ما هو الوطن؟ لو سألنا هذا السؤال، لوجدنا بعضهم يجول فكرة بعيداً مع شفاه ترغب بالكلام، ولكنها عالقة في البحث عن كلمات تعرّفه، رغم أن يده ستكون في هذه اللحظة تلمس منطقة القلب، لتعطي السائل اجابته؛ ليس سؤال صعب، ولكنه مليء بالمشاعر التي تفيض فنعجز عن الرد السريع.
الوطن هو المكان الذي تنتمي إليه روحاً وجسداً وتاريخاً؛ هو ماضيك، حاضرك ومستقبلك؛ هو المكان الذي ستعود إليه مهما غادرت؛ هو حيث توجد بلا تكلّف، هو بين أهلك وناسك ومجتمعك الذين يشبهونك وتشبههم؛ هو الأرض التي تعطيك الأمن والأمان، وهي التي تعطيها روحك دفاعاً عنها؛ وهو السلام الوطني الذي يوقفك شامخاً لتردده، وهو لهجتك التي تشهد على انتماءك.
الوطن هو ما نصنعه اليوم وما نتركه غداً؛ هو في تعليمنا، في عملنا، في مساهمتنا الصغيرة والكبيرة، في أمانتنا وإخلاصنا، وفي كل مرة نفتح نافذة لأجيال قادمة كي ترى المستقبل أوضح منّا.
اليوم الوطني الخامس والتسعون، ليس رقماً يكتب، ولا رمزاً في التقويم، بل هو شهادة لحياة امتدت إلى وقتنا الحاضر بإرادة الناس وبقيادة الملك الموحد عبدالعزيز -رحمه الله-ووصولاً إلى قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
شارفنا على موعد فرحتنا به بتاريخٍ أصبح محفور في قلوبنا؛ ونهتف بحبه في شوارعنا، وليس ذلك وحسب، بل حتى من يفضل عدم الخروج من منزله، تجده يحتفل به بين أهله؛ فقد لمسنا الاختلاف.
لسنا كأي شعب، ولسنا كأي وطن، لأن الذي نحمله ليس انتماء فقط، بل جذور لا تقتلع، وحب لا يحتاج إلى دليل أو تبرير؛ فوطننا هو شموخنا ودمنا الذي في عروقنا.
في كل جزء من الثانية يزداد حبنا وولاؤنا للوطن؛ فليس اليوم الوطني هو يوم الحب له، بل هو اليوم الذي نتوقف فيه لنتشارك سوياً حبه، ونتبادل التهاني بعزتنا به؛ ونصّف كلماتنا ومشاعرنا له ولقائدنا ولأميرنا الشاب؛ ونرفع الراية خافقة في السماء؛ رجالاً، نساءً، وأطفالاً، ونكرر في احتفالنا بهذا اليوم بقلوبنا قبل ألستنا: وهل أحب سواه.
al.shehri.k@hotmail.com