كلمات

الكلمات التي تخرج بصورها المختلفة من أحاديث وحوارات يومية بين البشر تبنى على عدة مقاييس وتختلف بحسب اختلاف ثقافة المتحدث والموضوع الذي يتناوله وأسلوبه في الطرح وإيصال المعلومات للطرف الآخر.. وتجد إن بعض الناس،يلُتُّ، الكلام لتًّا ويعجنه عجنًا، فتُصاب أثناء حديثه بالدوار والأسقام، فلا أنت حدَّدتَ مشكلته معك، ولا هو كان صريحًا فأفحمك!! واللتُّ كما تقول المعاجم: «من لتّ الشَّخْصُ»: تكلَّم كثيرًا دون فائدة، ويقال: «فلان يَلُتُّ ويَعْجِن»: إذا كان ثرثارًا يُبْدئ ويُعيدُ فيما يقول- أكثر من اللَّتّ والعَجْن في الموضوع نفسه.
وأسباب اللتّ كثيرة، منها الهروب من المواجهة والأفكار المباشرة لليقين الداخلي بأنه لا مشكلة أصلًا يمكن تحديدها أو تكون بمبدأ «خذوهم بالصوت»؛ لأن اللتّ قد يصاحبه صوت عالٍ يهدف لإسكات الخصم إسكات التهدئة وليس الاقتناع بالحديث، ويمكن أن يكون سمة في الأشخاص ذوي «النفَس الطويل»، فحتى يوصلوا الفكرة المُرادة يمرُّون في طريقهم لأميال من المسافات والمطبات والطرق والإشارات!
ولعل اللتَّ قد يصدر من نمَّام أو «مشكلجي» يحاول أن يوقعك بمصيبة!
وقد يكون الطحن داخليًّا ذاتيًّا يُصاب معه الشخص بالوسواس فيتوهم ما لا يحصل، وربما يكون «الّلتّات» الحقيقي هو شيطانه الكامن في داخله، فهو يوسوس ويزيّن ما لا يحمد حتى يقوده للجرائم والسجون، وكم في السجون من طاحن لنفسه ولاتّ!
بالنهاية.. لا تخرج عن السياق بكثرة اللت والعجن بل كن واضحا بسيطا منطقيا في الطرح لتجد من يصغي لك ويجد من حديثك ما يفيد.
gan_eah@hotmail.com

جائزة أفضل حضور «عطلة»

تغليظ العقوبة ليس أسلوبا ناجحاً على الدوام لعلاج المشكلات، خاصة ما يتعلق منها بسلوك الأطفال الذي يتأثر بالجوانب النفسية والحالة الصحية والظروف الأسرية. لذا، يفترض أن تكون المؤشرات البحثية والعلمية هي الأساس في اختيار الأسلوب الأمثل لتقويم سلوكهم.
غياب الأطفال في المدارس يعد مشكلة عالمية، خصوصاً في الأسبوع الذي يسبق الإجازات الرسمية. ومع ذلك لا ييدو أن هناك حلا سحرياً أثبت كفاءته في محاصرة الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت بشكل لافت في أعقاب جائحة كرورنا التي أرغب فيها الأطفتال على الدوام منازلهم.
في بريطانيا تغرم السلطات العائلات لغياب أطفالها دون عذر، 80 جنيها استرلياُ «405 ريال سعودي»، إذا بلغ عدد أيام الغياب للطفل 5 أيام للمرة الأولى تتضاعف قيمتها إلى 180 جنيه «813 ريال» إذا لم تسدد خلال 21 يوم أو إذا تكررت لمرة ثانية، في حين تغلظ العقوب ضد الغياب للمرة الثالثة لتشمل إجراءات أخرى مثل المقاضاة والمثول أمام المحكمة التي قد تصل عقوبتها إلى غرامة تصل إلى 2500 جنيه «12600 ريال». ومع أن العقوبات المالية تطبق في بريطانيا منذ العام 2013، إلا أن حالات الغياب تتضاعف، وارتفعت «غرامات الغياب المدرسي إلى 443 ألف، وفقًا لوزارة التعليم، للعام 2023-2024، بما يفوق العام السابق بنسبة 24% وأعلى بثلاث مرات من أرقام العام الدراسي 2016-2017.
وفي السعودية أعلنت وزارة التعليم عن إجراءات مشددة للعالم الدراسي الجديد تشمل الحرمان من الانتقال إلى السنة التالية إذا تجاوز غياب الطالب 10% من أيام العام الدراسي. والحقيقة أنني لست متفائل بهذه الإجراءات القاسية، التي يسهل التنبؤ بحجم أثرها السلبي العميق على نفسية الأطفال الذين سيحرمون من مرافقة أصدقائهم وزملائهم إلى السنة التالية.
«بي بي سي» نشرت تقريرا مميزا مع بداية العام الحالي عن هذا الملف، وأشارت فيه إلى أرقام ذات دلالة إحصائية مفيدة عن الأسبوع الأول في الدراسة، مثل «أكثر من 50% التلاميذ الذين غابوا عن بعض الأسبوع الأول أصبحوا غائبين بشكل مستمر» في عام 2024، مقارنة بنحو 14% فقط من التلاميذ الذين حضروا بالكامل في الأسبوع الأول. كاشفاً أن الغياب يعود في حالات عدة إلى حرص الأهالي على تجنب الأسعار المضاعفة لتذاكر السفر والفنادق في أوقات الإجازات.
وهنا يبرز سؤال، لماذا لا تستبدل الترهيب بالترغيب، ليكون هناك جائزة عبارة عن عطلة مدفوعة القيمة للطفل وعائلته الذين سجلواً أفضل حضور مدرسي طوال العام.
waleedalahmmed@yahoo.co.uk

النفط والطاقة المتجددة.. تحالف المستقبل

يعتقد الكثير أن النفط في طريقه إلى النفاد في المستقبل القريب، وأن ما تبقى له هو سنوات قليلة فقط، وذلك بسبب التطور وتنوع مصادر الطاقة في الوقت الحاضر مع تقدم الطاقة المتجددة. لكن الحقيقة العلمية والعملية تختلف تمامًا؛ فالنفط سيبقى جزءًا من حياتنا اليومية واقتصادنا لعقود قادمة.
لقد أسهمت التطورات الحديثة في خلق تقنيات متقدمة لاستخراج النفط، مما مكّن من إنتاج كميات أكبر وبكفاءة أعلى، بل وأسهم في إطالة عمر الحقول النفطية لسنوات إضافية. هذه التطورات تنفي تمامًا ما يُشاع عن قرب انتهاء مخزون النفط في المستقبل القريب.
ورغم التوجه نحو البحث عن مصادر طاقة بديلة وتطور الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح، فإن النفط ليس مقتصرًا على كونه مصدرًا للطاقة فقط، بل يدخل في صناعات حيوية متعددة. فهو يُستخدم في إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة الأدوية مثل الكحول الطبي، كما ساهم في قطاع الأغذية من خلال إنتاج الأسمدة والمبيدات التي تساعد على زيادة المحاصيل وتحسين نموها.
ويمتد دور النفط إلى صناعة الملابس عبر إنتاج بعض أنواع الأقمشة والأحذية، فضلًا عن دخوله في أدوات التنظيف مثل مزيلات البقع والصوابين، وحتى في الإطارات ومواد تصنيع السيارات.
في النهاية، لا يمكن إنكار الدور المتنامي للطاقة المتجددة، فهي تدعم تنوع مصادر الطاقة وتُعتبر صديقة للبيئة. ومع ذلك، فإن النفط لن يختفي قريبًا، بل سيظل حاضرًا إلى جانب الطاقة المتجددة التي تتوسع لتأخذ مكانها بجانبه. فالمستقبل ليس صراعًا بين النفط والطاقة المتجددة، وإنما شراكة ذكية تضمن للعالم أمنًا واستقرارًا في مجال الطاقة.
إن الأهمية الحقيقية تكمن في الدمج بين قدرة النفط على إنتاج الطاقة واستخداماته الصناعية المتعددة، وبين ما تقدمه الطاقة المتجددة من حلول مستدامة تدعم مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
shadalmrh59@gmail.com

المستقبل الجامعي بين طموح الآباء وإمكانات الأبناء

يتمنى أولياء الأمور رؤية أبنائهم وبناتهم في أعلى المناصب حيث يبدأ المسار الصحيح للمراتب العالية باختيار التخصص الأكاديمي المناسب ويعتبر إكمال المسيرة التعليمية الجامعية مرحلة مهمة في حياة الفرد حيث يتحدد على ضوئها مستقبله الوظيفي، كما أن الخيار الخاطئ للتخصص قد يؤدي إلى عواقب سلبية على المدى الطويل، فمن الضروري أن يتخذ الطالب قرارا مدروسا عند اختيار التخصص الجامعي.
الواجب على الأسرة الأخذ في عين الاعتبار قدرات الابن وميوله وعدم فرض تخصص معين عليه لكي لا يفقد شغف التعلم و الإبداع وكل ما يتطلب منهم تطوير مهاراته وتشجيعه على البحث عن مجال مناسب له بحيث يوافق إمكانياته وقدراته فكما لهم حق الإرشاد والتوجيه له حق الاختيار لكي لا يشعر بالإحباط والتوهان والتشتت بين رغبات أسرته وطموحاته.
الطموح هو المحرك الأساسي لنجاح الإنسان فلا يسعى للنجاح من لا يملك طموحا إلا أن الطموح وحده لا يكفي حيث يتطلب وجود الإمكانيات لتحقيق أهدافه وكذلك الحصول على درجات مرتفعة في التحصيلي والقدرات فهي لها دور كبير في تحدد مساره التعليمي ومن ثم الوظيفي.
ليس كل الطلبة سيصبحون أطباء ومهندسين وضباطا فنظام الحياة تكاملي الطبيب يحتاج ممرضا يساعده والمهندس يطلب عاملا ينفذ ما خطط له ورسمه وذلك بالبناء والتركيب والضابط يحتاج لجندي ينفذ تعليماته وتوجيهاته حيث يكمل كلا منهما الآخر لتحقيق النجاح واستمرار الحياة.
أما من لم يحالفه التوفيق بالقبول في التعليم الجامعي يجب ألا يتوقف في ساحة الراحة بل يسعى لتحقيق أمنياته ويواجه التحديات لرسم مساره الوظيفي فالحياة بها كثير من العقبات وكثير من الفرص والشعار الثابت في كل المواقف الخيرة فيما اختاره الله -عز وجل-.
عموما.. التعليم الجامعي ليس السبيل الوحيد للحصول على وظيفة جيدة إلا أنه يعتبر طريقا معبدا للنجاح ومؤشر للقبول الوظيفي.
sleem-s1s1@hotmail.com
يجب ألا يتوقف في ساحة الراحة بل يسعى لتحقيق أمنياته ويواجه التحديات لرسم مساره الوظيفي

هل تهتم بثقافة طفلك قبل سن المدرسة؟

انطلاقة العام الدراسي الجديد تشهد استئناف رحلة العلم والتعليم لمختلف المراحل والأعمار والتخصصات، وهناك من يخطو خطوته الأولى في هذا المشوار الطويل والشيق والشاق والممتع والمصيري.. الحديث هنا عن الطلبة المستجدين في المدارس بالمراحل التمهيدية ورياض الأطفال والابتدائي.. ولكن السؤال هل المشوار يبدأ فقط من هذه الخطوة؟ والاجابة على هذا السؤال لا يتم اختزالها بالنفي فقط بل يفترض ان نتعرف على أبعادها ومسارتاها التي تؤثر في مستقلهم.
تابعت دراسة نُشرت العام الماضي نمو رضع في عمر 6 أشهر، أظهرت نتائجها أن الأطفال الذين عاشوا في بيئة ثرية ثقافيًا، وتوفرت لهم فرص تعليمية وصحية جيدة، سجلوا نشاطًا دماغيًا أعلى وقدرات معرفية أفضل عند بلوغهم عمر 12 شهرًا مقارنة بأطفال في بيئات أقل.
وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2020، تبيّن أن الأطفال الذين يتلقون دعمًا عاطفيًا وتفاعلات إيجابية من أسرهم في سنوات ما قبل المدرسة، يظهر لديهم نمو أكبر في منطقة الحُصين بالدماغ، وهي المسؤولة عن الذاكرة وتنظيم المشاعر؛ ما يؤثر إيجابيا على تعلمهم لاحقًا.
هذه النتائج ليست مجرد تفاصيل علمية، بل تنبيه بأن سنوات ما قبل المدرسة تمثل فرصة ذهبية لغرس الثقافة والمعرفة لدى الطفل؛ حيث يكون منحنى التعلم في أعلى مستوياته في السنوات الأولى، إلا أن المجتمع يوجه تركيزه عادةً إلى تحصيل طلاب المدارس، متناسيًا أن الجذور تُغرس قبل ذلك بوقت طويل.
غالبًا ما يُنظر إلى الطفولة المبكرة على أنها مرحلة “انتظار” للمدرسة، بينما هي في الحقيقة المرحلة الأكثر حساسية وخطورة. ففي الوقت الذي نترك فيه أطفالنا للشاشات، نخسر فرصة تكوين ذائقتهم وقيمهم الثقافية، ثم نتساءل لاحقًا عن ضعف شغفهم بالمعرفة أو تراجع انتمائهم للقراءة.
وتؤكد منظمة اليونسكو في تقريرها لعام 2025 أن الفترة من الميلاد وحتى سن الثامنة تمثل المرحلة الأشد حساسية لنمو الدماغ، ولغرس الهوية الثقافية والخيال والذوق، كما تشدد على أن الاستثمار في التعليم المبكر والتنشئة الثقافية يُعد من أنجح وأذكى الاستثمارات الوطنية، لما له من مردود طويل الأمد تربويًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
إن ثقافة الطفل لا تُبنى في سن المراهقة، ولا تُختزل في المناهج الدراسية، بل تبدأ في حضن الأسرة، وتحتاج إلى سياسات مؤسسية واعية قبل سنوات المدرسة، نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم تثقيف الطفل المبكر، بحيث نقدمه بطريقة تناسب عمره وحاجاته النمائية، حتى لا نترك الأجيال القادمة تواجه فراغًا ثقافيًا قد لا يُعوَّض.
alsharif_h@windowslive.com

ذاكرة الكتب المدرسية

العام الدراسي بالنسبة لنا لا يبدأ بالجرس الأول، ولا بأول حصة، بل يبدأ حين تدخل الكتب المدرسية بيتنا.
تلك اللحظة التي تتحوّل فيها الطاولة إلى مسرح صغير، تكتظ عليه رائحة الورق الجديد، وأصوات القص واللصق، وضحكاتنا المتقطعة بين الحماس والتركيز.
أختي تمسك بالمقص، وأخي يقطع شرائط اللاصق، وأنا أضع الكتب أمامي وأمد يدي نحو كومة الأغلفة الملونة التي اخترتها بعناية من المكتبة: الأزرق البارد لمادة العلوم، الأخضر العميق للرياضيات، الأحمر النابض للفنون، والأصفر الدافئ للغة العربية.
كنت أؤمن أن اللون ليس مجرد غلاف، بل هو روح ترافقك طوال العام، وأن اختيار اللون المناسب للمادة يمنحها ملامحها الخاصة.
نبدأ العمل ببطء، نمد الغلاف على الكتاب، نضغط على الزوايا بإبهامينا، ونحاول طرد الفقاعات الصغيرة تحت الورق الشفاف.
وحين يلتصق اللاصق بأصابعنا، ننفجر ضحكًا، ثم نعود لنكمل المهمة وكأننا في ورشة عائلية لإعداد هدايا لا يراها غيرنا.
بعد كل كتاب ننجزه، أفتحه على الصفحة الأولى وأكتب اسمي بخط متأنٍّ، أحيانًا بزخرفة طفولية، وكأنني أوقّع عقد صداقة مع هذا الرفيق الجديد.
لم يكن الأمر مجرد حماية للكتب، بل كان طقسًا يربطنا بالعام القادم، ويجعلنا نشعر أننا جاهزون لمغامرة جديدة.
وفي المساء، حين تكتمل الكومة، نجلس نلمس أغلفتها الملساء ونقلب صفحاتها بسرعة، نقرأ العناوين ونبحث عن الصور، وكأننا نتجسس على المستقبل قبل أن يبدأ.
اليوم تغيّر كل شيء..
بعض الكتب صارت ملفات رقمية تُحمَّل على شاشات باردة لا تحمل رائحة الورق، وبعضها يُطبع على عجل بلا دقة أو ألوان.
لم تعد الطاولة تمتلئ بالأغلفة الملونة، ولم يعد هناك مقص أو شريط لاصق، ولم تعد أختي تمد يدها بالقصاصات الصغيرة، ولا أخي يضحك حين يلتصق اللاصق بيده.
لكنني ما زلت أحتفظ بكتبي القديمة، مرتبة على رفّ خاص، ألوان أغلفتها باهتة الآن، لكنها ما زالت تنبض بالذكريات.
وحين ألمسها، أشعر أنني ألمس أيامي القديمة، تلك الأيام التي كان فيها للكتاب رائحة، وللغلاف لون، وللتعليم دفء لا تمنحه أي شاشة.
كانت الكتب المدرسية أكثر من مجرد مناهج… كانت بداية العام بطقوسه، ولون كل كتاب كان أشبه بعلم صغير أرفعه في سباق الحياة.
واليوم، كلما مررت بصفحة إلكترونية بلا رائحة ولا لون، أفتقد تلك اللحظة التي كنت أختار فيها جلادي المفضل، وأجلس بين أختي وأخي نصنع من الكتب مهرجانًا صغيرًا يليق ببدء رحلة جديدة
ayaamq222@gmail.com

تمكين التحول الاقتصادي في المملكة

تتطلب البنية التحتية الاقتصادية تكاملا وتنسيقا بين جميع القطاعات. إذ أنه مع تطور التقنيات ودخول منظومات إنشائية وخدمية وهندسية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحديدا في جميع العمليات والأعمال فمن الأهمية أن يحدث تكامل متواصل بين أطراف وجهات العملية الاقتصادية، فتطوير المدن الذكاء، على سبيل المثال، لا يتوقف على كود البناء والأنظمة التقنية وحسب وإنما يمتد لتأسيس بيئة أعمال وأخرى سكنية وصناعية واستثمارية وتجارية في الوقت نفسه.
وفي هذا الإطار ناقش وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريّف، مؤخرا مع الرئيس التنفيذي لشركة «هانيويل» الأمريكية، سبل تعزيز التعاون في مجالات التصنيع المتقدم، وحلول الأتمتة الصناعية، وتطوير المدن الذكية، وكذلك أفضل الممارسات العالمية لتطوير البنى التحتية الرقمية الصناعية، ودور المدن الذكية في تمكين التحول الصناعي وتسريعه، والفرص الاستثمارية المشتركة في مجال الحلول الصناعية الذكية، وأنظمة أتمتة المنشآت، وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء.
هذه الخطوة تفتح الباب لتسريع التطبيقات الذكية في بيئة الأعمال والإنتاج السعودية من خلال توطين ونقل التقنيات والتوسع في الذكاء الاصطناعي الذي يتجه بصورة متسارعة ليكون الخيار الحاسم في إدارة وتنفيذ مختلف العمليات في المستقبل القريب، والمملكة من أوائل الدول التي أسست للحكومة الإلكترونية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأتمتة المعاملات وينبغي أن يتواصل ذلك بما يمنحنا الحضور المستقبلي الريادي.
وجود مدن ذكية متعددة تعتمد الرقمنة والأتمتة لا يعني تطورا وحسب، وإنما مشاركة فعالة في بناء المستقبل وإدارة الأعمال بمنظور أكثر ابتكارا وإبداعا، ولدينا بدايات متميزة وجديرة بأن تكون نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل الاقتصادي والتنموي في بلادنا ومن ذلك برنامج مصانع المستقبل الذي أطلقته السعودية لأتمتة أربعة آلاف مصنع، وتحويلها من مصانع تقليدية إلى منشآت ذكية تتبنَّى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، بما يرفع كفاءة الإنتاج فيها، ويخفض التكاليف التشغيلية.
أفضل وسيلة للتنبؤ بالمستقبل أن تصنعه بنفسك، ولذلك فإن أفضل الممارسات العالمية الرقمية ينبغي أن تنطلق من المملكة في المرحلة الاقتصادية القادمة مع استقطاب مزيد من الشركات الدولية الكبرى، والشراكات التقنية الواسعة مع الشركات المتخصصة، ولدينا قابلية كبيرة للتوسع التقني والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بصورة مؤسسية ومنهجية يمكنها أن تحدث الفارق الذي نطمح ونتطلع إليه ونستهدفه بعزيمة وإرادة وطنية قوية.
meshary56@hotmail.com

من الذي يصنع مستقبلنا؟

عندما يوجه هذا السؤال لنا: من الذي يصنع مستقبلك؟
تتنوع إجاباتنا، فمن قائل: أن من يصنع المستقبل هو أنت، فأنت تحدد مستقبلك حسب همتك وطموحك، ومن قائل: أن من يصنع المستقبل هو الشهادة، فحسب شهادتك يكون مستقبلك، ومن قائل: أن من يصنع مستقبلك هم من حولك، ومن قائل: أن من يصنع المستقبل هو الواسطة، ويدللون على ذلك أن هناك من تولى مسؤولية وهو لا يملك من المؤهلات إلا أنه من معارف أو أقارب المسؤول فلان.
بينما الحقيقة أن جميع الإجابات المذكورة خاطئة، فمن يصنع مستقبلك هو ربك جل جلاله، فهو سبحانه القائل: (والله خلقكم وما تعملون) ويقول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا»، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: «إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يُرسلُ اللهُ تعالى إليه الملكَ فينفخُ فيه الروحَ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ : رزقُه و أجلُه و عملُه و شقيٌّ أم سعيدٌ».
إذن المستقبل محسوم وواضح، ولكن الاتكال على ذلك لا يكفي، فلابد من بذل الأسباب للحصول على ما كتبه الله، هذه سنة الله في الأرض، يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: « الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وإنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض.
ولذلك لابد من الحرص على الشهادة الدراسية والتفوق العلمي فيها، وبناء الفكر، وتنمية المهارة، ومعها تقوى الله وبر الوالدين وصلة الرحم، وأبشر بعدها بمستقبل مشرق، فمن يخوف من المستقبل هو الشيطان: «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء» أما أرحم الراحمين» والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم»
إذن توكلوا على الله وابذلوا الأسباب واطمئنوا على مستقبلكم.
aldabaan@hotmail.com

بين تصريحات محاميه والشهادة الرسمية.. تجدد الجدل في وفاة إبراهيم شيكا

تتواصل التداعيات في قضية وفاة لاعب الزمالك السابق إبراهيم شيكا (28 عامًا)، الذي رحل في شهر أبريل الماضي، بعدما فجرت أسرته عبر محاميها مفاجآت جديدة قد تغيّر مسار التحقيقات، وسط جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
شكوك الأسرة وتحرك قانوني
أكد المستشار ماجد صلاح، محامي أسرة شيكا، أن العائلة تعتزم ملاحقة أي جهة يثبت تورطها في إهمال طبي تسبب في وفاة اللاعب، مشيرًا إلى أن مقاطع فيديو متداولة أظهرت تلقيه رعاية من أطباء غير مختصين في علاج السرطان الذي كان يعانيه.
ولفتت والدة اللاعب إلى وجود جرح واضح في الجانب الأيمن من بطنه، ما أثار شكوكها بشأن خضوعه لعملية جراحية لم يُكشف عنها، وربطت ذلك باحتمال تعرضه لسرقة أعضاء.
وزادت هذه الشبهات بعد ظهور شهادة الوفاة التي أشارت إلى أن السبب هو “سدة رئوية غير مصاحبة لقلب رئوي حاد”، وهو ما وصفه المحامي بأنه تفسير غير كافٍ ولا يبرر الوفاة المفاجئة.

نفي الأطباء ورد رسمي

على الجانب الآخر، نفى د. محمد سعد العشري، طبيب الأورام المعالج، صحة شائعات سرقة الأعضاء، مؤكدًا أن شيكا خضع للعلاج ضمن فريق متخصص لمدة 5 أشهر، وأن الأشعة أثبتت سلامة الكبد والكليتين.

وباشرت النيابة العامة التحقيقات مؤخرًا، إذ استمعت لأقوال والدة وشقيق اللاعب، مع تحديد جلسات جديدة لجمع التقارير الطبية والفحوصات المرتبطة بحالته، وسط توقعات بتكليف الطب الشرعي باستخراج الجثمان وتشريحه لكشف الحقيقة الكاملة.
وقال المحامي ماجد صلاح إن المستندات الطبية الخاصة باللاعب ما زالت محل جدل، متهمًا زوجته هبة التركي بإخفائها، فيما لم يتأكد ما إذا كانت موجودة داخل مصر أو خارجها، مؤكّدًا أن غيابها لن يعرقل مسار التحقيقات.

قصة مرض شيكا

وُلد إبراهيم شيكا في 2 يناير 1997 بمحافظة الغربية، وبرز كأحد اللاعبين الواعدين في صفوف الزمالك قبل أن يوقف مرض سرطان المستقيم مسيرته الكروية.
وتوفي في مستشفى الجوي التخصصي بعد نحو عامين من الصراع مع المرض، وتلقى دعمًا من شخصيات عامة أبرزها الفنان تامر حسني لتغطية تكاليف علاجه.