لطالما آمنت أن مهنة التعليم هي من أنبل المهن وأشرفها على مر التاريخ، وهي مهنة الأنبياء الأساسية حيث يبعث الله عباده المصطفين لتعليم البشر دينهم، فالمعلم هو المحطة الأولى، بعد العائلة، في تشكيل وتطوير الفرد الذي يمثل نواة المجتمع وبالتالي هو أحد أهم أسس البناء لتنمية وتطوير أي دولة. والمعلم ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل هو موجه ومربي يتعامل مع طلاب من خلفيات متنوعة وظروف مختلفة، ويشكل أساس بناء الأجيال القادمة.
أننا ندرك أن المعلم يواجه تحديات لا يمكن مقارنتها بتحديات الأب والأم في المنزل، فبينما يتعامل الأهل مع أبنائهم الذين غالباً ما يكونون متشابهين في البيئة والظروف والسلوك، يجد المعلم نفسه في مواجهة طلاب من خلفيات مختلفة ومتنوعة حيث يتعامل مع طيف واسع من الشخصيات والتحديات مع طلاب يأتون من بيئات اجتماعية مختلفة، والذين لديهم مستويات فهم متفاوتة، وظروف شخصية متنوعة وحالات اجتماعية متناقضة عليه أن يضعها في الحسبان كلما هم باداء عمله.
هذا التنوع يفرض على المعلم ضغوطاً أكبر بكثير من مجرد تعليم مادة دراسية. إنه يتطلب منه أن يكون مرشداً وموجهاً وقادراً على فهم احتياجات كل طالب وتلبيتها، وهذا في حد ذاته تحدٍّ كبير. لذا، من الضروري أن نمنح المعلم المساحة والمرونة في ساعات عمله، حتى يستطيع أن يواجه هذه التحديات دون أن يشعر بالإرهاق المفرط أو الضغط الذي قد يؤثر على أدائه وعلى جودة التعليم التي يقدمه.
يجد الآباء والأمهات معاناة جوهرية في التعامل مع أبناءهم ذوي الخلفيات المتشابهة فيما يصطدم المعلم في مجتمع فسيفسائي بتنوعه ذهنياً وفكرياً ومادياً وثقافياً وسلوكياً وغيره يتطلب منه أن يظهر في أداءه بشكل يتناسب مع كل هذا التنوع ليصبح مثقل بدور ريادي وحساس نظراً لاهمية ما يقدمه في بناء شخصيات الطلبة التي تنعكس على المجتمع في نهاية المطاف.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة حزمة من قرارات وزارة التعليم التي تهدف لضبط وتنظيم المشهد التعليمي، وهي قرارات تُقدّر من ناحية الحد من التجاوزات ومن حق الوزارة أن تضع أطر تنظيمية، لكن من المهم أن تراعي حجم التحديات التي يواجهها المعلم وألا تؤدي هذه القرارات إلى مزيد من الضغط قد يؤثر على أداء هذه المهنة النبيلة حيث أن التوازن بين التنظيم والدعم النفسي والمهني للمعلمين هو المفتاح لضمان استمرارهم في أداء رسالتهم على أكمل وجه.
كما التمس من الوزارة والمعنيين بالتشريعات الخاصة بهذه المهنة أن ينظروا للصورة كاملة ولكافة الجوانب دون التركيز على ساعات العمل فقط أو على مدة إجازات المعلمين التي أراها مستحقة وفرصة حقيقية لإعادة شحن هممهم وتجديد طاقتهم وحماسهم الذهني الذي يعد ركيزة أساسية في نجاح نقل رسالتهم ومهنتهم النبيلة.
لذلك، فإني أعتقد أن أي قرار يزيد من عزلته أو يقيد حركته وحريته في الابتكار والتأقلم مع هذه البيئة المتشعبة والمعقدة، بدلاً من حلها، كما ينبغي أن نسلح المعلمين بالدعم النفسي والمادي، وأن نمنحهم الثقة والمساحة الكافية ليبدعوا في أداء رسالتهم، لأن فكرة استثناء المعلم هو في الأساس استثناء لمستقبل أمة بأسرها.
harbimm@gmail.com
البشت.. على حافة التاريخ
لا يعرف متي بدأ الإنسان العربي استخدام الرداء فوق الملابس العربية. إلا أن مصادر السيرة تؤكد جود صناعته في الظهران وفي الأحساء ومنذ زمن النبوة. فقد ورد في كتب السير في حديث أبي موسى أنه كسا في كفارة اليمين ثوبين ظهرانيان ومعقد. والظهراني ثوب يجاء به من الظهران بالمنطقة الشرقية والمعقد هو طراز ونوع يأتي به من هجر. والظهران القديمة على ما يعرف بتقارير الأثريين هي في موقعها الحالي بما اكتشف من آثار. المنطقة الشرقية غنية بتراثها القديم في صناعة لهذه الانسجة ومنذ زمن النبوة.
وها نحن ومنذ ذاك التاريخ وقد اختلف وتغير المكان والزمان واندثرت الظهران القديمة وبقيت الأحساء صامدة بكل شموخ حتى ان صناعتها تطورت وعرف ذاك الثوب القديم من تصميم باسمة المحلي «بشت». وكان الرجال في الأحساء يعتبرونه جزء من زيهم الرسمي اليومي ولا يخرجون دونه، وكذلك النساء بما يلبسونه بما يعرف من عباءة رأس مزينة نعرف بعباءة الرأس. وإن عدنا إلى الماضي القديم لوجدنا أن في زمن سيدنا المسيح -عليه السلام- بما يروى عن ولادته أن كان في زمنه يرتدون تلك الأردية. فهو زي العرب وهو زي المنطقة ومنذ قديم الأزمنة. وقد انتشر تصميم الرداء الأحسائي بما يعرف بالبشت بنوعيه الرجالي والنسائي بكافة أرجاء الجزيرة العربية، فنرى الأحسائي يستوطن بلاد الشام وينقل ذاك التصميم والمواد إليها وكذلك العراق والخليج العربي وكافة أرجاء شبه الجزيرة العربية حتى دعي بمثابة النفط القديم.
ورغم موطنها الأحسائي وتغير أفراده إلا أن هذا النوع من الأردية وتسميته أصبح البشت الزي الرسمي لكافة الخليج العربي وبعض الدول المجاورة. ولبس البشت جزء من الزي التقليدي والثقافي والاجتماعي اليومي للمنطقة، وهو كذلك يمثل الهوية والتراث السعودي ويرتدي في المناسبات الرسمية والخاصة. وقد صدر مؤخرًا قرار ملكي سعودي يلزم فئات معينة بارتداء البشت في ظروف محددة، مثل المحامين والقضاة والوزراء والمسؤولين، وذلك لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ التقاليد.
ورغم تاريخه العريق وقدمه نرى اليوم تقلص استخدامه، فما عاد زيا رسميا يرتدى يوميا للخروج من المنزل أو للمسجد في صلاة الجمعة أو حتى في الأعياد بل وحتى في الأحساء موطنه الأصلي وفي دول الخليج العربي. ففي البحرين على سبيل المثال كما في كافة أنحاء الخليج العربي توقف الناس عن استعمال البشت في مناسباتهم اليومية واحتفالاتهم كما في التقدم للزواج وهو أمر ملحوظ. ونشاهد اليوم في أسواق الخليج الرئيسة كما في الإمارات من بشوت عادية مقلدة رخيصة غير يدوية تباع على أغلى الأثمان أو من محاكاة للبشوت النسائية. وليس هي لوحدها فهو نمط مجتمعي ملاحظ وحتى في دول قطر والكويت وعمان ففيها من تغيير الطباع والعادات أيضا ما شاهدناه من عادات اهل الأحساء.
ومما لا شك فيه ان للإعلام دور كبير في الخليج العربي فقلما تشاهد اليوم استخدام البشت في المسلسلات والأفلام وهي ظاهرة، فقد اختفى البشت من الزي والمشاهد الإعلامية من مسلسلات وأفلام. كذلك هي أيضا تلك الصور من المناسبات الرسمية. ونتمنى ذات يوم أن كل الخليج العربي يحتفي برداء البشت عودا لأصالته وحتى لا يعود مجرد ذكرى فهو جزء منا ومن هويتنا ومن عروبتنا. والخير لا زال بالمجتمع العام وبأهل الخليج لما يمثله هذا الرداء من معاني وقيم ومنذ الأزمنة القديمة.
abuaziz@gmail.com
إرث علمي زاخر للمسلمين
خبر رحيل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، بعد مسيرة علمية ودعوية امتدت لأكثر من نصف قرن. كان خبراً له أثره البالغ ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل في العالم الاسلامي قاطبةً.
