قراءة في أوراق الأخضر قبل موقعة العراق.. اختبار جديد نحو المونديال

قبل أيامٍ قليلة من القمة المنتظرة التي تجمع المنتخب السعودي بنظيره العراقي على ملعب “الإنماء” بمدينة جدة، تتجه الأنظار إلى “الأخضر” الذي يدخل المواجهة بأحلامٍ كبيرة وآمالٍ في حسم بطاقة التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026 مبكرًا، وسط تحديات فنية وجماهيرية كبيرة.

استقرار فني وثقة متزايدة في مشروع رينارد

منذ تولّي الفرنسي هيرفي رينارد قيادة المنتخب السعودي، فرض فلسفة واضحة تقوم على الصلابة الدفاعية والضغط العالي في مناطق الخصم، مع الاعتماد على التحولات السريعة واللعب العمودي نحو المهاجمين.
رينارد، الذي صنع بصمة لا تُنسى خلال كأس العالم 2022 حين أسقط الأرجنتين في واحدة من أكبر مفاجآت المونديال، يحاول اليوم إعادة بناء النسخة الجديدة من “الأخضر” بدمج عناصر الخبرة مع الجيل الصاعد، مع الحفاظ على روح الانضباط التي تميّز بها المنتخب خلال فترته.

منظومة دفاعية منضبطة رغم الغيابات

يُدرك رينارد أن مواجهة العراق لن تكون سهلة في ظل القوة الهجومية التي يمتلكها “أسود الرافدين”، لذلك سيراهن على رباعي الدفاع المعتاد بقيادة علي البليهي وسعود عبد الحميد، مع دعمٍ مستمر من ظهيري الجنب في بناء الهجمات، وتضييق المساحات أمام مفاتيح لعب العراق.
ويبرز دور الحارس نواف العقيدي، الذي بات أكثر ثقة في التعامل مع الكرات العرضية والهجمات المرتدة، في ظل غياب بعض عناصر الخبرة عن التشكيلة.

وسط الملعب.. نقطة التوازن في مشروع رينارد

يعتمد المنتخب السعودي بشكلٍ كبير على قوة وسطه الميداني، حيث يملك الثلاثي رياض شراحيلي وسلمان الفرج وعبدالإله المالكي القدرة على السيطرة على نسق المباراة وتدوير الكرة بذكاء.
الفرج، بخبرته الكبيرة، يمثل “العقل المفكر” في منظومة الأخضر، بينما يمنح المالكي العمق الدفاعي المطلوب أمام دفاع المنتخب، في حين يوفر شراحيلي الطاقة والحيوية في التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم.

هجوم متنوع.. والرهان على الإبداع الفردي

في الخط الأمامي، يمتلك رينارد حلولاً متعددة بوجود سالم الدوسري وفراس البريكان وعبدالرحمن غريب، وكلٌّ منهم يقدم أسلوبًا مختلفًا.
سالم يبقى الورقة الأهم بخبرته الكبيرة وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الصعبة، فيما يشكل البريكان تهديدًا دائمًا داخل منطقة الجزاء بتحركاته الذكية وتمركزه الجيد.
أما غريب، فيعد الورقة المفاجئة القادرة على كسر التكتلات الدفاعية بمهارته وسرعته في المراوغة والاختراق.

تحدٍ خاص في مواجهة العراق

يعرف رينارد أن المنتخب العراقي يمتلك عناصر شابة تلعب بحماس كبير وتملك سرعة عالية في الأطراف، لذلك سيحاول فرض أسلوب الاستحواذ وتدوير الكرة لكسر رتم الضغط العراقي.
كما يولي الجهاز الفني اهتمامًا خاصًا بالكرات الثابتة التي تُعد من أبرز نقاط قوة “أسود الرافدين”، في وقتٍ يسعى فيه الأخضر لتفادي الأخطاء الدفاعية التي كلفته أهدافًا في مباريات سابقة.

مباراة مفصلية نحو المونديال

يدخل المنتخب السعودي اللقاء بثقة كبيرة بعد نتائجه المميزة في الجولات الماضية من التصفيات، لكن مواجهة العراق تمثل الاختبار الحقيقي لمدى جاهزية الأخضر نفسيًا وتكتيكيًا لمواصلة الطريق نحو المونديال.
وبين طموح التأهل المبكر ورغبة إثبات الذات أمام جماهيره، يبقى رينارد أمام مهمة تأكيد أن مشروعه ما زال على الطريق الصحيح، وأن “الأخضر” قادر على أن يكون الرقم الأصعب في القارة الآسيوية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *