أجمع عدد من أولياء الأمور على أن التربية في العصر الحالي لم تعد تقتصر على التوجيه المباشر، بل امتدت لتشمل تحديًا جديدًا يُعرف بـ “التربية الرقمية“، مؤكدين أن المتابعة الدقيقة لاستخدام الأبناء للأجهزة الذكية أصبحت ضرورة حتمية لحمايتهم من المخاطر الصحية والسلوكية، في زمنٍ تحولت فيه التقنية إلى جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
وفي استطلاع لـ «اليوم»، برز اتفاق شبه كامل على ضرورة وضع ضوابط زمنية صارمة، حيث اقترح غالبية الآباء تحديد سقف زمني لا يتجاوز ساعتين يوميًا لاستخدام الأجهزة، بهدف حماية الأبناء من الأضرار الصحية، خصوصًا ما يتعلق بتأثير شاشات الأجهزة على سلامة العيون.
تنظيم الوقت
وقال منصور الشايع: “فيما يخص متابعة الأبناء أثناء استخدام الأجهزة الذكية، فأنا أفضّل أن يكون هناك تنظيم للوقت المخصص لهم، لأن أشعة هذه الأجهزة مؤثرة كما نسمع، ولذلك أرى أن يكون الاستخدام لمدة ساعتين يوميًا موزّعة على اليوم، فالأبناء أصبحوا يعانون من مشكلات في العيون بسبب هذه الشاشات”.
وأضاف الشايع: “أتمنى أن يكون هناك رقم سري للجهاز خاص بولي الأمر، سواء الأب أو الأم، لمتابعة المحتوى الذي يشاهده الأبناء، خاصة أنهم قد لا يدركون خطورة بعض الألعاب”.
وأكمل: “كما أن تغيير الرقم السري بين فترة وأخرى يساهم في تقليل المشكلات، مع ضرورة عدم وضع حواجز بين الأهل والأبناء، بل بناء علاقة قائمة على الثقة والحوار والتفاهم”.
من جهته قال طارق اليحيى: “متابعة الأبناء وأجهزتهم تتطلب استخدام عدة طرق، وأبسطها تقليل وجود الأجهزة قدر الإمكان، لكن لا نريد حرمانهم منها، والحل يكمن في استخدام تطبيقات للرقابة الأبوية (الكنترول)، سواء المدمجة في الأجهزة أو المتاحة مجانًا، إلى جانب تحديد ساعة معينة يوميًا يتحكم فيها الابن بنفسه، حتى تصبح عادةً مع الوقت”.
كما أكد على أهمية التوعية المستمرة، “فنحن في عصر صعب يتطلب متابعة دقيقة وتربية قائمة على الوعي التقني”.
متابعة الأبناء
أما جاسم الحسن فقال: “خصصت للأبناء ساعتين يوميًا لاستخدام الأجهزة الذكية، وأتابعهم كل نصف ساعة لمعرفة ما يشاهدونه، مع الحرص على تعزيز الثقة وعدم التضييق عليهم، أنصحهم أثناء الاستخدام بأسلوب لطيف، وقد لاحظت استجابة إيجابية واضحة منهم. لا أستطيع منعهم كليًا، لأننا نعيش في عصر التكنولوجيا”.
وقال سعود الدوسري: “أنصح الأبناء بعدم الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية، ونخصص لهم وقتًا للدراسة وآخر للألعاب، على ألا يكون الاستخدام بشكل يومي، والأفضل أن يقتصر على فترات الإجازة”، وشاركه الرأي طلال الدوسري الذي أكد وجود بعض المقاطع التي لا تناسب الأطفال وتتطلب رقابة صارمة.
وأوضح مؤيد الأحمد: “فيما يخص تطبيقات الجوال، يجب ألا نترك المجال للأطفال ليستخدموها بالساعات التي يريدونها، بل نحدد وقتًا معينًا لا يتجاوز ساعتين يوميًا.
وتابع: كما ينبغي حذف البرامج غير المناسبة وتركيب التطبيقات المفيدة، مع تنبيه الأبناء وتوعيتهم بشكل دائم. وقد صادفت مرةً لعبة غير مناسبة في جهاز أحد الأبناء، فقمت بحذفها فورًا وشرح أسباب ذلك له، وتوجيهه نحو بدائل آمنة”.
وفي ختام الاستطلاع، قال الطالب أحمد معاذ: “أستخدم الأجهزة والتواصل الاجتماعي بشكل محدود، وأرى أن تحديد وقت للاستخدام تحت إشراف أحد الأقارب هو الحل الأفضل، لأن استخدام التقنية يجب أن يكون ذا فائدة وهدف واضح”.