ملتقى المدن الذكية.. الشرقية نموذج واعد بوجود بنية رقمية متقدمة

أكد ملتقى “المدن الذكية وتعزيز الاستدامة”، الذي نظَّمته غرفة الشرقية، اليوم الثلاثاء، أن المنطقة الشرقية باتت مؤهلة لتكون نموذجًا وطنيًا رائدًا للمدن الذكية، في ظل توفر بنية تحتية رقمية متقدمة، وكوادر وطنية محترفة، وأن المنطقة تشهد أيضًا استثمارات متنامية بمفاهيم مستدامة تعزز من جاهزيتها لهذا التحول وتنسجم مع مستهدفات رؤية 2030م.

وأوضح المشاركون في الملتقى أن المدن الذكية لم تعد خيارًا تقنيًا فقط، بل ركيزة أساسية لتحقيق التوازن بين التنمية والتقنية وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة.

وأشاروا إلى أن هذه الركائز في مجملها وما تتضمنه من مفاهيم تنسجم مع رؤية المملكة2030م، التي جعلت من الاستثمار في التقنيات الحديثة، والبنى التحتية الذكية، وأيضًا الطاقة المتجددة، أحد أهم محاورها في دعم مستهدفات التنويع الاقتصادي وتحسن جودة الحياة.

المدن الذكية

وأكد المُشاركون خلال الجلسة الرئيسة التي ضمت كل من وكيل أمين المنطقة الشرقية للتحول الرقمي والمدن الذكية، نائل بن إبراهيم الحقيل، ومدير إدارة التخطيط العمراني بأمانة المنطقة الشرقية فواز بن فهد العتيبي، وأداراها المدير التنفيذي لشركة انتماء للاستشارات الهندسية، يوسف بن عوض الشهراني، أن المدن الذكية هي مدن متصلة تقنيًا، مستدامة بيئيًا، فعالة اقتصاديًا، ومرنة اجتماعيًا.

وأشاروا إلى أن المنطقة الشرقية مؤهلة لأن تكون نموذجًا وطنيًا رائدًا للمدن الذكية، وذلك بما تمتلكه من مقومات التحول؛ حيث تكامل الجهود والأعمال بين الأمانة، والمطورين العقاريين، والمقاولين، ووجود بنية تحتية رقمية متقدمة، وكوادر وطنية هندسية وتقنية محترفة، ومشاريع إسكانية وتجريبية قائمة، ودعم حكومي، ورؤية استراتيجية واضحة.

البنية التحتية الرقمية

ولفتوا إلى ثمة توفر وتنوع للفرص الاستثمارية المستدامة في المنطقة، حيث مجالات السياحة الذكية، والطاقة المتجددة، والمايكروغريد، والبنية التحتية الرقمية، ومراكز التحكم الحضري، والأحياء السكنية الذكية، والعقار التجاري الذكي

وفي كلمته خلال افتتاح الملتقى، أكد رئيس غرفة الشرقية، بدر سليمان الرزيزاء، أن المدن الذكية تُعد نموذجًا حضاريًا متكاملاً يعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص، وتُسهم في الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتوفر فرصًا استثمارية واسعة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والنقل الذكي، والخدمات الرقمية.

وأوضح أنها توفر بيئة حاضنة للشركات الناشئة والمبدعين، وبالتالي حلق وظائف نوعية بما ينسجم مع التطلعات التنموية.

تطبيق الابتكارات الحديثة

وقال الرزيزاء، إن غرفة الشرقية استهدفت من خلال هذا الملتقى تحفيز العمل على تطبيق الابتكارات الحديثة وتبني الأنظمة الذكية، التي تُسهم في رفع كفاءة المدن، وتحقيق أهداف الاستدامة.

وأشار إلى أن الملتقى شكَّل منصة تفاعلية لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات، واستعراض نماذج ناجحة، بالإضافة إلى إنه مثّل انطلاقة نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، بما يدفع عجلة الابتكار والتنمية، وصولاً إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2030م.

وقال عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المقاولات بغرفة الشرقية، حمد بن حمود الحماد، إن التحول نحو المدن الذكية لا يقتصر على التطوير التقني والمباني الرقمية فحسب، بل يمثل توجهًا استراتيجيًا لتحقيق التنمية المستدامة، ورفع جودة الحياة، وتعزيز مكانة الاقتصاد الوطني.

موذج رقمي شامل للمباني

وأشار إلى أن من أبرز التقنيات الداعمة للتحول إلى المدن الذكية، هي نمذجة معلومات البناء، بقوله إنها “تمثل أداة استراتيجية تُمكّن من إنشاء نموذج رقمي شامل للمباني، يحتوي على جميع البيانات الهندسية والتشغيلية، ما ينعكس إيجابًا على الكفاءة، ويقلل من الهدر، ويُسرّع اتخاذ القرار في جميع مراحل دورة حياة المشروعات”.

وشهد الملتقى معرضًا مصاحبًا عُرض خلاله أحدث التقنيات والتجارب الذكية فيما يتعلق ومفهوم المدن الذكية، وأتاح فرصة لتبادل الخبرات بين الجهات المشاركة، بما يعزز وعي القطاع الخاص بدوره في دعم التحول الذكي الذي تشهده مدن المملكة والمنطقة على وجه الخصوص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *