في يومهم العالمي.. شهادات وفاء وعرفان بدور المعلمين ورسالتهم السامية

في اليوم العالمي للمعلم، استحضر عدد من المواطنين ذكرياتهم ومشاعرهم الصادقة تجاه من وصفوهم بـ«بُنَاة الأجيال»، مؤكدين أن كلمة صادقة أو نصيحة مخلصة من معلم كانت كفيلة بتغيير مسار حياتهم وصناعة مستقبلهم.

واتفقوا على أن المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو «الأب الثاني» والمربي الذي يزرع القيم ويوجه نحو مكارم الأخلاق.

قصص مؤثرة

وتجسدت هذه المشاعر في قصة مؤثرة رواها المواطن محمد الدوسري، الذي لم ينسَ فضل معلمه الراحل عويضة الدوسري، مستذكرًا كيف أن نصيحة بسيطة وجهها له معلمه غيّرت حياته حين سأله: «هل أتيت لتتعلم أم لتتمشى؟»؛ فكانت تلك الكلمة بمثابة نقطة تحول دفعته للتركيز في دراسته والوصول إلى مراتب عليا، مؤكدًا أنه لا يزال يدعو لمعلمه بالرحمة حتى يومنا هذا.

وتكررت شهادات أولياء الأمور حول مكانة المعلم كـ«أبٍ ثانٍ»، حيث أشار أحمد الحمود إلى أن المدرسة بوجود المعلم كانت ملاذًا آمنًا، وأن الطالب كان يلجأ إلى معلمه طلبًا للحماية والدعم، مما يعكس الثقة العميقة والاحترام الكبير الذي يكنّه الطلاب لمعلميهم.

وقال: «لا يمكن أن ننسى المواقف مع المعلمين، خصوصًا في أيام الطفولة، فحينما كان يضربني أي طالب كنت أتوجه إلى المعلم، كونه بمثابة الأب الثاني لي، فكل الشكر لجميع المعلمين والمعلمات».

وشدّد خالد العازمي على أهمية احترام المعلم الذي «كاد أن يكون رسولًا»، مشيرًا إلى أن للمعلم كامل الاحترام والتقدير، خاصة أن بعض المعلمين يُعدّون من أقرب الناس إلى طلابهم.

تعليم وتربية

وذكر رياض العازمي أن بعض المعلمين كانوا يخصصون جزءًا من وقت الحصة للحديث عن الأخلاق الطيبة، لافتًا إلى أن دور المعلم لم يقتصر على الجانب التعليمي والأبوي فحسب، بل امتد ليشمل التربية الأخلاقية أيضًا.

وقال: «أوصي المعلم بتقوى الله تعالى، فـرسالة العلم والتعليم أمانة عُظمى، والطلاب الذين يتولى أمورهم أمانة في ذمته، فالتعليم أمانة كبرى، والمعلم يرشدهم إلى الطريق الطيب والأخلاق العالية».

ووصف أحمد الزيادي رسالة المعلم بأنها «رسالة الأنبياء»، لما تحمله من أمانة عظيمة في تربية الأجيال والحفاظ على سلوكياتهم.

وأضاف: «رسالتي لزملائي وأبنائي المعلمين في مناسبة اليوم العالمي للمعلم: أنت تحمل رسالة الأنبياء، مأجورٌ عليها من الله ومشكورٌ عليها من الناس، فأنت تربي الأجيال وتحافظ على سلوكياتهم، فلك الأجر العظيم عند الله، أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم على الخير دائمًا وأبدًا».

وقال سعود الشمري إنه يرجع فضل قدرته على المشاركة والتحدث بثقة إلى التدريب الذي تلقاه في الإذاعة المدرسية على يد معلم مخلص، مضيفًا أن المعلم هو أساس نهضة المجتمع وقاعدة كل المهن.

وأردف: «المعلمين كان لهم دور كبير في مجالات عدة، ومن ذلك التدريب في الإذاعات المدرسية، وقد تكون قدرتنا على الاسترسال في الحديث والمشاركة في مثل هذه اللقاءات المباركة إلا نتيجة جهد معلم مخلص نتمنى له التوفيق».

أساس متين

وأكد حسن القحطاني أن المعلمين هم من «فتحوا الدنيا» للطلاب، مشيرًا إلى أن 50% من تعليم الإنسان في الحياة يعتمد على هذا الأساس المتين.

وأضاف: «أحب أن أشكر جميع المعلمين بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، فالمعلمون هم أساس هذه الحياة، وهم من علمونا وفتحوا لنا أبواب الدنيا عبر المدارس، ولعلي أذكر أن هناك معلمين كانوا يحرصون علينا ويشدّون من أجل مصلحتنا، فهم من يُعلّمون الأجيال».

واختتم محمد الباذر برسالة شكر وعرفان لكل معلم ومعلمة، داعيًا المجتمع بكافة أفراده ومؤسساته إلى المشاركة في تقدير المعلم والاحتفاء به، خاصة أن الجهد الذي يبذله لا يشعر به إلا من هو في الميدان.

وتشارك المملكة، ممثلة بوزارة التعليم، في الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، بهدف تسليط الضوء على إنجازات المعلمين وأهمية التعليم، إذ تم تحديد هذا اليوم من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في عام 1994م.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *