وتهدف هذه الاختبارات، التي تشرف عليها الإدارة العامة لتقويم الأداء المعرفي والمهاري، إلى توفير قراءة واقعية وشاملة لمستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، بما يساعد صناع القرار على بناء سياسات تطويرية فاعلة، وتحسين الممارسات التدريسية، ورفع جودة المخرجات التعليمية بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وترتكز الاختبارات المعيارية على أسس فنية ومعايير دولية لقياس المهارات الأساسية في مجال القراءة، حيث تقيّم قدرة الطالب على فهم النصوص المكتوبة والتفاعل معها عبر أربعة محاور رئيسية تشمل الفهم، والاستدلال، والتفسير، والنقد. ولا تقتصر الأهداف على قياس الاستيعاب القرائي فحسب، بل تمتد لتعزيز مهارات التفكير الناقد والتحليل وحل المشكلات، وتهيئة الطلبة للتعامل مع المحتوى الرقمي المعاصر.
ويأتي التنفيذ على مرحلتين، حيث خُصص الأسبوع السابع الجاري لمرحلة التهيئة التي شهدت تنفيذ نماذج تجريبية لتعويد الطلاب على آلية الاختبار وتدريبهم على المهارات المستهدفة. أما المرحلة الثانية، فستنطلق الأسبوع القادم «الأسبوع الثامن»، حيث يؤدي الطلاب الاختبار الفعلي حضورياً عبر منصة إلكترونية رسمية، وذلك لمدة ساعة واحدة خلال الحصة الثانية، مع إتاحة مرونة في الدخول على مدى 24 ساعة لضمان تكافؤ الفرص.
وبعد انتهاء الاختبارات، سيتم تحليل النتائج وتصنيف الطلاب إلى فئات مختلفة بهدف بناء خطط دعم مناسبة لكل فئة؛ إذ تُصمم برامج علاجية للطلاب الذين يحتاجون إلى دعم، بينما تُقدم برامج إثرائية متقدمة للمتفوقين لتعزيز مهاراتهم الإبداعية. وستُستخدم هذه البيانات الشاملة في إعداد تقارير تفصيلية للمدارس والمعلمين، وتزويد الوزارة بمؤشرات موثوقة تساهم في تطوير المناهج ودعم عمليات اتخاذ القرار.
وتُعد هذه الخطوة امتداداً لجهود وزارة التعليم في بناء نظام تقويم حديث يعتمد على الأدلة العلمية، ويعزز الشفافية ومبادئ التحسين المستمر، وصولاً إلى تعليم نوعي رائد يسهم في بناء مجتمع معرفي منافس عالمياً.