كل عام ونحن نحتفل باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهو ذكرى توحيد هذه البلاد الغالية على يد الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- لستمر بعد ذلك عهود وعقود من الازدهار والتنمية والتطور والأمن والاستقرار ينعم بها المواطنين حتى هذا العهد الزاهر الميمون.
إن اليوم الوطني ليس مجرد عطلة أو فعاليات؛ إنه فرصة للتأمل فيما وصلنا إليه كأمة، والتفكير في دورنا كمواطنين في بناء المستقبل، وفي يوم الوطن الخامس والتسعين، قررت المشاركة في احتفالات اليوم الوطني التي نظمتها جامعتي، وكان قرارًا مليئًا بالحماس والتجربة الجديدة.
انضممت إلى إحدى المسابقات التي كانت جزءًا من الفعاليات، وكان الهدف منها تعزيز روح التعاون والانتماء بين الطلاب، خلال التحضير، عملت مع زملائي على تجهيز الأفكار والمواد، وكل شخص ساهم بما يستطيع، رأيت روح الفريق والتعاون بشكل مباشر، وكيف يمكن للعمل الجماعي أن يجعل التجربة ممتعة ومليئة بالتعلم.
ما لفت انتباهي حقًا هو الشعور بالفخر والانتماء، بين الألوان الوطنية، والأعلام ترفرف في كل مكان، والابتسامات التي تعكس حماس الجميع، حينها استشعرت أن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل تذكير مستمر بأن كل فرد منا جزء من الوطن، وأن مشاركته، مهما كانت صغيرة، تصنع فرقًا.
وأدركت أن اليوم الوطني ليس مجرد احتفال نمارسه كل عام، بل هو عهدٌ نؤكد فيه التزامنا بالعمل والعطاء، فالوطن لا يكبر بالأغاني والألوان فقط، بل يكبر حين نقرر أن نكون جزءًا من بنائه، كلٌّ من موقعه وبقدر استطاعته.
عدت إلى المنزل ذلك اليوم وأنا أشعر بالفخر والامتنان، ليس فقط للمناسبة الوطنية، بل لكل من ساهم في تنظيم الفعاليات، ولزملائي الذين عملوا معي في المسابقة، واليوم الوطني أصبح بالنسبة لي أكثر من يوم على التقويم؛ أصبح ذكرى تجدد فينا الشعور بالمسؤولية والانتماء، وتذكرنا أن المشاركة والعمل الجماعي يصنع فرقًا حقيقيًا في المجتمع.
asoomgh01@gmail.com