سلطت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية الضوء على الطفرة التي حققتها الاستثمارات السعودية في قطاع ألعاب الفيديو، بالتزامن مع استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “إلكترونيك آرتس“، في صفقة هي الأحدث ضمن سلسلة استثمارات ضخمة، لتتحول السعودية إلى “قوى عظمى في عالم ألعاب الفيديو”، على حد وصف المجلة.
درة التاج
قالت المجلة إن “إلكترونيك آرتس” التي تم الاستحواذ عليها مقابل 55 مليار دولار، ستكون درة التاج في مجموعة الاستثمارات السعودية الحافلة بالإنجازات، مشيرة إلى منح صندوق الاستثمارات العامة شركة “سافي جيمز” صندوقًا احتياطيًا بقيمة 38 مليار دولار لتحويل السعودية إلى مركز عالمي لألعاب الفيديو.
وباستثناء “إلكترويك آرتس”، تصل قيمة استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في قطاع الألعاب إلى 11.7 مليار دولار، وفقًا لتقديرات “ذي إيكونوميست”، فضلاً عن استثمارات إضافية في قطاع الألعاب مملوكة لصناديق سعودية أخرى.
“سافي” وسلسلة استثمارات
قبل عامين، استحوذت “سافي” على شركة “سكوبلي”، وهي شركة تطوير أمريكية تُعدّ لعبتها “!Monopoly Go” من أعلى ألعاب الجوال ربحًا في العالم، حيث حققت أكثر من 5 مليارات دولار منذ إطلاقها في عام 2023. وفي مايو، استحوذت على قسم الألعاب التابع لشركة “نيانتيك”، وهي شركة أمريكية تُصنّع ألعاب “بوكيمون” للجوال. كما تمتلك “سافي” حصة كبيرة (ومقعدًا في مجلس الإدارة) في “إمبريسر”، وهي شركة سويدية تمتلك ألعابًا من بينها “Tomb Raider”، التي تضم شخصية لارا كروفت.
السعودية تضم أكبر الأسماء في عالم الألعاب
عمل صندوق الاستثمارات العامة خلال السنوات السابقة على تكوين حصص إضافية في بعض من أكبر الأسماء في عالم الألعاب؛ فهو أحد أكبر ثلاثة مساهمين في شركات “نينتندو” اليابانية، و”كابكوم” (ستريت فايتر”) وكوي (نينجا جايدن)، و”نيكسون”، و”إن سي سوفت” الكوريتين الجنوبيتين، و”تاكي تو” الأمريكية (صانعة لعبة GTA) والتي بيع منها حوالي 450 مليون نسخة حتى الآن).
وهو أيضًا من بين أكبر 5 مالكين لشركة توي اليابانية (دراجون بول زد) وسكوير إينكس (فاينل فانتسي)، حيث يمتلك أيضًا مقعدًا في مجلس إدارتها.
هذه مجرد بداية
يقول برايان وارد، الرئيس التنفيذي لمجموعة “سافي جيمز” السعودية، “لقد بدأنا للتو”، مؤكدًا أن المجموعة ما تزال تستكشف “مئات” عمليات الاستحواذ المحتملة سنويًا في قطاع الألعاب الإلكترونية.
وأوضح وارد أن التوجه الحالي هو بناء “شركة على غرار ديزني، ولكن للألعاب والرياضات الإلكترونية”. وفي عام 2022، استحوذت شركة “سافي” على شركتي “إي إس إل” و”فيسيت”، وهما شركتان متخصصتان في الرياضات الإلكترونية، مقابل 1.5 مليار دولار. كما تمتلك حصة 30% في شركة “هيرو إي سبورتس” الصينية. وفي الإجمالي، تسيطر “سافي” على 40% من سوق الرياضات الإلكترونية العالمي.
صناعة محلية واعدة
تقول “ذي إكونوميست”، إن الهدف من كل هذه الاستثمارات هو إنشاء صناعة محلية جديدة، حيث تسعى السعودية إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، مع استهداف مبادرة “رؤية 2030” توفير 39 ألف وظيفة في مجال الألعاب بحلول ذلك العام.