أبلة زينب

أتذكر في مرحلتي الإبتدئية حين كنت طالبا، كانت المدرسة تكتب على كشف الدرجات لكل طالب في الزاوية اليسرى السفلية إسم «مُربّي الفصل» وتساءلت ذات مرة لماذا لم يكتبوا أستاذ الفصل أو رائد الفصل أو معلم الفصل أو خلافه لماذا كلمة مربي، وحينها أدركت أن المعلم هو رجل تربوي في الدرجة الأولى، مضت السنين وتعاقبت في التعليم والعمل وفي كل مرة يخطر ببالي هذا الأمر أُدرك معنىً جديدا له.
هنا أعود وأكتب سطرا جديدا وأقول، الحمد لله وحده سبحانه أولا صاحب كل فضل علينا جميعا ثم لمعلم البشرية ومربيها في كل مجال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- هذا المربي العظيم الذي يمثل أكمل وأعظم نموذج تربوي، ثم أقول لمعلمي وصاحب الفضل علي بعد الله ورسوله هو والدي الكريم أطال الله في عمره وألحقني بره كما يحب ويرضى هو موجهي ومعلمي وأستاذي ومصححي وجابر عثرتي، لاحظوا أنني أستشعر أعظم الرسائل في التربية بشكل شمولي جدا، ليست مجرد مهنة تعليم أو أستاذية بل رسالة عظيم لا تبدأ ولا تنتهي في الفصل وبجوار السبورة.
لا أنسى موقفا كان يتكر كل يوم أمام عيني، في أول يوم دراسي في حياتي كنت في «التمهيدي» وكانت مربية فصلنا المربية الفاضلة آنذاك «أبلة زينب»، تدخل كل صباح علينا وتقول «مين منكم يا حبايبي مافطرش؟» وإذا بها تحضر معها شطائر مغلفة بأوراق الصحف، أتذكر هذا الموقف فأقول مالذي يجعلها تستيقظ باكرا لتعد طعاما لما يقارب 20 طالبا في روضة أهلية، أي أنهم مقتدرون إلا إنها مربية فعلا قبل أن تكون معلمة أو أستاذة وتملك حسا عظيما، أقول شكرا لكل من شاركني أو أسدى إليّ أي شيء بهذه المسيرة والذي أعتبره فضلا من أول يوم دراسي في حياتي من مربين ومربيات وأساتذة وزملاء في كل مراحل دراستي، وحين أصبحت أستاذا جامعيا أشكرا لكل زملاءي وزميلاتي في هيئة التدريس أو الإداريين أو الطلاب والطالبات، أنتم جميعا من أهل الفضل علي، شكرا لكل من أكرمني بعد الله بأي عمل أو قول مهما كان ولا أنسى فضل أسرتي التي كانت سندي الأول ودافعي القوي، شكرا لكل مربي، معلم، أستاذ، إداري، طالب.. شكرا للعلم وأهله.
majid_alsuhaimi@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *