ذلك المسجد الشامخ العريق بٌني على يد بني سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في العام الثاني للهجرة النبوية المباركة، ونزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتحول إلى قبلة الكعبة المشرفة بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس، وكان ذلك يوم 15 شعبان من العام الثاني للهجرة.
فتح الأبواب 24 ساعة للصلاة
موقع مسجد القبلتين ومكوناته
شُيد المسجد في موقع مرتفع على إحدى هضاب حرة الوبرة، وكان يطلّ على جزء من وادي العقيق، أحد المعالم الطبيعية البارزة في المدينة.
تميز بناء المسجد في شكله القديم بتقسيمه إلى جزأين:
القسم الداخلي الذي يحتوي على محراب يتجه نحو الكعبة المشرفة، والقسم الخارجي الذي يضم محرابًا آخر يتجه نحو جهة الشام.
واستخدم في تشييد كلا القسمين الجير والحجارة المنحوتة، مما يعكس الطابع المعماري التقليدي الذي كان سائدًا في تلك الحقبة.
شطرا الصلاة
ومنذ ذلك التاريخ عُرف المسجد باسم “مسجد القبلتين” لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى فيه شطر صلاته قِبل المسجد الأقصى، والشطر الآخر قبل المسجد الحرام.
عناية فائقة
وتوالت على مر التاريخ الإسلامي عمارة وتوسعة مسجد القبلتين، ويحظى المسجد في هذا العهد الزاهر، بالاهتمام الكبير والعناية الفائقة، فقد جُدِّدَ وعُمِّرَ وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية، مع إضفاء اللمسة الهندسية المعمارية ذات الطابع الإسلامي.
ترميمات وإصلاحات مسجد القبلتين
وكانت أول توسعة لمسجد القبلتين في العهد السعودي توسعة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1350هـ/1931م، عندما أمر بتجديد عمارة المسجد، وبناء سور حوله، ورفع مئذنة مخصصة له، ووسع مساحته لتصل إلى 425 م2.
وأعيد بناء المسجد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1408هـ/1987م، ووصلت مساحته إلى نحو 3920م2،وشهد عدة إصلاحات وترميمات في عهدالملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود،إضافةً إلى التجديد والعناية التي مر بها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.