الرياضة يومياً في المدارس

الرياضة لم تعد ترفيه أو ترويح عن النفس فقط، ولكن تحولت في عصرنا الحاضر إلى خط دفاع يقينا -بإذن الله- من الكثير من المشاكل الصحية التي نعاني منها والتي تسببت فيها ظروف الحياة الحديثة وتعقيداتها ومدنيتها التي سلبت منا الحركة والنشاط بحيث أصبح الجميع يدير أعماله وينجزها وهو جالس على كرسيه لا يتحرك لمدة تتجاوز الست والسبع ساعات وربما أكثر، ذلك الركون للراحة وعدم الحركة بالتأكيد أثر سلباً على أجسامنا وصحتنا وأصبحنا في خمول وكسل خلاف ما نتناوله من أطعمة غير صحية زادت الطين بلة.
أغلب المجتمعات انتبهت لهذا الأمر وبدأت منذ فترة ليست بالقصيرة في مزاولة الرياضة بشكل منتظم والحرص على إعطاء الجسم ما يستحق من جرعة يومية من النشاط والحركة لدرجة أن الأندية الرياضية الخاصة حققت نجاحاً كبيراً بسبب الإقبال عليها من الناس سواء رجالاً أو نساءً، وهذا في حقيقة الأمر شيء جيد يؤكد أن المجتمعات تسير في الطريق الصحيح نحو الصحة والعافية التي من أهم شروطها الحركة والنشاط وعدم الركون للراحة الدائمة.
أجدادنا وجداتنا كانوا لا يعانون من الأمراض المزمنة، بل لم توجد لديهم الكثير من الأمراض التي نعاني منها في زمننا هذا بسبب الحركة والعمل والنشاط الدائم الذي يقضي على أغلب مشاكل الجسم الصحية.
إذا كان الحال كذلك مع الكبار فما بالك مع صغار السن الذين أثرت عليهم وسائل التقنية الحديثة وجعلتهم حبيسي منازلهم لا يتحركون وفي أيديهم الجوال والآيباد او الألعاب الالكترونية طوال اليوم، حيث يقضون أغلب النهار دون حراك ما تسبب في انتشار السمنة لدى أغلب فئة الأطفال والمراهقين، يضاف إلى ذلك ولع هذه الفئة بالأكلات السريعة وما تسببه من مشاكل صحية، ولنا أن نتخيل انعدام الحركة وانتشار الأكل غير الصحي وتأثيراته على الجسم، ولذلك لا نستغرب السمنة غير الطبيعية وأمراض العظام وضعف النظر وغيرها من مشاكل بسبب قلة الحركة والخمول والكسل.
أعتقد أن وجود حصة يومية لممارسة الرياضة في المدارس ضرورة لتخفيف تلك المشاكل والحد منها، لأننا لا نستطيع إلزام هذه الفئة بممارسة الرياضة خارج نطاق المدرسة ولكن عندما تصبح حصة إلزامية يومية، فإنها ستتحول إلى روتين يومي وعلاج يساعدهم على التخلص من الكثير من الأمراض المصاحبة لقلة الحركة.
وربما تتحول مع الوقت إلى عادة يمارسونها بحب ومتعة.
amarshad55@gmail.com