طارق العلي لـ”اليوم”: سعيد بالعودة لجمهوري السعودي.. وأنتظركم في مسرحية “المايسترو”

أكد الفنان الكويتي طارق العلي أهمية تفعيل الدور الاجتماعي للفنان ومشاركته في القضايا المجتمعية، مشيرًا إلى أن حضوره لدعم حملات التوعية بمرض سرطان الثدي يأتي من منطلق هذه المسؤولية.

وأشاد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية للحملة ودعمه الدائم لأبناء وبنات الوطن، موضحًا أن وجود شخصيات فنية وعامة محبوبة لدى الناس يسهم في إيصال الرسائل التوعوية بشكل أوسع، مشددًا على الدور الكبير للإعلام في نشر ثقافة الفحص المبكر لمختلف الأمراض.

وثمّن العلي النقلة النوعية التي يشهدها قطاع الترفيه في المملكة بقيادة هيئة الترفيه والمستشار تركي آل الشيخ، وجهود وزارة الثقافة في إثراء الساحة الفنية، وأثنى على رعاية الأمير سعود بن نايف للثقافة في المنطقة الشرقية التي تحمل مكانة خاصة لديه، واصفًا إياه بأنه راعٍ للثقافة وحافظ لتراثها، وإلى نص الحوار:

بدايةً، ما الذي يمثله لك الحضور والمشاركة في فعاليات اجتماعية وإنسانية كدعم حملة التوعية بسرطان الثدي؟

وجودي هنا ينبع من قناعة راسخة بأن للفنان دورًا يتجاوز حدود المسرح والشاشة، فالفنان يمتلك جانبًا اجتماعيًا مهمًا جدًا، ومن واجبه تفعيله لخدمة مجتمعه، فالشهرة التي يمنحنا إياها الجمهور هي أمانة ومسؤولية، وأفضل طريقة لرد هذا الجميل هي تسخيرها في دعم القضايا الإنسانية، لذلك، أعتبر حضوري ودعمي لهذه الحملة واجبًا إنسانيًا قبل أي شيء آخر، وهو جزء من رسالتي كفنان عربي وخليجي.

كيف يمكن لشخصية عامة أن تسهم بشكل فعال في زيادة الوعي بقضايا صحية دقيقة مثل الفحص المبكر؟

التأثير يأتي من المحبة والثقة، عندما يتحدث فنان أو شخصية عامة يحبها الناس عن قضية ما، فإن الرسالة تصل بشكل أسرع وأعمق، فالناس تستمع لمن تحب، ومشاركتنا تكسر حاجز الخوف أو التردد الذي قد يشعر به البعض تجاه هذه المواضيع.

ونحن نساهم في تحويل الحديث عن أمراض مثل السرطان من موضوع يُخشى الخوض فيه إلى نقاش عام وإيجابي يركز على الوقاية والنجاة، وإذا كان حضوري سيشجع سيدة واحدة فقط على إجراء الفحص المبكر، فأنا أعتبر ذلك نجاحًا كبيرًا وهدفًا ساميًا قد تحقق.

برأيك، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق الإعلام والفنانين في نشر الثقافة الصحية؟

المسؤولية ضخمة ومشتركة، فالإعلام اليوم هو الأداة الأقوى في تشكيل الوعي العام، والفنانون هم جزء من هذه المنظومة الإعلامية، وعلينا أن نعمل معًا لنشر ثقافة الحياة الصحية، والتي تشمل الفحص المبكر، ليس فقط لسرطان الثدي، بل لجميع الأمراض.

ويجب أن ننتج محتوىً إعلاميًا وفنيًا بسيطًا ومباشرًا يشرح أهمية الوقاية ويقدم المعلومة بطريقة جذابة، وهذه الحملات ليست مجرد إعلانات، بل هي مشاريع إنقاذ حياة، ودورنا هو أن نكون الجسر الذي يصل بين المعلومة الطبية والجمهور الواسع.

كيف ترى أثر دعم القيادة في المنطقة الشرقية للمبادرات المجتمعية والثقافية؟

دعم القيادة هو حجر الزاوية لنجاح أي مبادرة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، هو شخصية كريمة ورائعة، وأياديه البيضاء ممتدة دائمًا لدعم أبناء وبنات هذا الوطن، ورعايته الكريمة لهذه الحملة تمنحها ثقلاً وقوة وتؤكد على أن صحة المواطن هي أولوية قصوى.

وهذا الدعم ليس غريبًا على سموه، فهو ”راعي ثقافة“ وداعم لكل ما فيه خير للمنطقة وأهلها، وهذا الاهتمام الرسمي يلهم الجميع، من مؤسسات وأفراد، للمشاركة والعطاء.

للمنطقة الشرقية مكانة خاصة في مسيرتكم الفنية. هل لك أن تحدثنا عن ذكرياتك فيها؟

الشرقية لها في القلب مكانة طيبة جدًا، ما زلت أتذكر عروضنا المسرحية هنا والتفاعل الجميل والحضور الكبير من أهلها الذواقين للفن، كانت دائمًا محطة رئيسية لنا.

واليوم، أرى بوضوح أن المشهد الفني في الشرقية يشهد حراكًا كبيرًا، فهي منبع للكثير من الفنون والمسرحيات والمواهب، وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الثقافة والفنون في المملكة عمومًا، أعتقد أن الشرقية مرشحة لتكون منارة فنية أكثر إشراقًا في المستقبل القريب.

