أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن سكان المملكة العربية السعودية والعالم العربي سيشهدون مساء اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، أول ظهور لما يُعرف ب”القمر العملاق”لهذا العام، حيث سيبدو القمر أكبر وأكثر إشراقاً من المعتاد مع وصول نسبة إضاءته إلى نحو 99,7%، بالتزامن مع اكتماله بدراً لشهر ربيع الآخر.
مصطلح القمر العملاق
وأوضح أبو زاهرة أن مصطلح القمر العملاق يُطلق على البدر عندما يحدث في نفس الوقت تقريباً الذي يكون فيه القمر في أقرب نقطة من الأرض ضمن مداره البيضاوي، والمعروفة باسم الحضيض القمري، مشيراً إلى أن المسافة بين الأرض والقمر ستبلغ هذه الليلة نحو 361,456 كيلومتراً، ما يضعه بوضوح ضمن نطاق التعريف العلمي للقمر العملاق، الذي يقل عادة عن 362,146 كيلومتراً.
وأضاف أن القمر سيشرق من الأفق الشرقي مع غروب الشمس، وسيبدو في البداية بلون برتقالي مائل إلى الحمرة نتيجة لتأثير الغبار والعوالق الجوية التي تُشتت الضوء الأزرق وتُبرز الأطياف الحمراء، قبل أن يتحول تدريجياً إلى اللون الأبيض الفضي المألوف مع ارتفاعه في السماء، ليستمر مضيئاً طوال الليل حتى شروق شمس يوم الثلاثاء.
الفرق بين القمر العملاق والبدر
وبيّن رئيس الجمعية أن هذا القمر العملاق سيبدو أكبر بنحو 11% وأكثر سطوعاً بنسبة تصل إلى 27% مقارنة بالبدر الذي يحدث عندما يكون القمر في الأوج «أبعد نقطة عن الأرض».
ومع ذلك، فإن الفرق بينه وبين البدر العادي لشهر أكتوبر لن يكون ملحوظاً لكثير من الناس بالعين المجردة، إلا في حال مقارنة الصور الفوتوغرافية بين الحدثين.
وأشار أبو زاهرة إلى أن القمر يُعتبر“بدراً”من الناحية العلمية عند لحظة اكتماله تماماً بزاوية 180 درجة من الشمس، وهي اللحظة التي ستحدث فجر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 عند الساعة 06:47 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة «03:47 بتوقيت غرينتش»، إلا أن القمر سيبدو مستديراً للعين المجردة خلال ليلتي 6 و7 أكتوبر.
وأكد أن القمر العملاق لا يسبب أي تأثيرات غير طبيعية على الأرض، موضحاً أن أبرز تأثيراته تقتصر على ظاهرة المد والجزر، إذ يؤدي وقوع الشمس والأرض والقمر على خط واحد إلى حدوث ما يُعرف ب”المد الحضيضي”، وهو ارتفاع أكبر للمد وانخفاض أوضح للجزر مقارنة بالمعدل المعتاد، دون أن يكون لذلك علاقة مثبتة علمياً بحدوث الزلازل أو الكوارث الجوية.
استطلاع سطح القمر
وأوضح أن هذا الحدث يُعد فرصة مثالية لهواة الفلك لمراقبة سطح القمر وتفاصيل تضاريسه، حيث تظهر الفوهات القمرية بوضوح أكبر تحت الإضاءة المباشرة للشمس، بينما تبدو المناطق الأخرى أكثر تسطحاً بسبب قلة الظلال.
وختم رئيس الجمعية تصريحه بالإشارة إلى أن شروق القمر العملاق يشكل مشهداً بديعاً للتصوير الفوتوغرافي، خصوصاً عند التقاطه بالقرب من المباني أو المعالم الطبيعية على الأفق، ما يُعزز ظاهرة“وهم القمر”التي تجعله يبدو أكبر من المعتاد. وقال:
“سيضيء القمر العملاق سماء الليلة، في مشهد يخطف الأنظار ويُسعد عشاق الفلك، وهو حدث طبيعي جميل يتكرر عدة مرات في العام دون أن يصحبه أي مخاوف أو تأثيرات استثنائية”.