مجرد كلمات، بل تعبير صادق عن الروح السعودية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الفخر بالماضي والاعتزاز بالحاضر، وبين التمسك بالقيم والقدرة على مواكبة العالم. هذا الشعار يعكس شخصية المواطن السعودي الذي يعتز بجذوره ويجسد قيم التضامن والإخلاص في حياته اليومية، مما يجعل الاحتفال باليوم الوطني مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن وقيادته.
حققت المملكة العربية السعودية إنجازات غير مسبوقة في مؤشرات التنمية العالمية. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة قفزت المملكة إلى المرتبة 35 عالميًا في مؤشر التنمية البشرية متقدمةً بشكل ملحوظ في مجالات التعليم والصحة والدخل.
كما احتلت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في إصلاحات بيئة الأعمال وفقًا لتقرير البنك الدولي مما يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة، وفي مجال التكنولوجيا، أصبحت المملكة مركزًا إقليميًا للابتكار حيث احتلت المرتبة 38 عالميا في مؤشر الابتكار العالمي مما يعزز دورها كقائدة في الثورة الرقمية. للعلياء والمجد نصبو، نلهم الأجيال ويستمر العطاء.
S_alduhailan@hotmail.com

لا تحجبوا شواطئ الشرقية

نحن مع التطوير، وهو مطلبٌ في المقام الأول، لكن هل سألنا أنفسنا إن كان ما يحدث لشواطئ الخبر حاليًا تطوير أم تغيير؟ لقد امتازت الخبر، ولعقود طويلة، بشواطئها الرملية التي تمتد لعشرات الكيلومترات، وعلى امتداد تلك العقود كان لكل سعودي ومقيم على أرض وطننا القاريّ المساحة ذكرى مع كورنيش الخبر وذكريات مع الهاف-موون، والقاسم المشترك في هذه الذكرى وتلك اللحظات الباقية في الوجدان هو رؤية الشاطئ، والفرصة في الوقوف على شاطئ رملي وتأمل البحر من ضحل مائه وحتى عمقه البعيد والمغرق في الزُرقة.
وبالعودة إلى كورنيش الخبر تحديدا، نلاحظ أن هناك سواتر تمتد بطول طريق الكورنيش، وخلفها عمل قائم على إطلاق مشاريع استثمارية عديدة، وهذا مكمن قلق الناس! فالناس لا تعلم ما الذي ستنتهي إليه هذه الأعمال! ولا يعلمون متى ستنتهي هذه الأعمال وينتهي معها اختفاء مشهد البحر! وفي حديث مع صديق خلال هذا الأسبوع، أعرب -كحال المئات غيره- عن قلقٍ من فقدان مشهد الشاطئ والبحر في وديعة الخليج العربي.. الخُبر؛ وبفقدان مشهد الشواطئ ومتعة رمالها أيضاً، تكون الخبر قد فقدت ركيزة من مميزاتها الجوهرية.
لاحظنا في بعض مدن العالم الساحلية أن القائمين على تطويرها قد أعادوا الشاطئ الرملي ، وكان الشاطئ الرملي قد اختفى بعد أن شملته المدنية الطاغية، وباتت المنطقة هناك بلا شاطئ رملي لسنوات. وبإعادة الشاطئ الرملي لهذا الجزء عادت حياة بأكملها، بل وظهرات أفكار لمشاريع شاطئية تميّزها عن غيرها من المدن الشاطئية، والعبرة أن هذه المدينة استوعبت الدرس، وأزاحت الاسمنت والبلاط عن شواطئها، بل وأقامت جزرا رملية لتنشيط فرص الترفيه والسياحة؛ جاء هذا التصحيح لأن الشاطئ حياة المدن الساحلية، ناهيك عن أن تنشيط الاستثمار في الأماكن المفتوحة يقوم في أساسه على جذب المستثمر عبر مراعاة احتياجات الناس ودفعهم للزيارة.
الدمام ليست بعيدة عما يحدث في الخبر، وهناك مشاريع اعتراها التأخير على الواجهة البحرية ومن بينها شاطئ القوارب، والناس بقيت اليوم دون تحديث في جانب الأخبار وتركناهم مع الـ «هوردنق» أو حواجز الحجب، وهذا يؤثر على رضى سكان المنطقة ويتعارض مع حاجة الناس للشواطئ، خصوصا وأن الأجواء بدأت في الميل إلى الاعتدال، والساعة تدنو يومياً وبشكل متسارع من قرب احتفال أهالي المنطقة الشرقية بموسم الأجواء الشتوية المذهلة على شواطئهم التي يعشقون .
abdullahsayel@gmail.com

باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ابتكار قد يغير حياة مرضى الصرع

أعلن فريق بحثي في مستشفى ملبورن الملكي للأطفال بقيادة طبيبة الأعصاب إيما ماكدونالد-لورز، تطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على رصد آفات دماغية دقيقة بحجم حبة التوت أو أصغر، غالبًا ما تعجز فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدية عن كشفها، ما قد يغير حياة مرضى الصرع.

