كسب القلوب أهم من كسب المواقف

تمر في حياتنا الكثير من المواقف والأزمات والصدمات والمشاكل وبين هذه المفردات يعيش الناس من هو راضٍ ومرتاح البال ومنهم من يجد صعوبة مما يؤثر على العلاقات مع الآخرين وبيينا بعضاً البعض، وقد تنتهى العلاقة بين البعض لأسباب تافهه وهفوات لها التأثير السلبى على علاقتنا والأمور الحياتية يحدث فيها النقص والتقصير والخلل والعجز والكسل لطبيعة الإنسان.
ومن المعروف ان كل إنسان له شخصية ولديه مبادئ ونظريات ومفهومه للحياة، فلكل شخص مكونات الشخصية الخاصة به واستعداداتها النفسية والجسدية. ولذلك، يقال إن للناس أمزجة مختلفة، منهم العادي، ومنهم العصبي، ومنهم الودود، ومنهم العنيد وغير ذلك. كم مختلف الطبائع والرغبات تقتضى سنة الحياة أن يتعامل الناس بعضهم لبعض ومن هنا وممكن أن ينشأ عن التعامل خلافات ومشاكل بين الناس، وهنا نقف لنبين أهم القواعد للتعامل مع الآخرين.
لذلك، يحكى أن طالب ترك الدرس غاضبا، فلما جاء الليل إلا وباب البيت يطرق، ففتح الطالب وإلا الإمام الشافعى أمامه. فقال الإمام للطالب تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة.
فقال له كسب القلوب أهم من كسب المواقف، لا تهدم الجسور التي بنيتها ربما تحتاجها يوما ما. وإذا جاءك المهموم أنصت وإذا جاءك المحتاج أنفع وإذا جاءك المعتذر أفصح.
إكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ، أنتقد القول لكن أحترم القائل.
ومن أهم هذه القواعد والأخلاقيات التي يجب ان نتحلى بها حلق التغافل والتجاهل ونجد في هذا الخلق صفة وحلق كريم وجث عليه في القرأن الكريم والكثير من الآيات القرآنية قوله تعالى «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» ومن أسماء الله الحسنى «العفو» وهو كثير العفو والصفح إلى ما نهاية. فلولا عفو الله سبحانه وتعالى لهلك أهل الأرض جميعا لكثرة معاصيهم وذنوبهم ليلا ونهاراً.
ولذلك، يجب علينا التحلى بهذا الخلق لأن الحياة الحالية بما فيها من ضغوطات تحتاج إلى التغافل والتجاهل، نتجاهل أشخاص، نتجاهل مواقف، نتجاهل أحداث نتجاهل أفعال، نتجاهل أقوال. غالبا ما نضخم الأمور ونضعها في غير موضعها وأغلب المشاكل التي تحدث بين الناس أو بين الأصدقاء أو بين الأقارب بسبب عدم التغافل والتسامح.
وكما أمرنا الله والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن نتحلى بهذا الخلق العظيم وأن نبتعد عن تتبع الزلات وتصيد أخطاء الآخرين وعثراتهم. ولذلك، نجد التغافل هو غض البصر عن أخطاء الآخرين ورغبة منا بتجاوز الهفوات والزلات بهدف التسامح والعفو والصفح.
ولا يعتبر التغافل ضعفاً أو غباءً من المتغافل ولكنه تواضعاً منه وبعد نظر وحكمة فى التعامل مع مختلف المواقف والظروف والأشخاص، يكون المتغافل شخص مدركاً للمشكلة وعواقب الأمور ومدركاً للأخطاء وما ينتج عنها من اضرار للفرد أو الغير.
ذلك ليس بعيداً عن الواقع أن تدع مجالاً للمحبة والسمعة الطبية والذكريات الجميلة التى جمعتهم يوماً من الأيام حتى لو انتهت العلاقة بين البعض لأى سبب من الأسباب. من الجميل أن يستمر بيننا الود والذكرى الطيبة بين الناس لعل مناسبة أو موقف يجمعهما.
Abuazzam888@live.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *