ديننا الحنيف حثنا على التكافل ورعاية المحتاجين ومن في حكمهم من ذوي الإعاقة والمرضى وغيرهم، وتجد على مر التاريخ الإسلامي أن تلك الصور تأتي بأشكال مختلفة ولكنها في النهاية تسعى لهدف واحد وهو تقديم الدعم والحماية الاجتماعية للمحتاجين وزيادة دخلهم ورفع مستوى معيشتهم إلى الحد المناسب.
في العهد السعودي، ومع توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – لم يغفل هذا الجانب برغم قلة الإمكانيات في تلك الفترة، وكان حريصاً -رحمه الله- على مساعدة المحتاجين والتخفيف من معاناتهم بكل وسيلة ممكنة حيث كان يهتم برعاية الفقراء والمحتاجين وكبار السن، وخصص إعانات من بيت المال تصرف لهم.
تلك الإعانات تطورت فيما بعد إلى أن وصلنا إلى وقتنا الحاضر وأصبح يطلق عليها «الضمان الاجتماعي»، والذي أنشيء عام 1382 هجري، وهو نظام تكافلي يحقق للمستفيدين نوع من الاطمئنان -بإذن الله- من خلال الراتب الشهري خلاف دعم بعض الحاجات الأساسية مثل فاتورة الكهرباء وحليب الأطفال والغذاء والحقيبة المدرسية والإسكان ودعم الزواج وغيرها من خدمات متعددة يستفيد منها مستحقو الضمان. هذه الخدمات تنظر لها الدولة بأنها حق من حقوقهم، وصورة من صور التكافل الاجتماعي التي حثنا ديننا الحنيف عليها لمساعدة هؤلاء المحتاجين بكل سرية وحفظ لكامل معلوماتهم، فهم كما قال تعالى «لا يسألون الناس إلحافاً». ولذلك، فإن الجهود لمساعدة هذه الفئة لم تتوقف منذ عهد الموحد -رحمه الله- ولن تتوقف بحول الله لأنه كما في الحديث الشريف «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم».
من الصور الجميلة التي تمت إضافتها مؤخراً للضمان، موضوع التدريب والتأهيل للمستفيدين من الضمان، وهو برنامج «تمكين» الذي يؤهل القادرين من هذه الفئه للحصول على الكسب المادي وتحويلهم من متلقين للمساعدة إلى منتجين ومساهمين في التنمية والتطور «كما يقول المثل الصيني لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد» ليصبح أعضائها فاعلين ومشاركين في النقلات التنموية التي تشهدها بلادنا.
amarshad55@gmail.com