حين تم اعلان وفاة سماحة الشيخ، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بإقامة صلاة الغائب على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء – رحمه الله –، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفي جميع مساجد المملكة، كما أدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «حفظه الله»، صلاة الميت على سماحة الشيخ، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.. في مشهدٍ يُجسّد مكانة الشيخ في قلوب القيادة والشعب.
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الذي تولّى منصب الإفتاء خلفًا للشيخ ابن باز، عُرف بصوته الهادئ ومنهجه الوسطي، وكان خطيبًا ليوم عرفة في مسجد نمرة لأكثر من 35 عامًا، وهو أطول من تولّى هذه المهمة في تاريخ الأمة الإسلامية.
ولد الشيخ في الرياض عام 1943م، ونشأ في بيت علم، ورغم فقدانه للبصر في سن مبكرة، أتمّ دراسته في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرّج منها عام 1383هـ، ثم واصل دراسته العليا في الفقه المقارن.
الشيخ «رحمه الله»، ترك إرثًا علميًا زاخرًا من الفتاوى والمحاضرات والمشاركات في المؤتمرات الإسلامية، وكان مرجعًا موثوقًا في القضايا الشرعية المعاصرة، وداعمًا لتعزيز الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف.
رحم الله الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
تسوية في حرب السيادة الرقمية
صفقة إعادة هيكلة عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة لا يمكن قراءتها كـ»نصر أمريكي» خالص، ولا «رضوخ صيني» كامل، بل كخطوة وسطية في صراع أعمق بين القوتين على سيادة البيانات والتكنولوجيا.
الإدارة الأمريكية قدّمت الاتفاق على أنه انتصار لمنطق «السيادة الرقمية»، إذ أُجبرت بايت دانس على تقليص ملكيتها إلى أقل من 20%، وإشراك مستثمرين أمريكيين في الكيان الجديد، مع وعود بإخضاع الخوارزمية لإشراف أمني أمريكي. من هذه الزاوية، واشنطن تؤكد أنها وضعت «جدار حماية» لبيانات 170 مليون مستخدم، ضمن اجراءاتها لحماية الأمن القومي.
لكن الإعلام الصيني صوّر الصفقة كإعادة هيكلة برعاية بايت دانس نفسها، مع استمرار دورها التشغيلي وتأثيرها على الخوارزمية والأنشطة التجارية للتطبيق. هذه الرواية توحي بأن الصين لم تتنازل بالكامل، بل نجحت في الحفاظ على حضورها داخل السوق الأمريكية عبر صيغ قانونية جديدة.
وبين هذا وذاك، تبقى الصورة بشكلها النهائي لم تحسب بعد، ففي الملف الأهم وهو مصير الخوارزمية، لا يعرف إن كانت ستنتقل فعليًا إلى سيطرة أمريكية أم أن بايت دانس ستحتفظ بمفاتيحها الجوهرية؟ فضلاً عن أن التقييم المالي البالغ 14 مليار دولار يُعد أقل بكثير من تقديرات سابقة بين «30–40 مليار بدون الخوارزمية»، ما يوحي إما بتنازلات أو باستثناء أصول مهمة في الصفقة.
«هدنة تكتيكية» قد تصف ما جرى بكشل أدق، كما لو أنها مرحلة جديدة في «حرب السيادة الرقمية» بين واشنطن وبكين، فأمريكا تحاول فرض نموذجها في حماية البيانات والسيطرة على المنصات، بينما تتمسك الصين بنفوذها في منصتها التي ابتكرتها وطورتها مع قدرتها على التكيّف مع مختلف الضغوط.
بعبارة أخرى ما حدث ليس رضوخًا صينيًا مطلقًا ولا نصرًا أمريكيًا نهائيًا، بل تسوية سياسية واقتصادية تعكس توازن قوى عالمي في طور التشكل. إنها إشارة إلى أن الحروب المستقبلية لن تدور حول الأرض والحدود فقط، بل حول السيادة على البيانات والخوارزميات والفضاء الرقمي، حيث لكل شبر من المعلومات قدسية لا تقل عن قدسية الأرض.
في السياسة والعلاقات الدولية في العصر الرقمي تشبه حرمة بيانات المستخدمين لمنصات التواصل، حرمة الأرض في قدسيتها وحرمة المساس بها. وكما أن التعدي على شبر من أرض حدودية يمكن أن يشعل فتيل حرب بين دولتين، فإن بيانات المستخدمين قد تشعل حربًا مشابهة على السيادة الرقمية. هذا ما تجسّده بوضوح أزمة «تيك توك» بين واشنطن وبكين.
waleedalahmmed@yahoo.co.uk
حين تتحول العادات إلى وقود للحياة
في خضم انشغالات الحياة وضجيجها المتواصل، يجد الإنسان نفسه محاطاً بعادات يومية بعضها ينهكه ويستنزف قواه، وبعضها الآخر يعيد له صفاء النفس وقوة العزيمة. والفرق بينهما دقيق لكنه جوهري، فهو ما يحدد مستوى سعادتنا وجودة حياتنا وقدرتنا على الإنجاز.
من أبرز العادات التي تضعف طاقتنا الانشغال بالماضي والغرق في تفاصيله، بدلاً من العيش في الحاضر وصناعة المستقبل. كما أن الفوضى وقلة الحركة تزرع في داخلنا ثقلاً نفسياً وجسدياً، ناهيك عن الإدمان على وسائل التواصل التي تستنزف ساعات طويلة دون فائدة تذكر.
ويضاف إلى ذلك الإفراط في العمل على حساب الراحة، والانغماس في علاقات سلبية تضعف النفس وتشوه الروح. أما الأكل غير الصحي والوجبات السريعة فهي تسلب الجسد حيويته، فيما يضاعف القلق والتوتر المستمر من حالة الاستنزاف، فيصبح الإنسان غريباً عن ذاته مرهقاً حتى في أبسط تفاصيل حياته.
في المقابل، هناك عادات بسيطة لكن أثرها عميق تعيد شحن النفس وتجدد العزيمة. قضاء وقت في أحضان الطبيعة والتمتع بأشعة الشمس ينعش الروح، فيما يمنح التفكير الإيجابي والشجاعة انطلاقة جديدة للحياة.
كذلك فإن شرب الماء والتأمل والحركة والرياضة وتمارين التنفس تعيد للجسد نشاطه، بينما تضفي الصحبة الطيبة والعلاقات الصحية على القلب راحة واطمئناناً. النظام والترتيب والنوم الكافي والطعام المتوازن كلها مفاتيح لحياة متجددة، ويظل تعلم أشياء جديدة باباً مفتوحاً لشغف لا ينتهي.
الحياة ليست مجرد أحداث تمضي، بل هي حصيلة لعاداتنا الصغيرة التي تتكرر يومياً؛ فما نزرعه اليوم من طاقات إيجابية نقطف ثماره غداً في نجاحنا وسعادتنا.
وعلينا أن نحرص دائماً على التفكير الإيجابي.. فالتفكير السلبي مدمر للحياة.
وأختم بحكمة «من أحسن ترتيب عاداته، أحسن ترتيب حياته؛ فالطاقة النفسية ليست هبة تمنح، بل ثمرة تزرع».
فهل نعيد ترتيب عاداتنا من اليوم؟
malhajry1@gmail.com
الأهلي يخسر نصف الأرض!
كان الأمل أن يهدي لاعبو الأهلي الوطن منجزأ قاريا في يوم الوطن الـ»95»، ولكن قدر الله وما شاء فعل خسر الأهلي كأس الإنتركونتيننتال أمام الفريق المصري بيراميدز بثلاثة لهدف على ملعبه «ملعب الإنماء» ووسط جماهيره.
خسر الأهلي بطولة تضاف إلي سجله الشرفي وتؤهله لإكمال طريقة نحو لقب كأس القارات لكن لاعبو الأهلي لم يكونوا في الموعد ولعبوا أسوأ مباراة لهم هذا الموسم وعوامل كثيرة أدت لهذا الظهور الضعيف والمخجل والذي لا يليق ببطل قارة آسيا وبطل السوبر السعودي. بدنيا لم يكن لاعبو الفريق الأهلاوي قادرين على مجارات القوة البدنية للاعبي بيراميدز في مباراة الإفرو آسيوية وخسروا كل الصراعات الثنائية.
أخطاء فردية دفاعية وقع بها أبيانيز ورفاقة المدافعين كلفت فريقهم خسارة اللقب القاري ولكل كان متفق من حضر الملعب ومن تابع عبر التلفاز بعدم أحقية الأهلي لهذا اللقب واستحقاق الفريق المصري له عطفا على ما قدمه من أداء فاجأ به كل المتابعين.
بكل صراحة كان الفريق الأهلاوي منهكا متعبا وأخذت مباراة الكلاسيكو أمام الهلال الدورية الجمعة الماضية منه الجهد الكبير واستنزفت طاقة اللاعبين الذين أنهاروا تمام في الشوط الثاني أمام بيراميدز وكادت تكون النتيجة أكثر من ثلاثة.
وهنا السؤال يوجه من كل الأندية كيف وضع جدول الدوري وما هي الأسس والمعاير التي أعتمدوا علىها في جدولة الدوري وهل من المعقول لفريق مثل الأهلي يلعب أول ثلاث جولات مباريات قوية مع نيوم والاتفاق والهلال ؟.
بينما أجل الاتحاد المصري والاتحاد الأفريقي لكرة القدم مباريات لبيراميدز في دوري نايل المصري ودوري أبطال افريقيا دعما لممثل القارة الإفريقية، بينما وقف الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين موقف المتفرج على استحاق لفريق يمثل الوطن في مشاركة قارية.
بلا شك أن مباراة بيراميدز درس قاسي جدا للأهلاويين وعليهم أن يستفيدوا منه وفي مقدمتهم مدرب الفريق السيد ماتياس يايسله الذي يتحمل الجزء الأكبر من الخسارة لم يكن موفقا في اختيار الطريقة ولا التشكيل المناسب والاعبون لم يظهروا الجدية والإصرار والحماس في الملعب وعليه أن تكون ثلاثية بيراميدز وحزن جماهيرهم أمام أنظارهم خلال هذا الموسم وأن يجعلوا من تلك الهزيمة الوقود الذي يحترق على المستطيل الأحضر وأن يكون هدفهم الأول الدوري وكأس النحبة الآسيوية ويقدموها اعتذار للجماهير التي غادرت الملعب وهي حزينة في ليله فرحة الوطن.
الأهلي لعب مباراته الدورية الرابعة أمام الحزم في القصيم بعد 72 ساعة من إنتهاء مباراته القارية، ولن نبالغ إذا ما قلنا بأن الأهلي أكثر الفرق المحلية التي لعبت مباريات قوية جدا في بداية الاستعداد للموسم طويل وشاق والذي تكون عادة لياقة اللاعبين لم تصل للدرجة المطلوبة لخوض مباريات تنافسية لعب أمام القادسية والنصر في السوبر ونيوم والاتفاق والهلال في الدوري وبيراميدز في نهائي كأس الإنتركونتيننتال.
altayyarikhaled@gmail.com
روحنا في مطاراتنا
مع بداية موسم جديد، وبعد أن عاد أبناء الوطن من أسفارهم واستقروا في أعمالهم ودراستهم، تبقى المطارات شاهدة على حكايات السفر والتنقل. فالبعض اختار الناقل الوطني، فيما فضّل آخرون المرور عبر مطارات خليجية شقيقة ومجاورة. لكن السفر ـ في جوهره ـ ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل هو مدرسة مفتوحة للتجارب والملاحظات. فأنت تتعلم، وتدوّن، وتلتقط بعينيك مشاهد قد لا تُنسى.
المطار.. هوية وثقافة قبل أن يكون ممراً.من أبرز ما لفت نظري في أسفاري عبر عدد من المطارات العالمية، هو ذلك الحضور الطاغي للمنتج المحلي لتلك الدول، حيث يتحول إلى جزء من هوية المطار نفسه.
في أحد المطارات، وجدت فاكهة المانجا وقد تحولت إلى متاجر نابضة بالحياة داخل صالات السفر، لتشكّل حركة اقتصادية، وتعكس صورة ثقافية للبلد أمام المسافرين. مشهد بسيط في ظاهره، لكنه عميق الدلالة: المطار هنا لا يكتفي بأن يكون بوابة عبور، بل نافذة تعرّفك على ثقافة وهوية المكان.
وهذا ما تؤكده الدراسات الأكاديمية، حيث يشير الباحثان البريطانيان Halpern & Graham (2016) في كتابهما The Routledge Companion to Air Transport Management إلى أن الأنشطة غير الملاحية «مثل المتاجر، المطاعم، الإعلانات، المواقف» تشكّل في كثير من المطارات ما يقارب 50% من الإيرادات، وهو ما يحول المطار من مجرد نقطة عبور إلى مركز تجاري وخدمي متكامل.
في المملكة، لدينا ثروة من المنتجات الزراعية والموسمية التي أصبحت هوية وعلامة وطنية عالمية. فمثلاً التمور، مهرجان التمور في الأحساء وبريدة يضع المملكة في صدارة دول إنتاج وتصدير التمور. اللومي الحساوي، منتج فريد ارتبط بالمنطقة الشرقية وحُفظت قيمته من خلال مهرجان خاص. الورد الطائفي، تحوّل إلى صناعة عطرية فاخرة وصلت إلى العالم. نعناع المدينة، برائحته الزكية وقيمته التراثية بات شاهداً حياً على عراقة الأرض وكرمها، وركيزة من ركائز الهوية الزراعية في طيبة الطيبة. زيتون الجوف وذهبها الأخضر، مانجو جيزان بألوانه الزاهية ونكهته المميزة، القهوة السعودية برائحتها العطرة وأصالتها، والتي بات صندوق الاستثمارات العامة يستهدف من خلال الشركة السعودية للقهوة استثمارًا يقارب 320 مليون دولار «1.2 مليار ريال» خلال العشر سنوات المقبلة لتعزيز مكانة المملكة في هذا القطاع.
هذه المنتجات ليست مجرد محاصيل، بل قصص نجاح وطنية تحمل معها فرصاً استثمارية هائلة. ولا تقتصر القيمة على المنتجات الطازجة فقط، بل يمكن للمطارات أن تصبح منصات لعرض الصناعات التحويلية الغذائية وكل ما ارتبط بها بدءاً من عبوات التمور الفاخرة وهدايا العيد إلى عطور الورد الطائفي ومنتجاته التجميلية. ومن مشروبات اللومي الطبيعية إلى الحلويات المبتكرة من المانجو والتمور والليمون والرمان وغيرها من منتجاتنا المحلية.
بهذا الشكل، يتحوّل المطار إلى واجهة اقتصادية وثقافية، ويصبح كل متجر قصة نجاح لرائد أعمال محلي أو علامة تجارية محلية، وكل تجربة شراء، إعلانًا مجانيًا عن هوية المملكة.
اليوم، مع رؤية السعودية 2030 وتنامي السياحة الدولية والداخلية، أصبحت مطاراتنا هي أول انطباع وآخر ذكرى يحملها الزائر. وإذا كانت المطارات العالمية قد نجحت في إبراز هوياتها عبر منتجاتها المحلية، فإن المملكة تمتلك مخزونًا أعمق وأغنى وإرثًا هائلًا يمكن أن يحوّل مطاراتنا إلى أسواق عالمية مصغّرة، تحكي قصة الأرض والإنسان، وتفتح أسواقًا جديدة للمنتج المحلي.
ختاماً, إن «روحنا في مطاراتنا» ليست مجرد شعار، بل مشروع وطني متكامل لعلامة تجارية تحمل شعار صُنع في السعودية. مشروع يمكنه أن يصنع فارقًا اقتصاديًا وثقافيًا، ويخلق العديد من فرص العمل لأبنائنا وبناتنا ويجعل من كل مطار سعودي منصة تسويق عالمي تروي للعالم قصة المملكة وهويتها.
aalmaghlouth@gmail.com
نومك قد يقلل من إنتاجك!
النوم.. هذه الحالة نعيشها كل يوم ويفترض أن أوقاتها محددة ما لم يؤثر على ذلك عوامل ترتبط بطبيعة جدول حياتنا اليومية وعملنا وصحتنا.. علمياً النوم هو ما يعرفه المختصون بأنه حاجة بيولوجية أساسية وضرورية للصحة الجسدية والعقلية، حيث يسمح للجسم والعقل بالراحة والتعافي وإصلاح الأنسجة، بينما يقوم المخ بمعالجة المعلومات وتشكيل الذكريات. يحتاج معظم البالغين إلى 7 ساعات أو أكثر من النوم الجيد ليلاً للحفاظ على الصحة العامة وتحسين الانتباه والذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن تحسين جودة النوم عن طريق الالتزام بجدول نوم منتظم، وخلق بيئة نوم مريحة، وتجنب الكافيين والطعام الثقيل قبل النوم، وممارسة الرياضة بانتظام في وقت مبكر من اليوم.
ولكن بعيداً عن هذه التعريفات.. النوم ليس فقط راحة الجسد، بل الطريق الموصل للنجاح، وعملية ضرورية تمنح العقل والجسد فرصة للتجدد، ومصدر للطاقة والحيوية، ومع الانشغال بالمهمات اليومية لساعات متأخرة، قد يُشغل الفرد ولا يحظى بقسط من الراحة، ثم ينام لساعات قليلة ويعود إلى العمل بجسد وعقل مشتت، وقد يعود سلباً عليه، حيث ستقل الإنتاجية، ومن ثم ينخفض دخل الفرد أو المؤسسة.
إن التهاون بالنوم قد يسبب العديد من المشكلات، إذ يؤثر في الصحة الجسدية، ويضعف المناعة، ويقل التركيز، ويزيد من الإصابة بالاكتئاب والقلق، وقد أشارت دراسة بعنوان «العلاقة بين مؤشرات جودة النوم والقدرة على اتخاذ القرار لدى الراشدين…»: إلى أن الافراد الذين يعانون نقص في جودة النوم أقل قدرة على صنع القرار واتخاذه، أي أن الفرد قد يكون غير قادر على اتخاذ القرارات الصائبة، ويكون تحت تأثير العاطفة وتكون استجابته للمهام أقل فعالية.
لذلك، يعد النوم ضرورياً للعقل والجسد، ويجب على الفرد أن يدرك أهميته وتأثيره فيه، ونيل قسط كافي من النوم، فالشخص البالغ يحتاج نحو سبع ساعات يومياً من النوم.
ولحياة أكثر إنتاجية وصحية، يجب معرفة كيفية تنظيم نومك، والبعد عن أي مسببات للأرق والتي تقلل من جودة النوم، البعد عن مشروبات التي تسبب الأرق، مثل: القهوة، والشاي، وكذلك الشوكولا لاحتوائها للكافين، ووفقاً لإرشادات وزارة الصحة السعودية لتحسين جودة النوم، فإن من أبرز النصائح: أولًا، الالتزام بوقت محدد للنوم والاستيقاظ، ثانيًا، خلق بيئة نوم مريحة، وباردة، ومظلمة، وهادئة، ثالثًا، تجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم، رابعًا، ممارسة الرياضة بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم، خامسًا، تجنب الذهاب إلى السرير عند عدم الشعور بالنعاس، سادسًا وأخيرًا، تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة ٣ مساءً.
إن النوم احتياج ليس رفاهية، وسلاح يحميك من الأمراض والصراعات النفسية، ويجعلك أكثر إشراقًا وإنتاجية، اجعل جسدك يرتاح ولا تقسو على نفسك بكثرة الأعمال، نظم وقتك، واجعل للنوم أهمية في حياتك، واعلم أن لا نجاح لمن لا نوم له.
rahaf_hassan1@hotmail.com
الاستثمارات التنموية في المنطقة الشرقية
التنمية المستدامة هدف استراتيجي في جميع الاقتصادات، ولدينا في المملكة رؤية طموحة تمضي في تحقيق المستهدفات بوتيرة تصاعدية متوازنة تقودنا إلى التنوع والشمولية في جميع المناطق ما يعزز النمو والناتج المحلي الإجمالي ودعم الاقتصاد الكلي لأن المشاريع التنموية تسهم في تأسيس بنية تحتية واسعة تتحقق معها كثير من المكاسب التي تتعلق بازدهار القطاعات ونشاطها وحيوية الإنتاج والخدمات.
في هذا الإطار تُعد المنطقة الشرقية مركزا مهما للصناعات والخدمات اللوجستية ولها تأثيرها الفعال في الاقتصاد الوطني، وقدراتها الكبيرة في جذب الاستثمارات، ولتحقيق مزيد من المكاسب التنموية فإنها وخلال هذا الأسبوع شهدت إطلاق استثمارات تتجاوز 28.8 مليار ريال، وذلك من خلال البدء في تنفيذ 122 مشروعا جديدا في قطاعات المياه والبيئة والزراعة، تسهم في تعزيز الاستدامة ورفع كفاءة الخدمات.
تتنوع تلك المشاريع التنموية حيث تشمل إنشاء محطات للمياه، وتطوير الخدمات البيئية، وتحسين جودة البنية التحتية لمواكبة النمو السكاني والاقتصادي السريع في المنطقة، إلى جانب العمل على تدشين مشاريع مائية كبرى، تنفذها منظومة المياه ضمن حزمة مشاريع تنموية تلبي احتياجات النمو السكاني والاقتصادي تشمل «مشروع المليون» في مدينة الجبيل الصناعية، الذي يُعد الأكبر عالميا في مجال تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون متر مكعب يوميا.
وتشمل المشاريع أيضا توسعات في مشاريع الخزن الإستراتيجي وشبكات التوزيع وخطوط النقل، وذلك كله يعني تأسيسا وتطويرا لبنية تحتية متكاملة في منطقة واعدة استثماريا ويمكنها أن تحقق قيمة استثمارية عالية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية، لذلك فإنه ومع استكمال تنفيذ هذه المشاريع، وأغلبها قائم، فإن المنطقة تصبح أكثر إمكانية للذهاب بعيدا في الجانب الاستثماري.
ينمو الاستثمار ويزدهر في بيئات مهيأة وتتمتع ببنية تحتية تواكب متطلبات جودة الحياة وذلك ما يتحقق من خلال هذه المشاريع التي تعتبر عاملا مساعدا كبيرا في التطور والنمو بأحد أكثر مناطق المملكة نموا اقتصاديا وسكانيا، وتتمتع بالعديد من المزايا الاستراتيجية انطلاقا من موقعها الجغرافي والحضاري وإرثها التاريخي العريق، وهي بوابة اقتصادية كبيرة من خلال موانئها وسواحلها الأطول على الخليج إلى آسيا والعالم ما يجعلها ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بتطوير وتطور الاستثمارات في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية.
meshary56@hotmail.com
التطبع يغلب الطبع
يروى أن ضفدعاً كان يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعد أن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله، فلمح عقرباً يقف حائراً على أحد الصخور، قال العقرب للضفدع: يا صاحبي ألا تعمل معروفاً وتحملني على ظهرك لتعبر بي إلى اليابس فإني لا أجيد العوم، ابتسم الضفدع ساخراً وقال : كيف أحملك على ظهري أيها العقرب وأنت من طبعك اللسع؟ قال العقرب في جدية: أنا ألسعك؟! كيف وأنت تحملني على ظهرك، فإذا لدغتك مت في حينك وغرقت وغرقت معك؟!
تردد الضفدع قليلاً وقال: كلامك معقول ولكني أخشى أن تنسى. قال العقرب: كيف؟ إن كنت سأنسى المعروف، فهل أنسى أني معرض للموت؟ بدت القناعة على الضفدع بسبب لهجة العقرب الصادقة، فاقترب وقفز العقرب على ظهره وسار الضفدع، وفي وسط النهر تحركت أطراف العقرب في قلق، وتوجس الضفدع شرًا، فقال للعقرب في ريبة: ماذا بك؟ قال العقرب في تردد وقلق: لا أدري، شيء يتحرك في صدري.
زاد الضفدع من سرعته عوماً وقفزاً في الماء، وإذا به يستشعر لسعة قوية في ظهره، فتخور قواه بعد أن سرى سم العقرب في جسده، وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع إلى العقرب في أسى، فقال العقرب في حزن شديد قبل أن يبتلعه الماء: اعذرني يا صاحبي فإن الطبع غلاب.
تستغل مثل هذه القصة في إثبات عدم إمكانية التغير، لأن الطبع يغلب التطبع بينما الحقيقة أن كل إنسان يمكنه التغير بالمحاولة. ليس شيء عولج إلا نفع وإن كان ضاراً، ولا شيء أهمل إلا ضر وإن كان نافعاً.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه»، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يسأل ربه: اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت.
وقد قال الإمام الغزالي رحمه الله: ‹لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حسنوا أخلاقكم] . وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد.
إذن توكل وتغير ولا تستسلم لما تظنه قدرك.
aldabaan@hotmail.com