الحرف اليدوية تمثل استثمارًا هامًا في الاقتصاد والتراث الثقافي، يساهم في الناتج الوطني ويوفر فرصًا للدخل المستدام وريادة الأعمال، وخلال الأسبوع الماضي دونت وزارة الثقافة على حسابها في منصة إكس بأن «الحرف اليدوية.. إرث مخلد و ذاكرة لا يطالها النسيان»، تزامنًا مع عام الحرف 2025، وفي المجتمع نجد اهتمامً لافتًل من قبل مؤسسات كرّست جهودها في دعم المتاحف عبر اطلاق مبادرات وبرامج حيوية هادفة ذات منفعة مستدامة، منها مبادرة الخوص وهي مشروع ثقافي يحتفي بحرفة الخوص ويقدم إعادة تصور لهذه الحرفة من خلال مد جسور التواصل والمعرفة بين الحرفيين والمجتمعات المحلية في المنطقة الشرقية بالمملكة من جهة، والجمهور والمبدعين من حول العالم من جهة أخرى.
تطرح المبادرة التي أعلن عنها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» سلسلة من البرامج ذات الصلة، إذ تشهد الفترة الممتدة ما بين 3- 14 أكتوبر، انعقاد فعالية الإقامة الفنية بين محافظة الأحساء وإثراء، وفيها يجتمع فنانون من مختلف دول العالم منها المملكة، والإمارات، وكوريا الجنوبية، وتشيلي، والبحرين، للتعاون مع نساجي ونساجات سعف النخيل في المنطقة لتبادل المعرفة والخبرات واستكشاف أطر جديدة مبتكرة للحرفة مع الحفاظ على الأساليب القديمة المتعارف عليها.
التعمق في الحرف والتعريف بها والتواصل مع الآخر، وسيلة حيوية تسهم في التعريف بالمنتجات الحرفي وتأثير على منابت الاقتصاد الإبداعي، حيث تعكس تلك الحالة مشهدًا مستقبليًا دون اندثار للحرف المتأصلة التي تُعد مرآة قادرة على قراءة أحوال المجتمعات، باعتبارها أيضًا فرصة لاستكشاف المتغيرات، فالمضامين التي يحملها الخوص قادرة على إحياء روح المكان التي يتواجد بها عبر أبعاد متعددة والعمل على تجديد الفنون بتأويلات مبتكرة وملامح أكثر عمقًا، وهنا نصل إلى الوعي الجمهوي والثقافة المجتمعية ذات اللغة البصرية المؤثرة والرموز التي تيقى خالدة للأبد كرمز الخوص الذي يستنطق واقعنا ويقف على حاضرنا بنظرة لمستقبل حرفي بأيدٍ وسواعد بشرية مهيأة لفهم ماهية الخوص ونثره للعالم أجمع.
يعتبر الخوص إحدى الصناعات المتوارثة والمنقولة من جيل إلى آخر، والحفاظ عليها يتطلب نشر ثقافة الوعي وهذا ما تسعى إليه مبادرة الخوص التي أقامها مركز «إثراء».
S_alduhailan@hotmail.com