السمعة المؤسسية.. الأصل الخفي الذي قد يحسم بقاء العلامات الوطنية

لم تعد قيمة المؤسسات في عصرنا الحديث تقاس بما تملكه من أصول مادية فقط، بل بما تحمله من سمعة مؤسسية. السمعة اليوم هي أصل خفي لكنه حاسم، حيث تشير الدراسات إلى أنها تمثل ما يقارب 30% من القيمة السوقية للشركات الكبرى عالميًا. وهذا يعني أن مجرد اهتزاز الثقة بالعلامة قد يؤدي إلى خسارة لا تقل أثرًا عن انهيار مالي مباشر.
في الآونة الأخيرة شهدنا كيف يمكن أن تتعرض علامة وطنية شابة لهجوم واسع بعد اكتشاف مخالفات وأخطاء في عملها. صحيح أن الخطأ لا يمكن تجاهله، وأن المخالفات تستوجب المحاسبة والتصحيح، لكن ما حدث فعليًا تجاوز حدود النقد العادل إلى موجة من الهجوم الرقمي والتشهير والتنمر، انتهت بتقويض سمعة المشروع بالكامل. والسؤال هنا: هل يصل العقاب إلى حد إعدام الكيان الاقتصادي برمته، رغم إمكانية إصلاحه وتقويمه؟
الخطورة أن السوق السعودي، الذي يشهد نموًا متسارعًا ويُعتبر من أكثر الأسواق جاذبية في المنطقة، قد يتحول في لحظة إلى بيئة يسهل فيها تصيد الأخطاء وتضخيمها، سواء من منافسين في حروب خفية أو من جمهور يقوده الاندفاع اللحظي في وسائل التواصل.
بيانات وزارة الاستثمار، تؤكد أن المملكة منحت أكثر من 5500 ترخيص استثماري جديد في نصف 2025 الأول فقط، وهو مؤشر على ثقة عالية بالاقتصاد. لكن هذه الثقة قد تتعرض للاهتزاز إذا غابت آليات عادلة لحماية السمعة المؤسسية للمشاريع الوطنية.
من الطبيعي أن يخطئ أي مشروع أو يتعثر، وهذا جزء من دورة الأعمال في كل اقتصاد. غير الطبيعي أن يتحول الخطأ إلى حكم نهائي بالإعدام التجاري.الأنظمة لا تتسامح مع المخالفات، لكنها أيضًا لا تسمح بتحويلها إلى أداة لتصفية الحسابات أو إسقاط المنافسين. المطلوب محاسبة عادلة، شفافية في الإعلان عن الأخطاء والإجراءات التصحيحية، وحماية للمؤسسات من الحملات غير المنصفة.
إن رؤية المملكة 2030 جعلت من جذب الاستثمارات وحماية المشاريع الوطنية أحد محاورها الأساسية. والبيئة الاستثمارية الصحية لا تقوم فقط على اللوائح المالية والتنظيمية، بل أيضًا على ترسيخ العدالة في التعامل مع الأخطاء، بحيث يُعطى كل خطأ حجمه الطبيعي، ويُفتح المجال أمام المؤسسات الوطنية لتتعلم وتُصحح وتستمر. فالمستثمر الأجنبي، كما المواطن، يريد أن يرى أن السوق تحكمه قواعد عادلة، لا موجات عاطفية أو حروب خفية بين المنافسين.
في نهاية المطاف، السمعة المؤسسية ليست ترفًا ولا تفصيلاً ثانويًا، بل أصل اقتصادي لا يقل أهمية عن رأس المال أو الموارد.
وحماية هذا الأصل لا تعني الدفاع عن المخطئ، بل حماية بيئة الاستثمار من الهشاشة، وحماية مستقبل الاقتصاد الوطني من خسائر لا مبرر لها.
dr0lamia@gmail.com

قطرة دم عَمقت أثر القيادة

=في عالم القيادة، هناك قادة يكتفون بإصدار الأوامر وتوجيه التعليمات، وهناك قادة أندر لا يحتاجون إلى أوامر مكتوبة ولا إلى تعاميم رسمية، لأن أثرهم وحده يكفي ليحرك مجتمعاً كاملاً، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله»، يقود بالفعل قبل القول.
في حملة التبرع بالدم التي قام بها سمو ولي العهد، لم يكن هناك إلزام لأحد ولم تُرفع شعارات رسمية، لكنه تقدّم بنفسه وجلس على كرسي التبرع ثم أُعلن ذلك للناس، فكان إلهام للشعب السعودي بكافة فئاته الاقتداء بخطوته المباركة، فتدفّقٓ أمراء المناطق والوزراء والمسؤولون والموظفون ورجال الأعمال والأفراد للمشاركة في التبرع، دون أوامر أو دعوات، بل بدافع التأثر بالفعل الصادق.
لقد تحوّل فعل بسيط إلى رسالة عظيمة، وتحولت المبادرة الشخصية إلى تيار وطني شارك فيه الجميع، في مشهد لخص جوهر القيادة بالأثر، القائد الذي يعيش قضيته ويمارسها بنفسه لا يحتاج إلى خطابات طويلة ولا إلى عبارات رنانة، يكفي أن يبدأ وسيتبعه الناس، لأنهم يرون فيه الصدق والإيمان بالفعل قبل القول، وهذا الموقف ليس استثناءً، بل هو نموذج متكرر فسموه «يحفظه الله»، حاضر في المشهد دائماً، يعيش بين أفراد شعبه، يشاركهم تطلعاتهم وأحلامهم وتحدياتهم، ويقف معهم في أفراحهم وأتراحهم، لم يعزل نفسه خلف الأسوار، بل اندمج في تفاصيل الحياة اليومية ليشعر المواطن أن قائده يشاركه الطريق والهدف، وأن الرؤى الوطنية ليست حبراً على ورق، بل واقع يُعاش، ولهذا أصبح حضوره في القلوب قبل أن يكون في الصور والشاشات.
وما يزيد هذا الأثر عمقاً أن سمو ولي العهد «يحفظه الله» يضع المواطن السعودي في مكان التقدير الأول، مؤكداً أن الشعب هو مصدر القوة الحقيقية ورصيد العزة والكرامة في مملكتنا.
وبدوره لم يخيّب الشعب السعودي ثقة قائده، فأثبت معدنه الأصيل بحبه لوطنه ودفاعه عنه، واستلهم الرؤية لينافس عالمياً، فحصد المراكز الأولى في ميادين متعددة.
اليوم نرصد حضور المملكة العربية السعودية، في كل مجال بفضل الله أولاً، ثم بفضل هذه القيادة الشابة التي حوّلت الأحلام إلى مشاريع تُبصر النور كل يوم، قائدنا لم يقُد بالشعارات، بل قدّم نفسه قدوة في الإقدام وصناعة الأمل، وفتح أمام السعوديين مسارات جديدة، وأثبت أن المستحيل كلمة لا مكان لها في قاموس هذا الوطن، إنها قيادة تُترجم الأفعال قبل الأقوال، وتبني وطناً عظيماً على أساس الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه.
dhfeerif@gmail.com

الثقافة والتنمية الاقتصادية

تنمية الاقتصاد من خلال القطاع الثقافي، تأتي كإحدى أهم الركائز التي تحرص عليها رؤية السعودية 2030، وذلك عبر دعم المواهب والإبداع، والحفاظ على التراث، والاستثمار في البنية التحتية الثقافية لتحقيق المستهدفات التي تصبو إلى تمكين الثقافة وتعزيز الهوية السعودية، وليكون القطاع السياحي رافدا رئيسياً لمنظومة الاقتصاد الوطني .
قبل أيام تم الإعلان، إنه وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – يحفظه الله -، ستُنظم وزارة الثقافة مؤتمر الاستثمار الثقافي بدورته الأولى خلال الفترة من 29 إلى 30 سبتمبر الجاري بالرياض، وذلك لبحث التوجّهات المستقبلية للاستثمار الثقافي.
هذا المؤتمر الأول من نوعه في السعودية يعتبر مناسبةً سنويّة تفاعليّة بطابعٍ عالمي، حيث سيجمع بشكل سنوي أطراف المنظومة الثقافية من جهات حكومية وخاصة، مع المستثمرين، والممارسين، والمبدعين، والمهتمين بالشأن الثقافي المحليين والدوليين، وستشهد دورته الأولى «38» جلسة يُشارك فيها أكثر من 100 متحدث من جنسيات متعددة، حيث سيناقشون مع بقية حضور المؤتمر أبرز المستجدات والتحدّيات التي تواجه مستقبل الاستثمار في القطاع الثقافي، كما سيبحثون في التوجّهات الاستثمارية الحديثة المرتبطة بالأسواق الثقافية الناشئة، وفي مقدمتها السوق الثقافية الواعدة بالمملكة.
مساعي هذا المؤتمر الهادفة إلى استشراف مستقبل الاستثمار الثقافي من منظور استراتيجي، تنطلق من محورية الثقافة في التنمية وبناء الإنسان، وتهيئة فضاءات حضارية يجد فيها المبدعون مناخًا مثاليًا للتعبير الإبداعي، وتنمو معها سوق ثقافية يستفيد منها المستهلك والمستثمر على حد سواء.. وهو ما يلتقي مع مستهدفات رؤية السعودية الطموحة في أن يسهم القطاع الثقافي في تنمية الاقتصاد الوطني.
haa2ana@hotmail.com

لا يوجد مكان للمستحيل

حين يكون الأمل بالله موجود لا يوجد مكان للمستحيل، التوكل على الله يجلب الخير ويرفع المستحيلات، لأن هناك ربًا كريمًا لا يرد من دعاه.
رسائلنا إلى الله بلا أوراق نرسلها، فالدعاء لله والرجاء لله تعالى لا يحتاج إلى وسيلة مادية مثل الورق أو الأبواب، بل يتم التواصل مع الله بالقلب والسكون في صمت، لأن الله يسمع دعواتنا دون الحاجة لوسيط، دعواتنا تعانق حدود السماء، والله يستجيب لمن يدعوه بقلب صادق.
في مقالي هذا أدعو الله أن يعجل بشفاء مرضانا ـ ولا اعتراض على مشيئته ـ ومرضى المسلمين، اللهم أسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ عليهم بالشفاء العاجل، وأن تلبسهم ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل، وأن تشملهم بعطفك ومغفرتك، وأن تتولّهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف، أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين.
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن تشفيهم، اللهمّ خذ بيدهم، اللهمّ احرسهم بعينيك التّي لا تنام، واكفهم بركنك الّذي لا يرام، واحفظهم بعزّك الّذي لا يُضام، أنت ثقتنا ورجاؤنا، يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب، يا مُجيب الدعاء.
اللهم بعدد من سجد وشكر، نسألك أن تشفي كل مريض، وتعوضه خيراً عن كل لحظة وجع وألم .
اللهم يا مسهّل الشديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، أخرج مرضانا ومرضى المسلمين من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع عن المسلمين ما لا يطيقون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الحمد لله الّذي لا إله إلّا هو، سبحان الله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله. اللهم نسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفي كل مريض، وتعافيه بحولك وقوتك.
الله بصير بالعباد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. يا مُفرّج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين، اللهم اشفهم، اللهم اشفهم، اللهم اشفهم، اللهم آمين.
اللهم نسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفيهم وتعافيهم بحولك وقوتك وقدرتك يارب العالمين.
اللهم أنت الشافي ولا شافي غيرك، فلا دواء يجدي ولا طبيب يشفي، سبحانك جلت قدرتك، قادر على كل شيء ،عافهم وألبسهم ثياب الصحة والعافية.
أسألك يا الله بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد أن تشفي مرضانا ومرضى المسلمين، آمين يا رب العالمين.
Aneesa_makki@hotmail.com

هل لدينا ثقافة عقارية؟

الثقافة في اللغة تعني الحذق والفطنة والإدراك والتحصيل، أما الثقافة في الاصطلاح، فهي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها.
وثقافة المهنة تتمثل في القراءة والبحث والسؤال لتنمية وتطوير ثقافة أي عمل قبل الالتحاق به، وحيث أننا نعني هنا مهنة العقار فهل لتلك المهنة ثقافة؟ أقول نعم لها ثقافتها الخاصة بها، ولكن غير موجودة فعلياً في سوقنا العقاري إلا بالشركات العقارية الكبيرة، حيث أن قلة قليلة من العقاريين لديهم ثقافة مهنية أي عقارية، والأكثرية لديهم مفاهيم مهنية توارثوها عن أجدادهم وربما من زملائهم الآخرين، مما جعل مهنة العقار مهنة من لا مهنة له، حتى أن بعضهم لا يحتاج لفتح سجل تجاري أو استئجار مكتب بل معتمداً على معرفته بتجار العقار وبأسلوبه الذي أعتاد عليه الذي يمكنه من أن يحصل على نصيبه من السعي.
ولكن في هذه الأيام، لا بد أن يسعى العقاريون إلى التوجه نحو التسلح بالوعي والثقافة العقارية وضرورة الالتحاق بالدورات التدريبية والتأهيلية في هذا المجال، ولكي يعتبر العقاري مثقفاً تثقيفاً عقارياً يجب عليه المشاركة في الفعاليات العقارية سواء المؤتمرات أو المعارض أو الاجتماعات الرسمية والندوات والمحاضرات، والبرامج التثقيفية والحرص على متابعة كل ما هو جديد في مجال الاستثمار العقاري، والتواصل مع آخر مستجدات المتغيرات التي تحدث في اللوائح والأنظمة العقارية، كذلك الاهتمام بالتخصصات المهنية الأخرى التي يعتمد عليها الاستثمار العقاري، مثل دراسة الجدوى الاقتصادية وبرامج التطوير العقاري والتسويق والتخطيط المالي، واستشارة ذوي الخبرة، و المراكز المتخصصة في هذا المجال.
بالإضافة إلى تنظيم مهنة العقار وتدريب «موظف المكتب العقاري» على الثقافة العقارية من خلال دورات متخصصة في المجال لكي يتمكن أي فرد يريد أن يتلقى معلومة عقارية من مكاتب العقار بشكل دقيق ومفصل في جزئيات المساحة والموقع والإمكانيات ومستقبل المنطقة.
ولكي يتم كل ذلك لصاحب المكتب العقاري وكذلك المستثمر العقاري يجب تسهيل حصول الشركات المتخصصة بالتدريب العقاري على تراخيص لإنشاء معاهد علمية والتي تعني بشئون العقار لإقامة البرامج التدريبية والتأهيلية في المجال الاستثماري، مما يرفع وعيه العقاري من خلال التدريس والتدريب ومشاركاتهم في المؤتمرات والبحث العلمي وتزويده بالمعلومات اللازمة واللوائح والقوانين والأنظمة الاستثمارية بصفة دائمة ومنتظمة. ومن جانب آخر يجب تحسين وتطوير دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والموجه إلى المستثمر العقاري، وزيادة وعيه، ورفع ثقافته العقارية، وكذلك نشر الثقافة العقارية في المجتمع.
إذا تم كل ذلك للمستثمر العقاري، فسوف يكون له دوراً أساسياً في تطوير العقار كصناعة رافده ذات قيمة مضافة عالية في الاقتصاد الوطني، وكذلك يرفع من مستوى الممارسة المهنية العقارية في البلاد.
k_barshaid@yahoo.com

نماذج سعودية مشرفة

تعيش المملكة العربية السعودية اليوم، نهضة شاملة في جميع المجالات، ويبرز في طليعة هذه النهضة أفراد سعوديون استطاعوا أن يصنعوا فرقًا ويثبتوا جدارتهم في ميادين متعددة. هؤلاء النماذج المشرفة لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يعكسون صورة المملكة الحديثة الطموحة التي تسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
في كل أمة شواهد على التميز، وفي المملكة العربية السعودية يزدهر الحاضر والمستقبل بنماذج وطنية مشرفة أثبتت قدرتها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات.
تبرز هذه النماذج كأمثلة حية على الطموح الذي لا يعرف حدودًا، والعزيمة التي تصنع الفرق، متجسدة في رجال ونساء تجاوزوا التحديات ورفعوا راية الوطن عاليًا في المحافل المحلية والدولية.
إن ما حققه المواطن السعودي اليوم هو طفرة في التاريخ الحديث المعاصر فقد سبق عصره و أصبح يراهن عليه بين الأمم في شتى المجالات.
مقالي لا يسعه جمع وذكر كل أسماء هؤلاء الأبطال لأن القائمة طويلة وأخشى أن أنسى أحدهم أو إحداهن سهوا .
تُظهر هذه النماذج السعودية المشرفة، أن أبناء وبنات المملكة قادرون على التميز في شتى المجالات، وأن الوطن يزخر بكفاءات طموحة تسعى لرفعة المملكة ورفع رايتها عالميًا. ومن خلال دعم القيادة الرشيدة والمجتمع، ستظل المملكة منبعًا للنجاحات وقصة إلهام مستمرة.
إن ما يجمع بين هذه النماذج هو الطموح، والاجتهاد، والإخلاص للوطن.
فهم قدوة للأجيال القادمة، ودليل على أن أبناء وبنات المملكة قادرون على التميز في مختلف الميادين. وتستمر المملكة، بقيادة رؤيتها الطموحة 2030، في تمكين الإنسان السعودي ليكون شريكًا حقيقيًا في صناعة المستقبل.
nesreenfahad@yahoo.com

السلام الداخلي

الأمان كلمة تعبّر عن احتياج إنساني، لا رفاهية، لأنها تحمل في طيّاتها ثقل العالم بأكمله، قد نراه في وقفة كلماتي حائرة، أمام حقيقة لم أذق طعمها قط: الأمان، لكن ماذا لو عفا عنا الزمن ونحن نبحث عنه دون أن نعثر عليه؟
أرى أن الأمان هو منطلق الإبداع والشجاعة؛ كيف للإنسان أن يدرك أنه مهما فعل، سيجد طريقًا يلجأ إليه، يحتضنه، ويغفر له هفواته؟ حين أشعر بالأمان، ينخفض صوت التشتت والتردد في داخلي، وتصبح الرؤية أكثر وضوحًا، والنفس أكثر عمقًا، كأن العالم بأسره صار محبًّا لي، وعندما أتأمل نجاحاتي، أرى في بؤرة عيني سكينة وهدوء يشبهان دفء الوجود.
لكنني حين أبحث في أعماقي، أواجه اعترافًا من نفسي: لم أعرف الأمان يومًا، بشتى أنواعه، أشعر بسخرية خفية كلما تذكرت لحظة شعرت فيها بالأمان، ويختفي الشعور أمام عيني قبل أن يكتمل، ورغم هذا، يظل بصيص الأمل خافتًا لكنه حاضر، يهمس لي بأن يومًا ما سأعرف معنى الاستقرار، أسير بخطواتي تائهة، أبحث عن معناه في وجوه البشر، في تفاصيل المواقف، وفي نجاحاتي الصغيرة، لكني لم أجده.
أردد لنفسي دائمًا: “إذا عرف السبب بطل العجب” ربما لهذا السبب لا أسمح لروحي أن تستسلم للسكينة يومًا؛ شعاري في الحياة التأهب، الحذر، والاستعداد للمفرّ، أرتاح للشدة لا للرخاء، وكأن حياتي كلها حالة طوارئ لا تهدأ.
ومع ذلك، أكتب عن الأمان لأني أتوق لمعرفة حاله، وأشتاق إليه رغم أني لم أعرفه يومًا.. كيف تكون الحياة حين يسكن الأمان فؤاد الإنسان؟ وهل يمكن أن يغير كل شيء بداخله، فيتلاشى الخوف، ويستوطن الأمان فؤاده، ويزرع الطمأنينة في روحه؟
إلى كل شخص يقرأ هذا المقال: ليشعر أنه مفهوم، له صوت مسموع، وله عالم ينتمي إليه، ويشعر بالأمان الذي طالما تمنّاه، ويبدأ هذا الأمان بداخله، من إحساسه بذاته، تذكر أن الشعور به يبدأ منك، من كل لحظة تمنح فيها نفسك الحق للشعور بالسلام الداخلي، حتى لو خُيل لك أن الأمان بعيد، فإن الرغبة في امتلاكه هي البداية الحقيقية لتذوق الحياة، والشعور بها، والاحتفاء بكل لحظة فيها.
shahadaljohani@gmail.com

لماذا نفقد شغفنا بالقراءة والتعلم في زمن المقاطع السريعة؟

حين تمسك كتابًا، قد تشعر أن الورق أثقل من الحديد، وأن السطور تمتد كسرب لا ينتهي. تفتح محاضرة فتغدو الدقائق فيها أبطأ من عقارب ساعة معطوبة. تحاول أن تدرس بجد، فلا تمضي سوى بضع صفحات حتى يتسرب إليك الملل وكأن ذاكرتك أغلقت أبوابها في وجهك. المدهش أننا غالبًا لا نعترف بهذا العجز أمام الآخرين، بل نتظاهر بالقدرة والاهتمام، بينما في داخلنا نعلم أننا نفتقد الصبر على كل ما يتطلب وقتًا وتركيزًا.
السر ليس غامضًا كما نظن، بل يكمن في العادة التي صنعتها أيدينا بأنفسنا. لقد أدمنّا المحتوى السريع، وتعودنا على المقاطع القصيرة التي تلمع في أعيننا ثم تتلاشى قبل أن تترك أي أثر عميق. شيئًا فشيئًا، صار ذهننا يقفز كقرد صغير من غصن إلى آخر، لا يثبت على فكرة واحدة، ولا يمنح نفسه فرصة التعمق في أي معرفة.
هذه الحالة ليست مجرد تشتت عابر؛ إنها ما يسميه الحكماء قديمًا بـ «عقل القرد» وما نطلق عليه اليوم «فقدان الشغف». غير أن المسميات مهما اختلفت، تظل الحقيقة واحدة: عجز عن الثبات، وضياع للتركيز، وتآكل بطيء لقدرتنا على الاستمتاع بما يحتاج إلى صبر.
إن الشغف لا يتبخر فجأة من حياتنا كما نظن، بل يتسرب قطرة قطرة مع كل لحظة انسياق وراء السرعة، ومع كل استسلام لسطحية لا تمنحنا سوى بريق قصير. نستيقظ يومًا لنجد أن القراءة صارت عبئًا، والمحاضرة عذابًا، والدراسة طريقًا طويلًا لا نقوى على اجتيازه. وهنا ندرك أننا خسرنا أثمن ما فينا: القدرة على الغوص، على الانشغال الحقيقي، على مرافقة الفكرة حتى تنضج داخلنا.
إن استعادة الشغف لا تأتي من انتظار معجزة، بل من إعادة تدريب أنفسنا على التمهل. أن نكسر دائرة العجلة، ونمنح عقولنا فرصة أن تتذوق البطء من جديد؛ صفحة تُقرأ بتأمل، محاضرة تُسمع كاملة دون انشغال، وفكرة يُسمح لها أن تنضج في هدوء.
فقط عندها سندرك أن العقل ليس قفصًا يقفز فيه قرد بلا هوادة، بل حديقة يمكن أن تهدأ لتثمر. والشغف، في جوهره، ليس شيئًا نبحث عنه في الخارج، بل هو تلك القدرة على الثبات، على الإصغاء، وعلى أن نمنح الزمن نفسه فرصة أن يعمل معنا.
وما نطلق عليه اليوم «فقدان الشغف».. غير أن المسميات مهما اختلفت، تظل الحقيقة واحدة
fatemaalhqbani52@gmail.com

أرقام.. استقرار الأسهم الأمريكية في بورصة وول ستريت

استقرت الأسهم الأمريكية في تعاملات مساء الأربعاء، في بورصة وول ستريت، مع ارتفاع سهم ألفابت المالكة لشركة جوجل وغيرها من أسهم شركات التكنولوجيا، وتراجع ضغوط سوق السندات على الأسهم.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا بمقدار 32.72 نقطة، أي بنسبة 0.5%، إلى 6448.26 نقطة نحو كسر سلسلة تراجع استمرت يومين منذ أن سجل أعلى مستوى تاريخي له.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 24.58، أي بنسبة 0.1%، إلى 45271.23 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 218.10 نقطة بنسبة 1% إلى 21497.73 نقطة.

ارتفاع سهم ألفابت

ويأتي ذلك في حين ارتفع سهم ألفابت بنسبة 9.1%، وكانت من أبرز العوامل الداعمة للسوق بعد تجنبها بعض أسوأ السيناريوهات في قضيتها المتعلقة بمكافحة الاحتكار.

وفي الوقت نفسه، أسهم هدوء سوق السندات في استقرار بورصة وول ستريت، بعد يوم من ارتفاع عوائد السندات الحكومية في أنحاء العالم نتيجة للمخاوف بشأن قدرة الحكومات على سداد ديونها المتراكمة.
بالإضافة إلى المخاوف من أن ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي لخفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم على المدى الطويل.

بإصدارات وتطبيقات ثرية.. الشؤون الإسلامية تشارك في معرض موسكو للكتاب

تشارك وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالأمانة العامة للمعارض والمؤتمرات عبر ركن مخصص لها ضمن جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض موسكو الدولي للكتاب في دورته 38، الذي يُقام خلال الفترة من 3 إلى 7 سبتمبر المقبل، في العاصمة الروسية موسكو.
ويستعرض ركن الشؤون الإسلامية لزوار المعرض جهود المملكة في خدمة القرآن الكريم ونشر قيم الوسطية والاعتدال، من خلال عرض نسخ من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بمختلف الأحجام، وترجمات معانيه إلى أكثر من 77 لغة عالمية.
إلى جانب تقديم عرض تعريفي يوضح آلية طباعة المصحف الشريف والمراحل التقنية الحديثة التي يمر بها داخل المجمع.

تطبيق تعليم مناسك الحج والعمرة

ويتضمن الركن عرضًا لعدد من التطبيقات التقنية الحديثة من أبرزها: تطبيق تعليم مناسك الحج والعمرة ثلاثي الأبعاد متعدد اللغات، وتطبيق الاستشهاد الصحيح لضبط نصوص الكتاب والسنة من خلال قواعد بيانات موثوقة.
كما يتيح للزوار تجربة تقنية الواقع الافتراضي (VR)، التي تمكنهم من مشاهدة المسجد النبوي الشريف والتجول في أروقته ومعالمه البارزة من الداخل، والتعرف على ما توليه المملكة من عناية كبيرة بالحرمين الشريفين عبر تقنيات حديثة تمنحهم تجربة معرفية متكاملة.

مخطوطات إسلامية نادرة

ويعرض الركن نماذج من مخطوطات إسلامية نادرة من مكتبة مكة المكرمة تعود لعدد من العلماء والفقهاء والأدباء واللغويين وغيرهم، التي تعكس ما توليه المملكة من اهتمام للتراث الإسلامي وإبرازه للباحثين والمهتمين في العالم.
وتأتي مشاركة الوزارة تجسيدًا لدورها في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال عبر الكتاب والتأليف والنشر، وتعزيزًا لمكانة المملكة الريادية في خدمة الإسلام والمسلمين، بما ينسجم مع تطلعات القيادة الرشيدة ورؤية المملكة 2030.