كيف تنظرون إلى النقلة النوعية التي أحدثتها هيئة الترفيه في المشهد الفني السعودي؟

ما يحدث في المملكة اليوم هو شيء تاريخي ومفخرة لنا جميعًا كخليجيين وعرب، هيئة الترفيه، بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، قامت بجهود جبارة وعملت على تحقيق نقلة نوعية هائلة في صناعة الترفيه والسياحة، منها استقطاب أهم الفعاليات الفنية والرياضية العالمية، ودعم الإنتاج المحلي، وتوفير خيارات ترفيهية متنوعة لكل أفراد المجتمع، كل هذا خلق حراكًا اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا غير مسبوق، وهذا العمل الكبير فتح الأبواب لنا كفنانين للتواجد بشكل أكبر وتقديم أعمالنا لجمهورنا الحبيب في المملكة.

أعلنت عن مسرحية ”المايسترو“ قريبًا في الرياض، ما الذي يمكن للجمهور أن يتوقعه من هذا العمل؟

نعم، في نهاية هذا الشهر سنقدم مسرحية ”المايسترو“ في الرياض، وهي من فعاليات هيئة الترفيه، هي عمل كوميدي اجتماعي يحمل في طياته رسائل وقضايا نناقشها بأسلوبنا المعتاد القائم على الكوميديا والمواقف الطريفة، ونتمنى أن نقدم وجبة فنية دسمة وممتعة لجمهورنا في الرياض وكل من سيحضر من مختلف مناطق المملكة، ونحن متحمسون جدًا لهذا العرض ونشكر هيئة الترفيه على دعمها وثقتها.

مع اقتراب الموسم الرمضاني، ما رأيك في تغير خريطة الإنتاج الدرامي التي لم تعد تقتصر على رمضان؟

في الماضي، كان الجميع يعمل من أجل شهر واحد في السنة وهو رمضان، أما الآن، المعادلة تغيرت تمامًا، أصبحنا نصور أعمالًا على مدار العام، ”قبل رمضان وبعد رمضان وفي رمضان،“ وهذا شيء صحي جدًا للصناعة الفنية، لأنه يمنحنا وقتًا أطول للتحضير والتصوير ويخلق استمرارية في العمل.

وحاليًا، هناك عمل معروض عليّ للدراسة، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، والأهم بالنسبة لي هو النص الجيد والفكرة المبتكرة التي سأقدم من خلالها شيئًا جديدًا للجمهور.

في ظل هذا الحراك الفني الكبير في المملكة، هل تفكرون في تعاون فني مشترك؟

بالتأكيد، هذا يشرفني جدًا، فالمملكة أصبحت بيئة جاذبة ومثالية للإنتاج الفني، بفضل الدعم اللامحدود وتوفر الكفاءات والمواهب السعودية الشابة والمبدعة في كل مجالات الصناعة الفنية، من تمثيل وإخراج وكتابة وفنيين.

والسوق السعودي سوق كبير وواعد، والعمل فيه ومع فنانيه وفناناته مكسب كبير، وأتطلع بشغف لفرصة تعاون حقيقية ومثمرة في المستقبل القريب.

كيف تصفون تفاعل الجمهور السعودي مع أعمالكم على مر السنين؟

الجمهور السعودي جمهور ذواق، محب للفن، وكريم في تشجيعه، وعلاقتي بهذا الجمهور الرائع ممتدة لسنوات طويلة، وفي كل مرة ألتقي بهم أشعر بنفس المحبة والتقدير، فتفاعلهم في المسرح لا يضاهى، ومتابعتهم لأعمالي التلفزيونية دائمًا ما تكون مصدر سعادة وفخر لي، وهذا الحب هو الوقود الذي يدفعني للاستمرار وتقديم الأفضل دائمًا.

ما هي أكثر التطورات التي لفتت انتباهكم في المملكة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي؟

ما يلفت الانتباه هو سرعة التطور والإنجاز والطموح الكبير الذي لا حدود له، وهناك طاقة إيجابية هائلة في كل مكان، ورغبة حقيقية في بناء مستقبل مشرق، والانفتاح على الثقافات العالمية مع الحفاظ على الهوية السعودية الأصيلة هو معادلة رائعة، ورؤية الشباب السعودي وهو يقود هذا التغيير في كافة المجالات، خاصة في الفن والثقافة والترفيه، هو أمر يبعث على التفاؤل والفخر الشديد.

أخيرًا، كلمة توجهونها لجمهوركم في المملكة عبر هذا اللقاء.

أقول لجمهوري الحبيب في المملكة، أنتم الأهل والسند، ومحبتكم تاج على رأسي. أنا سعيد وفخور بكل ما تحققه المملكة من إنجازات عظيمة، وسعيد بكوني جزءًا ولو بسيطًا من هذا المشهد الفني المزدهر. أعدكم بأن أظل أسعى لتقديم أعمال تليق بذائقتكم الراقية وترسم البسمة على وجوهكم. أدعو الله أن يحفظ هذا البلد المعطاء، قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليه نعمة الأمن والازدهار. وأدعوكم جميعًا لحضور مسرحيتنا القادمة في الرياض، فوُجودكم هو نجاحنا الحقيقي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *