فيديو| سيدات القطيف يبدعن في ”سف الخوص“.. حكاية إحياء تراث الأجداد

أعادت الحرفية فتحية آل صلاح و14 متدربة أخرى في محافظة القطيف، إحياء حرفة ”سف خوص النخيل“، بعد أن نجحن في تحويل شغفهن بالتراث إلى مهارة احترافية، عبر برنامج تدريبي مكثف نظمه ”بيت الحرفيين“ في محافظة القطيف، ليمزجن بين أصالة الماضي وتقنيات الحاضر في منتجات مبتكرة.

وأوضحت آل صلاح، إحدى خريجات البرنامج، أن شغفها بهذه الحرفة التي كادت أن تندثر، دفعها للانضمام إلى الدورة التدريبية فور الإعلان عنها.
ت إلى وبينت أنها كانت تراقب أفراد عائلتها وهم يمارسون هذه الحرفة في طفولتها، لكنها اختفت تدريجيًا مع مرور الزمن، ما ولّد لديها رغبة قوية في تعلمها وإعادة إحيائها.

إتقان الحرفة

وأشادت ببرنامج التدريب المكثف الذي استمر ثلاثة أسابيع تحت إشراف المدربة معصومة آل حمدان، مؤكدة أنه لم يقتصر على الجانب النظري، بل ركز بشكل كبير على التطبيق العملي، ما مكن المتدربات من إتقان الحرفة بامتياز، والانتقال من مرحلة التدريب إلى القدرة على الإنتاج والابتكار، وحتى تدريب الأجيال الجديدة.

وتطرقت آل صلاح إلى تفاصيل الحرفة، موضحة أن المراحل تبدأ من اختيار سعف النخيل المناسب، الذي ينقسم إلى ثلاث طبقات لكل منها استخدامها الخاص، مشيرة إلى أن الطبقة البيضاء الناعمة من قلب النخلة هي الأنسب للتلوين، حيث تحتفظ بجمال الألوان الزاهية، بينما تُستخدم الطبقات الأخرى في أجزاء مختلفة من المنتج.

وأكدت أن جميع الطبقات يمكن استخدامها بلونها الطبيعي لإنتاج قطع فنية تعكس جمال الطبيعة.

وفيما يتعلق بالتحديات، أقرت آل صلاح بوجود منافسة من المنتجات الحديثة والمستوردة، التي تحظى بإقبال أكبر نظرًا لتطورها، إلا أنها شددت على أن المنتجات التراثية المصنوعة يدويًا تحتفظ بقيمة خاصة.

منتجات عصرية

وبينت أن من يقتني المنتجات اليدوية لا يشتري مجرد قطعة فنية، بل يستحضر ذكرى الماضي، ويتواصل مع تراث أجداده، ويقدر الجهد والدقة المبذولة في صناعتها.

وقالت لم تعد هذه الحرفة تقتصر على المنتجات التقليدية ك ”المحفة“ و”السفرة“ و”القفة“، بل شهدت تطورًا ملحوظًا.

أشارت إلى أنها وزميلاتها استطعن ابتكار منتجات عصرية مثل المزهريات، والورود المصنوعة من الخوص، والمفارش الحديثة، وإطارات المرايا، مما يجمع بين جمال التراث ومتطلبات الحياة العصرية، معلنة عن طموحها لتصميم مجسمات فنية كبيرة مستوحاة من رموز وطنية للاحتفاء بالمناسبات ك ”يوم التأسيس“.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *