منزلك عيني

رحم الله أبو خالد الفنان الكويتي الراحل عبد الكريم عبد القادر عرفناه فنان وخسرناه فنان وإنسان، أتذكر أغنية شهيرة غناها في مطلع سبعينيات القرن الماضي من كلمات شاعر كويتي معروف هو الشاعر مبارك بن ساير السبيعي، ومن ألحان أبو خالد نفسه حيث كان ملحناً ومطرباً من الطراز الرفيع رحمه الله. عنوان الأغنية هو
« منزلك يعني» وهذه الأغنية حصدت شهرة ونجاح منقطعي النظير في حينها . وأشتاق لسماعها أحياناً في الأزمنة المتأخرة وتستوقفني جمل في الأغنية حيث تقول الكلمات « كان شاريني منزلك عيني، وكان بايعني يحفظك الله» هنا أقول في الحب وفي العلاقات الدولية تعودنا أن ما يحبه الناس يحاربون من أجله حتى أن البعض يستخدم مالديه من قوه في سبيل تحقيق مايريد، وهذا ما تقوم به دول كثيرة في البيئة الدولية، لكن الشعر الرقيق، والصوت العذب حتى في الحب مسالم، و وديع ولا يفرض شيئ على أحد وهذا والله من الأشياء الغريبة في حياة ومعاملات الأشخاص والدول إلى حد ما.
حيث أن كثير من الأمور والرغبات تؤخذ، وفي بعض الأحيان تؤخذ بالقوة أو بحيل قريبة من القوة، ومن ملاحظاتي الشخصية في لغتنا الدراجة، وفي كلام الناس أن بعض الأزواج، رجال، ونساء لا يقولون عندما تزوجت فلان، أو فلانة بل يفضلون، وربما بدون تفكير القول عندما أخذت فلانة، أو فلان. وكان أفضل وألين وأليق القول عندما اقترنت أو تزوجت أو ارتبطت بفلان أو فلانة. لا أستطيع أن أحدد سبب هذا الميل العقلي وربما الغير واعي بموضوع الأخذ وبث شعور بالسيطرة والقوة ، وربما نجد من أهل الاختصاص من يفسر لنا هذا الأمر مستقبلاً، ومع ذلك تبقى أغنية منزلك عيني من روائع الأغاني الكويتية، والخليجية، والعربية. وعلى المستوى الشخصي أشعر بأنها كمعاني قريبة مني، تتناسب وطبيعيتي المسالمة والتي تحاول أن تنأى بي عن العنف. موضوع الأخذ والعنف، أو استخدام القوة في الحصول على المراد، والمبتغى عالجه القرآن الكريم بصورة رائعة، وغير مسبوقة حيث فصل معاني الأخذ باليد والقوة وربما هو المعنى الرئيس إلى جانب معاني أخرى منها المجازية والعقابية والمعاني التشريعية والالتزامية والمعاني العلمية المعرفية، ويهمني النسق الأول أي المعنى المادي
. اللين والرفق واليسر جميل في كل المعاني في علاقات وعبادات الأشخاص وحتى في علاقات الدول.