ووفقًا للخبراء، فإن نحو 30% من حالات الصرع تعود إلى تشوهات هيكلية في الدماغ، لكن صعوبة رصدها تعيق تشخيص الحاجة إلى الجراحة.
يمثل هذا الابتكار خطوة كبيرة في مسار الطب المدعوم بالذكاء الاصطناعي، إذ يعزز فرص التشخيص المبكر ويزيد من احتمالية نجاح الجراحات لدى الأطفال المصابين بالصرع، ومع ذلك، تظل التكلفة وتوافر التقنيات عقبتين أمام تعميم الأداة على نطاق عالمي.

نتائج الدراسة

الأداة جرى تدريبها على صور دماغية لأطفال مصابين بالصرع البؤري وخلل التنسج القشري.

عند دمج التصوير بالرنين المغناطيسي مع التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، بلغت دقة الاكتشاف 94% في مجموعة و91% في أخرى.

من بين 17 طفلًا في إحدى المجموعات، خضع 12 لجراحة دماغية، وشُفي 11 منهم من النوبات.

وقالت ماكدونالد-لورز: “هذه الأداة لا تُغني عن أطباء الأشعة أو متخصصي الصرع، لكنها أشبه بمحقق يساعد على تجميع أجزاء الصورة بسرعة، لاقتراح جراحة قد تغير حياة الطفل”.

وأوضحت أن الخطوة التالية ستكون اختبار الأداة في بيئة سريرية أكثر واقعية على مرضى جدد لم يُشخصوا سابقًا.

أهمية الابتكار

الصرع يُصيب نحو طفل واحد من كل 200 في العالم، وثلث الأطفال لا يستجيبون للعلاج الدوائي، وقد يكون التدخل الجراحي المنقذ، لكن تأخر التشخيص يحرم الكثيرين منه.

وأشاد خبير المعلوماتية الطبية الحيوية في “كينجز كوليدج لندن”، كونراد واجستيل، بالدراسة، وأكد أن نتائجها بالغة الأهمية، مشيرًا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الرنين المغناطيسي وحده، كما في أبحاث سابقة، كشف 64% فقط من التشوهات.

لكنه أشار إلى أن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مكلف وغير متاح على نطاق واسع، إضافة إلى كونه يرتبط بجرعات إشعاعية.

موسم الرياض يستضيف منافسات “POWER SLAP 17”.. الموعد وحجز التذاكر

يستضيف موسم الرياض يوم الجمعة 31 أكتوبر الحالي منافسات “POWER SLAP 17” العالمية برعاية “MONSTER ENERGY”، وذلك على مسرح محمد عبده أرينا، ضمن شراكته مع منظمة “Power Slap”.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، أن موسم الرياض رسخ مكانته بصفته وجهة عالمية تستقطب أبرز الفعاليات التي تحظى باهتمام واسع، مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من “Power Slap” بمتابعة عالمية في يناير الماضي، ونتطلع اليوم لاستقبال أبرز النجوم مجددًا في المملكة خلال أكتوبر المقبل.

670 مليون مشاهدة

أكد مؤسس “Power Slap” دانا وايت أن الجماهير في الرياض أظهرت تفاعلًا لافتًا خلال النسخة الماضية، معربًا عن تطلعه للعودة مجددًا في أكتوبر المقبل.
وكانت النسخة الأولى من “Power Slap” التي استضافها موسم الرياض في يناير الماضي حققت نجاحًا استثنائيًا، وسجلت 670 مليون مشاهدة عبر المنصات الرقمية، لتصبح الأكثر مشاهدة عالميًا بين الفعاليات الرياضية في يناير 2025.

وسيكون النزال الرئيس للبطولة في فئة الوزن المتوسط بين البطل أنطوني “بيبي فيس” بلاكبيرن والمصنف الرابع كول “فُل سِند” يونج.
فيما يشهد النزال المشترك مواجهة في الوزن الثقيل تجمع دوريان “مُعكِر السلام” بيريز مع زاكير نيماناييف، على أن يُعلن عن نزالات إضافية لاحقًا.

حجز التذاكر

وتتوفر التذاكر عبر منصة Webook، ويمكن الحجز من خلال هذا الرابط.
فيما يُبث الحدث مباشرة للجمهور في العالم عبر “Power Slap” على تطبيق يوتيوب، ويُنقل حصريًا في الشرق الأوسط عبر شبكة قنوات MBC.