يوم المعلم.. وسيرة معلمين صنعوا المجد

في كل عام، حين يحل يوم المعلم، تستيقظ فينا مشاعر التقدير والعرفان تجاه أولئك الذين حملوا مشعل العلم، وكرّسوا حياتهم لبناء العقول، وغرس القيم، وتوجيه الأجيال نحو طريق النور.
كان التعليم يعتمد على الكتاتيب والمساجد، حيث يجلس الطلاب على الحصير يتلقّون العلم من معلميهم في ظروف لا تعرف ترف الوسائل ورفاهية المرافق. ومع ذلك، خرج من تلك البيئات علماء ودعاة وأدباء ساهموا في بناء الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.
من بين أولئك المعلمين الروّاد، يبرز اسم الشيخ الحميدي بن عبدالعزيز الرديعان، الذي قدم الى بلدة السبعان بمنطقة حائل، قبل توحيد المملكة العربية السعودية، ولا زالت بعض المخطوطات التي تحمل اسمه محفوظه حتى الآن، حيث قام بتدريس العلم الشرعي والكتابة لأهل البلدة.. ثم غادر الشيخ ابن رديعان بلدة السبعان بحائل متجهًا إلى القصيم، مستكملا بها مسيرته العلمية وطلب العلم على يد مشائخها.
شاء الله أن يكون له شرف عظيم حين عيّنه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه – إمامًا للحرم النبوي الشريف، كأول إمام للحرم النبوي الشريف في العهد السعودي. إنها محطة تاريخية تعكس المكانة التي بلغها هذا المعلم الفاضل، وتعكس اهتمام وتقدير ولاة الأمر للمعلم ، وتدل على أن الصبر والثبات على المبادئ يؤتيان ثمارهما.
قصة الشيخ ابن رديعان، ليست سوى مثال واحد من أمثلة كثيرة لمعلمين ضحّوا بحياتهم ووقتهم وراحتهم من أجل أن ينهض المجتمع علميًا وفكريًا. ومنهم أيضا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ محمود الغربي والشيخ فراج الحميد البراهيم والشيخ صالح السيف والشيخ عثمان الرزيني.
واليوم، ونحن نحتفي بالمعلم، لا بد أن نستحضر هذه النماذج، ونورثها لأبنائنا، ليدركوا أن ما ينالونه من علم لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهد رجال أوفياء، بذلوا كل ما يملكون ليضيئوا لنا الطريق.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *