منجم مهد الذهب، هو أول منجم تعدين حديث في المملكة العربية السعودية، ويقع في محافظة مهد الذهب التابعة لمنطقة المدينة المنورة في الجزء الجنوبي الشرقي منها، وشهد تطويرًا حديثًا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز.
ويُعد منجم مهد الذهب من أقدم المناجم التي تم استخراج الذهب منها في المملكة، ويمتد تاريخه لآلاف السنين.
وكما نعلم، فهو ليس مجرد موقع قديم يوثّق تاريخًا، بل استثمار للثروات، ودلالة على القدرة على التحول والنمو وفقًا لرؤية 2030، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج ويتم استغلال المنجم بشكل أكثر كفاءة من ناحية الإنتاج والتكلفة. لذلك، سيستفيد منجم مهد الذهب من البنية التحتية المتطورة والتطورات التكنولوجية مما يزيد من تنافسيته.
هذا المنجم أصبح عنصرًا محوريًا لتحقيق أهداف المملكة في أن يصبح التعدين مصدرًا رئيسيًا للدخل غير النفطي، وكذلك خلق فرص العمل المحلية وجذب الاستثمارات، كما يمثل مهد الذهب فرصة للتحول إلى مركز لتدريب المهارات في قطاع التعدين، وأيضًا مركزًا للبحث العلمي في المعادن وتطوير المجتمع المحلي المحيط به.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك تحديات تواجه هذه المناجم، ومع ذلك، يُظهر منجم مهد الذهب قدرة المملكة على دمج تاريخها مع طموحاتها المستقبلية، فهذا المنجم الذي أُنشئ منذ آلاف السنين أصبح اليوم جزءًا أساسيًا من الجهود الوطنية التي تدعمها رؤية 2030.
إن الاستثمار في هذه الموارد الطبيعية لا يُعد مجرد استغلال اقتصادي للذهب والمعادن، بل يهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحسين المناطق وخلق فرص عمل للمواطنين، كما أن استمرار الجهود لتطوير قطاع التعدين وتحديث البنى التحتية وزيادة المساهمة المحلية يجعل من منجم مهد الذهب نموذجًا ناجحًا لتحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي، مما يعزز مكانة المملكة كقوة بارزة في صناعة التعدين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
يجمع مهد الذهب بين عمق التاريخ وغنى الموارد، ولا يزال حتى اليوم يحتفظ بمكانته كموقع تاريخي واقتصادي مهم ورمزًا للتوازن بين استثمار الموارد والحفاظ على الهوية الوطنية.
reham.dsa@gmail.com