اللهم اشف فهد المولد صاحب هدف تأهل الأخضر امام اليابان في نفس الملعب 2018

رغم غيابه القسري عن الملاعب في الفترة الأخيرة بسبب حالته الصحية، يظل اسم فهد المولد حاضرًا في ذاكرة الجماهير السعودية ووجدانها، فهو أحد أبرز نجوم الكرة السعودية في العقد الأخير، وصاحب البصمة التاريخية التي أعادت “الأخضر” إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب طويل. الجميع اليوم يدعو له بالشفاء العاجل، مستذكرين مسيرة لاعبٍ قدّم الكثير لوطنه، وترك أثرًا لا يُنسى في كل ظهور ارتدى فيه شعار المنتخب.

تألق مبكر مع الأخضر

بدأ فهد المولد رحلته مع المنتخب السعودي الأول عام 2012، وهو في الثامنة عشرة من عمره فقط، قادمًا من نادي الاتحاد الذي قدّم من خلاله نفسه كأحد أبرز المواهب الهجومية في الكرة السعودية. ومنذ أول استدعاء له، أثبت حضوره بفضل سرعته الفائقة ومهارته العالية وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.

مسيرة دولية حافلة

شارك المولد مع المنتخب السعودي في عدد كبير من البطولات والمحافل الدولية، حيث خاض أكثر من 60 مباراة دولية، وسجل خلالها أهدافًا حاسمة، وأسهم في نتائج مهمة خلال مشوار الأخضر في التصفيات الآسيوية وكأس آسيا. وكان أحد العناصر الثابتة في تشكيلة المنتخب خلال تصفيات كأس العالم 2018 و2022، ومثّل السعودية في نهائيات المونديال بروسيا 2018.

هدف لا يُنسى

يُعد هدف فهد المولد في مرمى اليابان على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018، من أبرز لحظات الكرة السعودية الحديثة، حين دوّن المولد هدف الفوز التاريخي الذي منح الأخضر بطاقة التأهل إلى المونديال بعد غياب دام 12 عامًا. تلك اللحظة صنعت له مكانة خاصة في قلوب السعوديين، وأثبتت أن موهبته لا تقتصر على المهارة، بل تمتد إلى الحسم في أهم المواعيد.

روح قتالية وشخصية مميزة

امتاز فهد المولد طوال مسيرته بروحه القتالية العالية وحماسه الكبير عند تمثيل المنتخب، وكان دائم الابتسامة ومصدر طاقة إيجابية داخل غرفة الملابس. لقّبته الجماهير بـ“البرق” نظرًا لسرعته الخارقة، وانطلاقاته التي كثيرًا ما أربكت دفاعات المنتخبات المنافسة.

آخر ظهور وغياب مؤلم

كانت آخر مشاركة رسمية لفهد المولد مع المنتخب السعودي يوم 10 سبتمبر 2024 أمام منتخب الصين، ضمن المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، في مباراة أُقيمت على الأراضي الصينية ضمن الجولة الأخيرة من الدور الأول للتصفيات. وشهدت تلك المواجهة ظهوره الأخير بقميص الأخضر، إذ تعرّض في اليوم التالي مباشرةً لحادثٍ سقوط من منزله أثناء تواجده في دبي بعد عودة البعثة، ومنذ ذلك الحين، يرقد فهد المولد في المستشفى داعين الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل.

إرث لا يُمحى

سيبقى فهد المولد علامة مضيئة في تاريخ الكرة السعودية، وواحدًا من اللاعبين الذين كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الأخضر. قد يغيب عن الميدان، لكن مكانه في ذاكرة الجماهير سيبقى ثابتًا، يروي حكاية نجمٍ صعد من جدة، وبلغ المجد بقدميه، ليصبح رمزًا للحماس والإخلاص والوفاء لشعار الوطن.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *