من متطلبات الحياة المعيشية للداخلين الجدد، شقة صغيرة يسكن فيها هو وزوجته فقط، على أن تكون رخيصة في إيجارها حتى لو كانت مكونة من غرفتين وصالة وحمامين ومطبخ، قد يستغرب القارئ من هذا الكلام ولكن هذه حقيقة طلب الأغلبية العظمى من طالبي الإيجار في وقتنا الحاضر، قد نقول بأن هذه النسبة محصورة في المتزوجين الجدد فقط، ولكن حتى الذين لديهم أكثر من طفل الى ثلاثة أطفال يطلبون ذلك، فعند سؤالي لأحدهم لماذا تطلب شقة صغيرة ولديك طفلان وربما يأتيك ضيوف فأين سوف تضعهم، فقال هذا نادراً ما يحصل هذه الأيام لتشاغل الناس بأعمالهم ودنياهم، وسوف آخذهم الى إحدى الاستراحات المنتشرة وتنحل هذه المعضلة وبالتالي فإني قد وفرت على نفسي إيجاراً يرهقني في التسديد بينما لا أحتاج لكثرة الغرف في الشقة. وللمعلومية فإن لي صديق يسكن بشقة جديدة ذات غرفتين فقط وصالة مع توابعها وتقع في حي سكني جيد ويدفع عشرة آلاف ريال في السنة بينما البعض منهم ساكن في شقة ذات غرفتي نوم ومجلس وغرفة طعام ويدفع ثمانية عشرة ألف ريال إيجاراً سنوياً لها، مع العلم بأنه لو قلت له كم مرة استعملت المجلس مع غرفة الطعام في السنة الواحدة لقال لك حوالي خمس مرات فقط ! ناهيك عن الفرش الذي ملأه الغبار.
من خلال حديثي مع ذلك الطالب لاستئجار شقة صغيرة، أقول لكل من يريد أن يستثمر في بناء العقارات وخصوصاً الاستثمار في الشقق السكنية أن تكون عقليته مبنية على المستجدات الحديثة للحالة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وألا يعيش في زمن الطفرة عند بنائه للشقق السكنية الفارهة والتي لا تصلح للأغلبية العظمى من طالبي الشقق السكنية في وقتنا الحاضر. ولذلك، على كل من لديه مستثمرين سوى من داخل المملكة أو من خارجها التواصل والتعاون مع المطورين العقاريين المحليين الذين لديهم خبره في اختيار المواقع لمعظم الأحياء في المدن للاستثمار في البناء وكذلك رفع نسبة تملك الأسر السعودية للوصول إلى الهدف الرئيسي لرؤية المملكة 2030 وهي رفع نسبة التملك 70% بحلول العام 2030، من خلال خدمة شرائح أكبر من المجتمع وخصوصاً استهداف الفئات الأشد حاجة، الذين يرغبون في دخول معترك الحياة وتكوين أسر صغيرة. إنها دعوة لجميع المستثمرين المواطنين في التفكير بعقلية المستثمر الحريص الذي يربط مصلحته الشخصية بمصلحة مواطنيه.
k_barshaid@yahoo.com