ويأتي ذلك في إطار توجه الوزارة نحو رفع جودة البيانات وتحسين مخرجات التقارير الداعمة لصنع القرار، وفي خطوة نوعية نحو التحول الرقمي وتعزيز كفاءة العمل الإداري في المدارس.
المبادرات التقنية للتعليم
وأكدت إدارة التطوير والتحول أن الدليل الجديد يمثل أداة تنفيذية متقدمة تتيح لمديري المدارس مراقبة جميع عناصر العمل الميداني بدقة، حيث تضم شاشة المتابعة في نظام نور 122 تقريرًا موزعة على أربعة مجالات رئيسة تشمل الصفوف والفصول والطلاب والمعلمين والمدرسة. ويتيح هذا العدد الواسع من التقارير للمدير تتبع تفاصيل الأداء، ومراقبة جودة البيانات، وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى معالجة فورية.
ويتناول الدليل بالشرح المفصل آلية استخدام الشاشة، بدءًا من إعداد التقارير اليومية، مرورًا بطرق المعالجة الفورية للحالات التي تظهر أثناء المتابعة، مثل الصفوف غير المرتبطة برائد فصل، أو الفصول التي لا تحتوي على طلاب، أو الطلاب غير المسندين إلى فصول، أو العالقين بين مدرستين، وصولًا إلى معالجة حالات المعلمين غير المرتبطين بمواد تدريسية أو غير محددين في مجالاتهم التعليمية. كما يوضح الدليل الخطوات الإجرائية اللازمة لكل حالة مع تحديد الجهة المعنية بالدعم والمعالجة سواء كانت من أقسام التخطيط أو شؤون المعلمين أو إدارة التقويم أو تقنية المعلومات.
ويبرز الدليل الدور المحوري لشاشة متابعة العمليات في رفع كفاءة الأداء الإداري للمدارس من خلال تمكين المدير من متابعة سير العمل بشكل لحظي عبر مؤشرات واضحة تتيح له تقييم الوضع العام واتخاذ القرارات اللازمة فورًا دون الحاجة إلى مراسلات ورقية أو تقارير يدوية، ما يسهم في تسريع دورة العمل ورفع مستوى الكفاءة التشغيلية.
كما شددت إدارة التطوير والتحول على أهمية التحديث المستمر للبيانات في النظام، مشيرة إلى أن دقة المعلومات تعد الأساس في نجاح أي عملية إدارية أو تعليمية، وأن الشاشة الجديدة تمثل أداة رقابية تساعد على توحيد الإجراءات وتوحيد المرجعيات بين جميع المدارس ومكاتب التعليم. وأوضحت أن وجود 122 تقريرًا موزعة على مختلف الفئات المستهدفة يعكس شمولية النظام وقدرته على تتبع أدق التفاصيل في البيئة المدرسية، بدءًا من حركة الطلاب وحتى تنظيم العلاقات التدريسية للمعلمين.
ويؤكد الدليل أن هذه الشاشة لا تُعد مجرد أداة تقنية بل هي جزء من منظومة متكاملة تستهدف بناء قاعدة بيانات دقيقة تسهم في التخطيط الاستراتيجي وتحسين جودة الخدمات التعليمية، إذ تساعد مديري المدارس على اكتشاف المشكلات في وقتها، ومعالجتها بالتعاون مع الجهات المختصة داخل إدارات التعليم، بما يعزز من جاهزية المدارس وفاعليتها في تنفيذ السياسات التعليمية.
وتسعى وزارة التعليم من خلال هذا المشروع إلى بناء منظومة رقمية متكاملة تواكب التحول الذي تشهده المملكة في قطاع التعليم، وتعتمد على الذكاء التشغيلي في الإدارة عبر أنظمة مؤتمتة توفر المعلومة في الوقت المناسب، وتساعد على اتخاذ القرار بسرعة ودقة.
وأكدت إدارة التطوير والتحول على أن نجاح تطبيق شاشة متابعة العمليات يعتمد على تفاعل القيادات المدرسية وتحديث البيانات أولًا بأول، مشيدة بجهود مديري ومديرات المدارس في دعم التحول التقني وتجويد الأداء الإداري، ومؤكدة أن الدليل الجديد يُعد مرجعًا موحدًا لجميع المدارس، وأداة فاعلة لتحقيق كفاءة تشغيلية متقدمة في بيئة تعليمية رقمية تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.